هو أحد نجوم الدراما المصرية والعربية.. وأحد رواد فن الأداء الراقي الطبيعي كسر من خلاله قاعدة الشخصية النمطية ونجح في أن يكون نجما بلا منازع علي الساحة الفنية، بل ومبدعا في تقديم الأدوار المتميزة التي يشار إليها بالبنان ومنها علي سبيل المثال لا الحصر دور عوضين الصعيدي في المشربية ولص السيارات في الإنسان والمجهول والقائد مينو في الأبطال وصبحي الفلاح في أيوب المدينة والوزير المرتشي في سعد اليتيم وجلال شهاب المناضل في ليالي الحلمية والضابط أحمد وفيق في رأفت الهجان ومختار البرهامي في الشهد والدموع.. هذا بخلاف أدواره في حديث الصباح والمساء وقمر سبتمبر وأحزان مريم عد تنازلي نيران صديقة جدار القلب بعد الفراق أوبرا عايدة الكبريت الأحمر سوق العصر حارة اليهود الأسطورة الخروج السيدة الأولي أبوزيد الهلالي.. إنه الفنان القدير صبري عبدالمنعم الذي لا يزال مستمرا في تقديم أعمال رائعة دون أن يفلس أو يكرر نفسه ويستعد لتقديم مفاجآته الجديدة للجماهير من خلال مشاركته في بطولة مسلسلات: الظاهر الأب الروحي ضحايا، وحول الكثير والكثير كان لنا معه هذا اللقاء.. ما الذي دفعك لقبول أدوارك في رأس الغول الأسطورة الخروج السيدة الأولي؟ عملية الاختيار والقبول في هذه المسلسلات وما قبلها تتم علي مراحل ففي أول الأمر أقرأ النص دون أن أعرف دوري حتي آخذ فكرة عامة عن الحكاية ومدي ترابطها وقوتها، ثم أقرأ دوري بتركيز وتمعن شديد وبعد ذلك أسأل عن المخرج والممثلين المشاركين ومواقع التصوير وبصراحة كل شيء كان مثاليا ومغريا في كل هذه الأعمال وغيرها بدءا من النص الذي أبدع فيه المؤلفون والسيناريست إلي المخرجين العمالقة وصولا إلي نجوم العمل المشاركين. ما المسئولية التي يضعها أمامك كل عمل؟ كل دور جديد أقدمه يضعني أمام تحد كبير للظهور بشكل أفضل وأعلي مستوي في الأعمال المقبلة.. لأن صورتي ستهتز بنظر الناس فيما لو قدمت شيئا أقل من المستوي الذي شاهدوه، لذلك أجد نفسي في مرحلة تحد صعب، تساعدني علي التركيز في أداء الشخصية وبعد انتهائي من أي دور جديد اعتبره صفحة وانطوت وعلي النظر إلي الأمام. ما رأيك في الأعمال التي تكتب لنجوم كبار؟ هذا عيب في العمل والمؤلف.. وعيب الفنان النجم الذي يرضي بذلك فحتي لو استدعت القصة أحيانا وجود بطل، يجب ألا يكون ذلك علي حساب الآخرين، والناس اليوم واعية تجاه هذه الأمور والمسلسلات حاليا والأفلام لا تقوم علي النجم الأوحد فهناك العمل الجماعي هو الذي يسود الدراما المصرية. أي المخرجين تضعهم في مقدمة تعاملاتك الفنية؟ منذ فترة تخرجي وحصولي علي بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قدمت أكثر من 500 عمل فني ما بين المسرح والسينما والتليفزيون وخلال هذا الماراثون الفني تعلمت من كل مخرج شيئا جديدا واكتسبت خبرات متنوعة أفادتني في التفرقة ما بين العمل الجيد والعكس، وهذا في حد ذاته إضافة مهمة لشخصيتي الفنية، ولا أخفي سرا اهتمامي بجانب الإخراج لما فيه من إبداع وابتكار، وكم كنت أتمني خوض هذا المجال، إلا أن عشق التمثيل دائما ما كان يختطفني من عالم الإخراج. إذا كانت الثقافة والموهبة وارتباطك بابنة فنان قدير راحل قد جعلت منك فنانا مشهورا فماذا صنع صبري الإنسان؟ ثقافتي جعلت مني إنسانا واعيا وعلي دراية كاملة بكل ما يحدث حولي، وفتحت مداركي وأخذتني إلي عالم أكثر قدرة علي تحليل الأشياء وتطوير ذاتي، وأهلي لهم الفضل في أني أصبحت إنسانا متصالحا مع نفسي وودوداً مع الآخرين.. وما حققت من شهرة يؤكد لي أن تعب السنين لم يضع هباء.. أنا بكل بساطة إنسان مستمتع بحياتي بكل ما فيها من حب وألم وفرح مع زوجتي ابنة الفنان القدير الراحل عبدالمنعم إبراهيم وابنتي مريم طالبة بمعهد الفنون المسرحية قسم ديكور ولكنها مهتمة بالتمثيل ونجلي عبدالمنعم خريج معهد السينما قسم مونتاج وعاشق للفن أيضا. هل تملك الصلاحية في الاجتهادات إلي درجة خروجك عن نص الحوار بالورق؟ الاجتهادات ضرورية لأنها روح الممثل ولمسته الخاصة وفيها يكمن الإبداع، كما أن مساحة الدور وهوامشه تسمح بالإضافات سواء الحركية أو الصوتية.. والخروج عن النص يكون بما يخدم الدور وتأثيره علي المشاهد. هل الإرهاب يحارب بالنقد والفكر؟ الثقافة والفن لا يقلان شأنا عن المدفع الذي يقاتل الإرهاب في جبهات القتال.. ومحاربة التطرف يجب ألا يكون فقط في السلاح وإنما قد يكون الحرب بالفكر والفن والثقافة وبالتشكيل وبالأشياء الحياتية والجمالية لأن كل هذه الأشياء ضد نظريات الإرهاب. من مثلك الأعلي فنيا؟ كل الفنانين القدامي استفدت منهم خاصة أن لكل منهم مدرسة خاصة في فن الأداء والمصداقية والإقناع منهم علي سبيل المثال لا الحصر الفنانون: زكي رستم محمود المليجي حسن البارودي عبدالمنعم إبراهيم صلاح منصور عبدالرحيم الزرقاني يوسف وهبي عبدالوارث عسر وهناك الممثل العالمي دانييل دي لويس الذي لعب دور الجزار في فيلم مدافع نيويورك وجاكوب هوبكنز وارين تعلمت منهم حرفية تقمص أي شخصية فنية تعرض عليّ. هل هناك شخصية تتمني تجسيدها مستقبلا؟ أتعامل بتركيز مع كل ما يعرض عليّ فبعد كل تجربة سابقة اكتشفت وجوب انتظار الدور الجديد لكن أرفض ألا أكرر نفسي في شخصياتي التي سبق وقدمتها.. وأحمد الله علي امتلاكي لبوصلة ربانية تمنحني فرصة اختيار أدوار متميزة لشخصيات جديدة.. واستند في ذلك علي امتلاكنا لمواهب جديدة في مجالات التأليف والسيناريو والإخراج وشركات إنتاج يقودها مبدعون يتميزون بالحيوية والنشاط ولا يبخلون بأي شيء علي أعمالهم الفنية لخروجها في أجمل صورة. أين أنت من المسرح؟ أعشق المسرح ولكن للأسف لم يعرض علي أعمال مسرحية جادة ومسرح الدولة ضعيف.. ربما المسرحية الوحيدة التي قدمها القطاع العام مؤخرا.. ولا تزال في أذهان الناس مسرحية (الملك لير) لأن الإنتاج كان جيدا جدا.. واستعانوا بالممثل الكبير يحيي الفخراني.. ووقتها أصبح المسرح كامل العدد كل ليلة.. لكن المسرح حاليا إمكاناته ضعيفة وأتمني زوال كل هذه المعوقات وأجد الورق الجيد لأعود به لخشبة المسرح. ما هو جديدك الذي تقدمه لجمهورك؟ سأبدأ تصوير مسلسل »الضاهر» تأليف وبطولة وإنتاج تامر عبدالمنعم وهو من الأعمال الثرية بالأحداث الدرامية ويتناول حياة الطبقة الكادحة ومعاناتها وأقدم فيه دور اللواء عطية بالمعاش وتدفعه الأحداث للوقوف بجوار نجله الضابط عندما تشتد الأزمات وهذا العمل سيكون نقطة مضيئة لكل النجوم العمالقة المشاركين فيه ولمشوار النجم محمد فؤاد بصفة خاصة.. ومسلسل الضاهر من إخراج ياسر زايد.. وأستعد لتصوير مشاهد المسلسل الأردني »ضحايا» تأليف الفنان الممثل الأردني إبراهيم أبوالخير وهو يتحدث عن التقارب العربي العائلي وإمكانية حدوث وحدة عربية من خلال حدوتة درامية شيقة والعمل سيشارك فيه نخبة كبيرة من ممثلين مصريين وأردنيين وخليجيين، والعمل إخراج عايد علقم.. وانتهيت من تصوير مسلسل الأب الروحي ويشارك في بطولته محمود حميدة وسوسن بدر وأحمد فلوكس.. والنجم الراحل أحمد راتب الذي فاضت روحه قبل استكماله لبقية مشاهده. والمسلسل إخراج بيتر ميمي.