فتوحات وزارة الداخلية في إعادة الانضباط للشارع .. من إزالة إشغالات، إلي ضبط أسلحة، إلي القبض علي مئات الهاربين من أحكام.. ياريت الحكومة تستقيل بكرامتها، وياريت تعتذر للشعب .. وضروري تعترف بأسباب فشلها التي لا نعلمها نحن الإعلاميين، ولا نريد لأنها مش مشكلتنا، ومش مهمتنا تبرير قصور المسئولين استهبالا أو عجزا أوضعفا أو فلولا .. وإنما مهمتنا ان نرصد ونحصد أدلة هذا الفشل في الشارع المصري .. وهذه بعضها :- مدرس مساعد بطب القصر العيني .. في طريق عودته، وبجوار مستشفي الشرطة بجاردن سيتي في عز زحام وشمس الثانية بعد الضهر، فوجئ بسيارة شرطة دوجان بيضاء تندفع للخلف بقوة لتهشم مقدمة سيارته .. هبط السائق وتسمر مكانه ناظرا للطبيب ببلاهة تعودناها في أغلب المجندين سائقي سيارات الشرطة .. صرخ الطبيب في وجهه بعدما تأكد انه ليس أعمي، لكن السائق ازداد بلاهة وصمتا .. ضابط كان شاهدا للحادثة اعتذر للطبيب واصطحبه داخل المستشفي الي اللواء المسئول عن السائق للتفاهم .. باختصار كان أمام الطبيب الشاب اختياران .. إما الاستنجاد بالنجدة لتحرير محضر إثبات حالة ليأخذ حقه في إصلاح السيارة .. أو التصالح .. وبدون تفكير رفض الاختيارين وانصرف بشعور مضاعف بالمرارة .. لماذا ترك حقه ؟.. لثقته أن النجدة لن تأتي لمكان الحادثة .. ولأن تركه للسيارة في عرض الطريق للذهاب للقسم ستضاعف ارتباك المرور، وياريت بنتيجة .. أما التصالح فكان أكثر حرجا، لأن اللواء بعد اعتذاره عرض دفع مبلغ الإصلاح من جيبه لأن المجند أمي وجاهل ولأن الشرطة لاتدفع تعويضا عن الحوادث، إنما يتم عقوبة السائق بحبسه .. عرفتوا ليه الشرطة رفعت شعار " اطمئنوا" !. يوميا نقرأ أخبار فتوحات وزارة الداخلية في إعادة الانضباط للشارع .. من إزالة إشغالات، إلي ضبط أسلحة، إلي القبض علي مئات الهاربين من أحكام .. ننزل الشارع فتفاجئنا زيادة الإشغالات وفي نفس الأماكن وأمام عيون الشرطة وميدان رمسيس شاهد .. ويروعنا تطور جرائم البلطجة من قطع الطرق والسرقة بالإكراه، إلي الخطف مقابل فدية ..لكن وزير الداخلية يؤكد أنه قابض علي زمام الأمور، وإنما الإعلام لا يساند الشرطة في عودتها !!.. ياسيادة وزير الداخلية انزل الشارع بنفسك ولوحدك . ساعاتي ملتحي من منشأة ناصر، يلقي مية نار علي جاره لرفضه دعوته لصلاة العشاء ثم ندوة دينية عقب الصلاة .. الجاني والضحية جيران عمر بينهما مودة !. وهذا خبر أسود يحتاج وقفة انتباه من كل الأحزاب المتناحرة علي السلطة، والجماعات المتقاتلة بدعوي أفضليتها في نشر دين الله والدفاع عنه ضد الكافرين .. هذه الحادثة هي نتاج تلويثكم لعقول البسطاء لإحكام السيطرة عليهم لاستخدامهم لتحقيق مصالحكم .. الله لا يحتاج إليكم لأنكم لا تعرفونه .. ولا يحتاج إليكم لأنه يعرف دواخل قلوبكم ونواياكم فاحذروا غضب الله وجبروت انتقامه .. وأدعو شباب الثورة، والمدارس المفتوحة صيفا لتكثيف جهودها في تعليم صحيح الأديان كلها .. قبل أن يسود الظلام ويتخبط العميان وتصطادنا الحيتان الجائعة . وإشراقة أمل في رسائل بعنوان " كيف نخمد الفتنة" أتلقاها علي الفيس بوك يوميا من مصريين مخلصين ومصممين علي إنقاذها .. منها رسالة أ.محمود محمد عبد الرءوف بعنوان" ماهو الدين " .. نقلا عن كتاب د. مصطفي محمود .. هذا جزء منها :- " الدين ليس حرفة ولا يوجد في الإسلام وظيفة اسمها رجل دين .. ومجموعة الشعائر والمناسك التي يؤديها المسلم يمكن أن تؤدي في روتينية مكررة فاترة خالية من الشعور، فلا تكون من الدين في شئ .. وليس عندنا زي اسمه الزي الإسلامي .. وديانتك علي البطاقة هي مجرد كلمة، والسبحة والتمتمة والحمحمة وسمت الدراويش وتهليلة المشايخ، أحيانا يباشرها الممثلون بإجادة أكثر من أصحابها، والرايات واللافتات والمجامر والمباخر والجماعات الدينية أحيانا يختفي وراءها التآمر والمكر السياسي والفتن والثورات التي لا تمت للدين بصلة .. إذن ماهو الدين ؟.. هو حالة قلبية .. شعور .. إحساس باطني بالغيب، وإدراك مبهم شديد الوضوح بوجود قوي خفية حكيمة مهيمنة علينا تدير كل شيء.. إحساس تام قاهر بأن هناك ذات عليا وأن المملكة لها ملك .. وأن لامهرب لظالم ولا إفلات لمجرم .. وأنك حر مسئول لم تولد عبثا ولا تحيا سدي.. وأن موتك ليس نهايتك وإنما سيعبر بك إلي غيب حيث جئت من غيب.. والوجود مستمر .. وهذا الأساس يورث الرهبة والتقوي والورع ويدفع الي مراجعة النفس ويحفز صاحبه لأن يبدع في حياته، ويرقي بوجوده تحسبا ليوم ملاقاة الملك العظيم .. هذا الشعور بالوجود، والإحساس بالمسئولية والحكمة والجمال والنظام والجدية في كل شئ .. هو حقيقة الدين وكنهه وجوهره .. وعلي المؤمن الدعوة للدين، لكن لايضره ألا يستمع أحد .. لأن الإيمان والدين والتدين حالة قلبية، الدين هو شعور وليس مظاهرة .. وليس صلاة شكلية .. وسوف نتفاضل يوم القيامة بما وقر في القلب وليس بالصلاة والصيام ..إنما أهمية الصلاة هي في قدرتها علي تصفية القلب وجمع الهمة وتحشيد الفكر وتركيز المشاعر، وكثرة الصلاة تفتح العين الداخلية .. وبسجود القلب يتجسد المعني الباطني العميق للدين، وتنعقد الصلة الوثيقة بين العبد والرب .. ويدرك العابد أن مايحدث حوله هو مشيئة إلهية لا تعطل حريته .. إنما هي امتداد لهذه الحرية .. فقد أصبح يختار بربه، ويري بربه، ويخطط بربه، وينفذ بربه .. والله هو الوكيل في كل أعماله .. هذا هو الدين ..وهو أكبر من أن يكون حرفة أو وظيفة أو بطاقة أو مؤسسة أو زي رسمي " .. أتمني وصول مثل هذه الرسالة لمحتاجيها ..وترشيد الخطب الدينية في المساجد والكنائس .