العديد من العربات المتناثرة فوق الأرصفة وفي الشوارع، يستقر عليها كل شيء تقريبًا من الطعام وحتي أدق مستلزمات الحياة، لكن من بينها تطل هي بشكل مُختلف، عربة تكسر روتين العربات المُكرر بمجموعة كبيرة من الكُتب، لتعلن عن أول مشروع لتوصيل الثقافة "دليفري". تعود القصة لهدير منصور ومحمد أبو السعود، بعد عملهما في إقامة معارض للكتب في المدارس والشركات واكتسابهما الخبرة في هذا المجال، ليقررا أن يبتعدا عن العمل الروتيني لكن دون الابتعاد عن هوايتهما "القراءة والكتب" وكانت الفكرة "books bike". عن التجربة، تقول هدير: "تركت عملي في مكتبة من أكبر مكتبات مصر، وفكرت في الخروج عن المألوف، وهدفي هو التشجيع علي القراءة وأن يكون الجمهور المستهدف بشكل كبير هم الأطفال حتي يبتعدوا عن التكنولوجيا التي سيطرت عليهم بشكل كبير". بدأ المشروع بغرفة في منزل هدير التي قررت وضع عدد من الكتب بها، وتقوم بعمل معارض بها في بعض النوادي الكبري أو الشركات التي لديها عدد كبير من الموظفين، حتي جاءتهما فكرة شراء سيارة وبيع الكتب بها، ولأن أسعار السيارات مُكلفة للغاية قررا تصميم "دراجة" بتكلفة قليلة. بحث الثنائي عن شكل الدراجات التي تبيع المأكولات في الشارع للتعرف علي الأشكال الجذابة، كما أدخلا تعديلات علي الأشكال المعتادة حتي تصلح لعرض وبيع الكتب، وتم تصميم شكل الدراجة ليكون مناسبًا لحماية الكتب من الأمطار، وفي نفس الوقت يصبح جذابًا للأطفال. بدأت "Books Bike" من كومباوند زيزينيا بالتجمع الخامس لمدة ثلاثة أسابيع، ثم توجها إلي شارع التسعين بالتجمع، ويحصل الثنائي علي الكتب من دور النشر المُختلفة، وأغلبها كُتب مُترجمة وكتب أطفال. الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، أشادت بمبادرة "Books Bike"، وقالت: "نحتاج في مصر إلي مثل هذه المبادرات المبتكرة والخلاقة، فهدف المبادرة المتمثل في نشر المتعة والثقافة وتوصيلها للجمهور في أماكنهم ومساندتهم في اختيار الكتب هو هدف نبيل، ونحتاج فعلًا لتشجيع الجمهور كبار وصغار علي القراءة".