بالكامل في السجود أثناء الصلاة يأخذ وضعاً ساجداً خاشعاً أمام ربه فوق أرض خاشعة مسبحة لله فكل شيء يسبح لله، وليكتمل بهذا الوضع حالة من صوفية اللقاء بين الجسد والأرض خشوعاً لله الخالق القدير .. ولأنه يبدو بأن الصلاة بين القيام والركوع والسجود كأنها مشهد لدورة حياة الإنسان فإننا في السجود تأخذ أجسادنا شكلاً يقترب أو يعود إلي الوضع الجنيني كما كنا في بطون أمهاتنا .. لتذكرنا بذلك أجسادنا مع كل صلاة وسجود بالخضوع لله منذ البدء، بدء خلقنا. أما في وضع القيام وقد اشتد عودنا، وبينهما وضع الركوع القائم بين وضع اشتداد العود ووضع أقصي انكماش للجسد في السجود .. ليكون ركوع المنطقة الوسطي في حياتنا للعودة ضعافا كما بدأنا .. وهكذا تتكرر دورة الحياة داخلنا وفي كل منها نحن خاضعون للخالق الأحد القهار .. ومن المثير أن تلتقي وجوهنا والأرض في وضع السجود .. وهي الأرض التي خرجنا من رحمها .. وإليها نعود بعد الممات لنصبح جزءا منها .. ثم لنخرج منها ثانيا للوقوف أمام الواحد الأحد .. وفي حركة السجود حيث يضع المصلي يديه علي الأرض بعد ركبتيه تبعاً للسنة النبوية يحدث هنا أن تسجد سبعة من أعضائنا وهي الكفان والركبتان والقدمان والجبهة والأنف .. وبالرسم الطبي الكهربائي للعضلات وجد أن ماتعمل في حالة السجود وتنشط هي عضلات القدم الداخلية وعضلات بطن الساق وعضلات الفخذ الخلفية والعضلة المسماة ذات الرؤوس الأربعة الفخذية وعضلة القصبة الامامية المسماة العضلة القصبية. وفي العديد من الدراسات الطبية حول الأمراض الروماتيزمية وفي العلاج التأهيلي تأكد أن مواضع الحركة في الصلاة التي يؤديها المصلي تفيد جميع عضلات ومفاصل وأربطة الجسم وتعمل علي حفظها أو بالأصح صيانتها بصفة دائمة وأن درجة انقباض العضلات يختلف من عضلة لأخري في مرونة نظراً للوضع الذي يقوم به المصلي من القيام إلي الركوع إلي السجود.