بحكم خبرتك الفنية هل الدور الناجح سلاح ذو حدين؟ - ربما لايعرف الجمهور كيف يتحرر من سحر شخصية سينمائية أو تليفزيونية أثرت فيه وداعبت وجدانه فغالبا ما ترتبط صورة الشخصية في الذهن ويسترجعها الناس بمجرد رؤيتهم للممثل الذي قام بتجسيدها في فيلم أو مسلسل تليفزيوني ناجح ومما لاشك فيه أن هناك شخصيات بعينها ظلت تطارد أصحابها من النجوم ومنها علي سبيل المثال صلاح الدين الأيوبي مع الفنان الراحل أحمد مظهر وتحية كاريكا في شخصية شفاعات في شباب امرأة وصفية العمري في شخصية نازك السلحدار ومحمود عبدالعزيز في رأفت الهجان، ومن هنا يجب أن نعرف أن الدور الجيد قد يدفع بدور جيد آخر في أحيان كثيرة - وفي أحيان أخري قد يكون عائقا أمام مزيد من الأدوار الناجحة وحاجزاً يصعب علي الفنان تخطيه - وربما يقتل هذا النجاح صاحبه ولذا يعي الكثير من النجوم أن نجاح أي دور بشكل مدو سلاح ذو حدين وتحد يصعب علي الكثير منهم . قلت إن الإبداع يحرضك علي التمرد - ماذا تقصد؟ - طالما أشعر بتقدير النقاد والجمهور فمن الطبيعي أن أبحث عن الجديد خاصة أني عاشق للمغامرات الفنية التي تطور أدائي وتحصد لي الجوائز ولا أحب أن أحبس نفسي في إطار محدد بل أجتهد لتقديم الأدوار المتنوعة الغريبة ولذا أعتمد أولا علي الورق ومضمونه في مخاطبة فكر وعاطفة المشاهد ثم أبحث عن المخرج المكلف بتنفيذ العمل لأنه أهم عناصر العمل وأراعي الاتجاهات والانتماءات السياسية للعمل ولايهمني حجم الدور بقدر ما يحمله من رسالة هادفة للجمهور - وكل هذه العوامل تدفعني للتمرد بقلب جامد علي أدواري لأنه تمرد إيجابي ويدفعني للتألق خاصة أنني مؤمن بكوني موهبة من رحم التحدي. هل اختلفت رؤيتك الفنية اليوم عن أيام زمان؟ - بالتأكيد فرصيد خبراتي الفنية أضاف لي الكثير بمعني أن فهمي لمعني الفن وأهدافه أصبح أكثر نضوجا وأنا شخصيا أشعر أن التحول في شخصيتي الفنية بدأ بالذات بعد قيامي ببطولة مسرحية أبو زيد الهلالي ودور فاروق الصياد في مسلسل البراري والحامول وفيلم البداية مع صلاح أبوسيف، ومن وقتها أصبحت مدققا في اختياراتي .. فالانتشار وقتها لم يعد له معني إلا بالأدوار التي تترك بصمة في قلوب المشاهدين. تألقك في أدوار كثيرة - هل أشعل الغيرة ضدك في الوسط الفني؟ - الغيرة ظاهرة صحية وأرحب بها لأنني بطبيعتي غيور من أي دور حلو يقدمه أي زميل وهذا مايدفعني للتركيز في تقديم شخصيات أدواري مرتكزا علي تركيبتها البيئية والثقافات التي تربت عليها وقد يصل الأمر لتغيير الصوت والشكل والحركة وأتذكر عندما أختارني المخرج فخر الدين صلاح لتقديم دور عوضين الصعيدي الهارب من الثأر للعيش في خان الخليلي في مسلسل المشربية - شعرت بغيرة فنية لكوني كنت أقف وسط عمالقة أمثال الراحلين شكري سرحان وأنور إسماعيل وأحمد الله أن الجميع أثني علي أدائي وخصوصا كاتب العمل المؤلف الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة ولا أنسي أنه كان يناديني وشكري سرحان بلقب عوضين الصعيدي. في أجندة صبري من هم المخرجون الذين تضعهم بين قوسين؟ - من الصعب أن أضع لائحة تفضيلات بهذا الخصوص والذي حصل بكل أمانة أنني تعلمت من كل مخرج عملت معه شيئا جديدا سواء في المسرح والسينما والتليفزيون فأنا أصلا حاصل علي بكالوريوس الفنون المسرحية وبالتالي ساهم ذلك في اكتساب خبرات متنوعة ممن تعاملت معهم - حتي الذين كانت خبراتي في التعاون معهم غير جيدة أفادوني بصورة غير مباشرة لأني علي أيديهم استطعت فيما بعد التفرقة بين الجيد والسيئ.. وهذا في حد ذاته إضافة مهمة لشخصيتي الفنية. نتحدث عن البصمات الإيجابية في أعمالك - برجاء تحديد أعمال محددة؟ - أدواري كلها بصمات فنية ناجحة - علمتني أن أكون رقيبا علي نفسي ولا أقدم سوي الأعمال الهادفة التي تحترم عقلية المشاهد ولا نخدش تقاليد وعادات الأسرة المصرية ومنها علي سبيل المثال لا الحصر بعد عوضين في المشربية شخصية تاجر المخدرات الذي يتحول لمخلص ويضحي بحياته من أجل صديقه في مسلسل سوق العصر وشخصية الضابط أحمد رفيق زوج شقيقة رأفت الهجان في مسلسل رأفت الهجان وصبحي الفلاح في أبواب المدينة ولص السيارات في الإنسان والمجهول والقائد مينو في الأبطال والوزير المرتشي في سعد اليتيم والطبيب النفسي في مسلسل من الذي لا يحب فاطمة وجلال شهاب المناضل في ليالي الحلمية ومختار البرهامي الشرير في الشهد والدموع، هذا بخلاف أدواري في مسلسلات حديث الصباح والمساء وأبيض في أبيض أمام ممدوح عبدالعليم وقمر سبتمبر وأحزان مريم أمام ميرفت أمين وهانم بنت باشا والإكسلانس ودور والد رانيا يوسف في نيران صديقة والذي لم يتعد عشر دقائق لكنه تجاوز كل خطوط الإبداع بالإضافة لمسلسلات هوانم جاردن سيتي جدار القلب بعد الفراق دموع القمر شرف فتح الباب الجماعة أهل كايرو ماما في القسم أبو العلا البشري شط إسكندرية يتربي في عزو سلطان الغرام. - ويضيف صبري عبدالمنعم قائلا: وأما الدور الذي كنت مرعوبا من تقديمه فكان في مسلسل السيدة الأولي أمام غادة عبد الرازق وبصراحة المخرج محمد بكير عمله بميزان دهب. ولأي مدي استفدت فنيا من «حماك» الفنان القدير عبدالمنعم إبراهيم؟ - من شدة إعجابي بالفنان القدير الراحل عبدالمنعم إبراهيم كنت أذهب لمشاهدته علي الطبيعة في المسرح القومي بخلاف متابعتي لأفلامه - ولعبت الصدفة دورها في مقابلته حيث كان يسكن هو والفنانات سميرة أحمد وخيرية أحمد وسناء جميل وزوجها لويس جريس في عمارة بالمنيل كانت ملكا لزوج شقيقتي وزواجي بابنته جاء بمحض الصدفة وعندما رزقني الله بابني أسميته عبدالمنعم تخليدا لذكري والدي وحبا في والد زوجتي القدير عبدالمنعم إبراهيم ونجلي الآن في السنة النهائية بمعهد السينما قسم مونتاج وابنتي مريم طالبة في معهد الفنون المسرحية قسم ديكور ولكنها مهتمة بالتمثيل وشاركت معي في مسلسل بنات حارتنا للمخرج حسن حافظ وهذه النزعة نابعة من المثل القائل «العرق يمد لسابع جد». ما جديدك علي الساحة الفنية؟ - أشارك في بطولة مسلسل حارة اليهود وأقدم دور قهوجي في الحارة تأتي الدنيا كلها عنده لكونه مركز الأحداث ومحور المفاجأت في نسيج العمل الذي كتبه مدحت العدل وإخراج محمد جمال العدل وأقدم أيضا دور زكريا الفران في مسلسل الكبريت الأحمر قصة وسيناريو وحوار عصام الشماع وإخراج خيري بشارة ودور ناظر العزبة في مسلسل «خريفي» مع الفنانة شيرين والإخراج لمحمد شاكر ومع المخرج محمد خليفة أجسد دور عجوز متصابي في مسلسل شقة الدور الخامس وفي مسلسل الصعلوك أقدم دور مدرس تاريخ وماسح أحذية بعد الظهر كي يستطيع إتمام زواج أولاده والمسلسل قصة محمد الحناوي وإخراج أحمد صالح.