ليس كل محب عاشقا، فالعشق مرتبة ينالها المحب لعمله بعد مشوار من التضحيات والعطاءات علي خالص مشاعر حبه لوطنه وسعيه قدما لخدمته ورد شيء من جميله، فمنذ فترة تفوقها في دراستها الجامعية وحصولها علي درجتي الماجستير والدكتوراه بامتياز - بالإضافة لماجستير آخر في علم إدارة الأعمال من الأكاديمية البحرية حظيت الدكتورة رقية حسين شلبي عميدة كلية البنات للآداب والعلوم والتربية بجامعة عين شمس، باهتمام لافت بعد إنشائها مدرسة للوراثة الجزيئية "الخلايا الجذعية" لإضافتها بعدا علميا متميزا، بجانب اعتمادها أسلوبا وفكرا راقيا للغوص في عمق النشاط الإنساني الذي تعشقه وتدعم فيه ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين، وكانت لغتها الشفافة التي حملت قدرا من التفاني والوفاء سببا في اختيارها عضوا بالمجلس القومي للمرأة. بين مدارات الثقافة وبحور العلم والدراسة سعت لأن تظفر بما يمكن أن تكرم به وطنها وتشد عضد مجتمعها وتؤكد علي الدور الوطني للمثقف وقيمة عطائه وتعتبر ذلك وسام شرف لا يناله كل المثقفين، لأنه لا يكفي أن تكون مثقفا لتترك بصمة داخل مجتمعك، وإنما يجب أن تكون مثقفاً ذا بعد إنساني لتحدث المفارقة، هذا ما أشارت إليه د.رقية من منظورها الذي يؤكد أن العلم والدراسة هما غذاء للروح في أي مجال، موضحة تعلقها بكل معانٍ تضفي الجديد من التضحية والعطاء والإخلاص في مضمار عملها واتخاذها رهانا تسعي من خلاله للبحث في حقول حيوية تهم الناس وتسعدهم. وأضافت أنها جعلت من عطائها وتضحياتها تجاه الآخرين سفيرا واعدا ومؤثرا لهويتها الوطنية في رحاب ثقافات أخري فضلت تعريفها بالملامح المميزة لبيئتها الأم التي وجدت فيها مساحة خصبة للعطاء، وأرجعت الفضل لوالديها في كل ما وصلت إليه وأشارت إلي أنها تدين لهما بكل شيء خاصة في تربية ولديها منذ الصغر وتوفيرهما الوقت لاستكمال دراستها في كلية البنات جامعة عين شمس وحصولها علي درجة البكالوريوس وتعيينها معيدة ثم حصولها علي درجة الماجستير بعد مناقشتها لرسالة حيوية هامة بعنوان "استخدام البرمائيات في حيوان التجارب في الدراسات الوراثية" وتعيينها أستاذا مساعدا بالكلية ولم تتوقف جهودها الدراسية حتي نجحت وحصلت علي درجة الدكتوراه بعد أن ظلت تعمل طوال عشر سنوات في دائرة الأبحاث والدراسات حسب الكارير الجامعي لنيل الماجستير والدكتوراه، وجاء حصادها لثمار جهدها بترقيتها لدرجة أستاذ، ما زاد من جرعات تفوقها في نقل خبرتها العلمية لطلابها من خلال إنشائها مدرسة للوراثة الجزيئية "الخلايا الجذعية". ويذكر أن عشقها الدائم لتحقيق النجاحات هو أيضا الذي دفعها للعودة للدراسة في مجال جديد وحصولها علي ماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية البحرية، وبعدها تم تعيينها دكتورة بالكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ومن نجاح لنجاح كانت تحققه تولت بعدها منصب عميدة الكلية، بالإضافة لكونها أستاذ البيولوجيا الجزيئية والوراثة الخلوية. وخلال رحلة عطائها العلمية وقيامها بمهامها الأكاديمية كانت دائمة التواصل مع الطالبات تساعدهن في حل أي مشاكل تواجههن، وبالإضافة لقيامها بالإشراف علي رسائل الماجستير والدكتوراه للطالبات، فهي مرتبطة لحد العشق بالعمل الاجتماعي ولا تتوقف عن حضور المعارض الخيرية وتقديم الدعم والرعاية وفتح أفق جديدة لذوي الاحتياجات الخاصة والتأكيد علي تواصلهم وإدماجهم في مجتمعهم الدراسي والمهني والاجتماعي.. ونظرا إلي أن الدكتورة رقية لم تنجرف وراء الانتشار وقررت اختيار العطاء والتضحية في هدوء تم اختيارها عضوا بالمجلس القومي للمرأة - فرع القاهرة واعتبرت ذلك وساما علي صدرها. وفيما يتعلق بعالم الموضة تقول إنها تعشق ارتداء الموديلات الحشمة والحديثة والتي تحمل روح البساطة والتي غالبا تقتنيها من الخارج، وأشارت إلي أنها تفضل ألوان الأبيض والأسود والروز والأحمر، كما تهتم بالماكياج لكنها تفضل استخدام الماركات العالمية حفاظاً علي بشرتها. وبخلاف اهتمامها بالديكور والزهور فهي تعشق حضور حفلات الأوبرا وسماع الموسيقي الكلاسيكية وأغاني زمان لعبدالحليم وعبدالوهاب وأم كلثوم ونجاة الصغيرة وكذلك كتابة بعض الأشعار والخواطر، وتهتم بقراءة أعمال كبار الكتاب أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وحسن البنداري ود. أحمد درة. وتؤكد أيضا أنها طباخة ماهرة لكنها تفضل الإشراف علي من يقوم بالطهي وتفضل فقط أكل الأسماك والمأكولات البحرية بكل أنواعها ولا تحب أكل الطيور واللحوم نهائيا. وتضيف أنها سعيدة في حياتها الأسرية مع زوجها المهندس أشرف وتعترف بفضله في مساعدتها في رحلتها الدراسية بالجامعة وتحضيرها لرسالتي الماجستير والدكتوراه والاهتمام بمهام وظيفتها وتربية ولديهما أحمد الذي تخرج في الأكاديمية البحرية قسم إدارة الأعمال وأكرم الذي يعمل ضابطا متخصصا بالقوات المسلحة، ولا تخفي الدكتورة رقية أن عملها في مجال الإدارة أتاح لها فرصة العمل والنجاح في مجال المقاولات ولذا تؤمن بالمثل القائل "من جد وجد".