كانت نساء عرب الأهوار في العراق يعملن مع الرجال في جمع القصب وصيد الأسماك ورعي الجاموس ولكنهم بعد جفاف الأهوار صرن حبيسات البيوت وفي شهر يوليو 2016 قامت منظمة اليونسكو بإدراج الأهوار الجنوبية بالعراق ضمن قائمة معالم التراث العالمي ومن ثم صار هناك أمل قوي أن يساعد هذا التصنيف العمل الدولي والمحلي علي استعادة النظام الأيكولوجي الفريد للمنطقة وحماية تراثها وتعزيز الدور الحيوي لنسائها.. ووفقا لتحقيق مصور قامت به "ليزا ليستر" ونشرته مجلة "البيئة والتنمية" فإنه علي مدي آلاف السنين كانت المستنقعات المعروفة بالأهوار عند ملتقي نهري دجلة والفرات واحة خضراء في أرض قاحلة وملاذا لمجموعة كبيرة من الحيوانات البرية وعلي مدي هذه السنوات استخدم عرب الأهوار القصب في بناء المنازل والحرف اليدوية وصنع الأدوات ومازالت هناك بيوت القصب التي تظهر عليها النقوش السومرية التي تعود إلي أكثر من 500 عام ولكن هذه الثقافة معرضة للتلاشي مع جفاف الأهوار.. ووفقاً للتحقيق المصور لمجلة البيئة والتنمية فإن هناك جهوداً دولية مبذولة لتوثيق دور نساء الأهوار لحماية التراث في هذه المناطق لاسيما أن نساء الأهوار كان لهن دورهن في حفظ التراث فإلي جانب مشاركتهن الرجال في أعمال الزراعة وتربية الحيوانات وصيد الأسماك إلا أنهن كن يمارسن حرفا تقليدية وتراثية كنسج الحصر وصناعة السلال والأقفاص والألبان والجبن وفي العادة كانت نساء الأهوار هن اللاتي يأخذن الأسماك ومنتجات الألبان والحرف اليدوية لبيعها في أسواق المدينة. ومع الحرب العراقية الإيرانية قام النظام السابق بتجفيف الأهوار لتسهيل اكتشاف النفط والانتقام من العشائر المعارضة لنظام الحكم أما عرب الأهوار فقد أجبروا علي مغادرة المكان عندما أصبحت أرضهم قاحلة وأصبحت نساؤهم حبيسات المنازل.. ولكن مع رحيل نظام صدام حسين دمر العراقيون التحويلات المائية التي تم تعديلها فعادت المياه للأهوار.. ومن ثم هناك محاولات لتشجيع الأهوار علي العودة من جديد حتي يتعلم الجيل الجديد الذي نشأ خارج المنطقة المهارات والمعارف التقليدية والحرف اليدوية للآباء والأجداد. وتوصي العديد من الدراسات بدعم نساء الأهوار وأسرهن وإلا فمع اختفاء الجيل الأكبر سناً قد يصبح من الصعب الحفاظ علي المعارف السومرية القديمة وأنماط الحياة التقليدية. وفي نهاية التحقيق تقول ليزا ليستر: علينا دور كبير في إيجاد حلول ملموسة لدعم نساء الأهوار وإشعارهن بأنهن لسن منسيات أو مهمشات لأن دعم هؤلاء النساء معناه دعم وحماية تراث الأهوار والتقاليد السومرية القديمة.