تهديد ووعيد.. قرارات سريعة ومثيرة أثارت حالة من التخبط لا أحد يعلم إلي أي مدي ستصل نتائجها.. وأخري تثير الكثير من علامات الاستفهام وتفتح بابا للجدل والشد والجذب بين المسئولين والإدارة الأمريكية منذ دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض.. حالة ترقب شديدة تسيطر علي المجتمع الأمريكي بل والعالم بأسره عقب قيام ترامب بالتوقيع علي الأمر التنفيذي الجديد بشأن الهجرة وحظر سفر ودخول مواطني ست دول مسلمة إلي الولاياتالمتحدة مستثنياً العراق بعد أن كانت مدرجة علي القائمة وتأجيل مشروع إدراج الحرس الثوري الإيراني علي قائمة المنظمات الإرهابية. تنطوي التطورات الأخيرة في تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع هذه البلدان المسلمة علي ما هو أبعد من كونه مخاوف من تسلل متطرفين إلي الولاياتالمتحدة ومنع وقوع هجمات من إسلاميين متشددين، بحسب وصفهم، فبدا واضحاً أن قرار الرئيس الأمريكي باستثناء العراقيين من قائمة الحظر وإعادة النظر في إضافة الحرس الثوري الإيراني إلي قائمة الإرهاب، ما هو إلا إعادة ترتيب المصالح والحلفاء والشركاء لترامب رجل الأعمال قبل كونه رئيس الولاياتالمتحدة، حيث ثبت تورط الرئيس الأمريكي بالتربح من التعامل مع مصرف إيراني ارتبط اسمه بالحرس الثوري. وخلال هذا الأسبوع، كشف تحقيق نشرته مجلة »نيويوركر» الأمريكية للصحفي »آدم دايفيدسون»، أنه عندما زار العاصمة الأذربيجانية »باكو» في ديسمبر الماضي، كان يسير في شارع »جادة حيدر علييف» وسط العاصمة، حيث يتواجد أيضاً مركز علييف المصمم من قبل المهندسة العراقية الراحلة زها حديد، توهجت خمسة أحرف بيضاء ضخمة أمامه في الجزء العلوي من برج مكون من ثلاثة وثلاثين طابقاً مستوحي من فندق برج العرب في دبي إذ صمم علي شكل يشبه الشراع، وعندما دقق النظر إليها كانت المفاجأة حروف اسم الرئيس الأمريكي »T-ک-U-M-P» ومن هنا بدأت رحلة البحث حول سبب وجود هذه الحروف. هذا الفندق الفاخر ذو الخمس نجوم يحمل اسم ترامب الذي اشتركت مؤسسته في أعمال مع عائلة »ضيا مامدوف»، وزير النقل في أذربيجان، من أجل تطوير عقار فاخر في العاصمة باكو عام 2012 ليصير بعد ذلك فندقاً مميزا. كما أن عائلة الوزير الأذربيجاني تمتلك روابط وشراكات مالية مع الحرس الثوري الإيراني، الذي تتهمه واشنطن بدعم المنظمات الإرهابية. ووفقاً لدايفيدسون فإن مامدوف منح شركة تسمي إحدي شركات البناء الإيرانية عقودا ومناقصات بملايين الدولارات عام 2008. ويترأس هذه الشركة »كيومارس درويشي»، وهو ضابط سابق في الحرب العراقية الإيرانية، كما عمل سابقاً كرئيس لإحدي شركات المقاولات الإيرانية والمملوكة للحرس الثوري، التي وصفها التحقيق بأنها الوجهة التي يعمل من خلالها الحرس الثوري. وتوضح المجلة الأمريكية أن »إيفانكا ترامب» ابنة الرئيس الأمريكي، وكبيرة موظفي مؤسسة والدها، زارت الموقع عام 2014 بهدف القيام بجولة ومتابعة الإنشاءات بفندق Trump International Hotel & Tower Baku وتقديم المشورة، ونشرت الصور والفيديو لرحلتها علي موقع انستجرام. ومؤخراً عادت إيفانكا إلي العاصمة الأذربيجانية في جولة للوقف علي أعمال التنفيذ. وأظهرت التقارير المالية إلي أن أرباح ترامب من هذا المشروع بين يناير 2014 ويوليو 2015 إلي 2,5 مليون دولار بجانب 323 ألف دولار بعد ذلك.