معرض فوتوغرافي عن أهوار العراق في كولونيا الألمانية

احتضنت قاعة جمعية " الفن والمكان" الألمانية المعروفة في مدينة كولونيا مساء الجمعة (10 سبتمبر/ أيلول 2010) معرضا للصور الفوتوغرافية، سلط الأضواء على اهوار العراق بعد عمليات إعادة الحياة إلى أجزاء واسعة منها تدريجيا والتي شهدت عمليات تجفيف واسعة النطاق في عهد النظام العراقي السابق قبل الحرب الأخيرة في البلاد. المعرض هو تكريم لجهود المصور الصحافي الألماني من أصل عراقي، إخلاص عباس، الذي زار منطقة الاهوار سبع مرات قبل السنوات السبع الأخيرة ورافق جهود المنظمات العراقية والدولية الكبيرة من أجل عودة الاهوار إلى سابق عهدها، حيث كان يطغى عليها الاخضرار وفرة المياه.
كما ركزت هذه المنظمات جهودها لتشجيع عودة المهجرين والمهاجرين من عرب الاهوار إلى مناطق سكناهم القديمة. وحمل المعرض شعار حقبة السوممريين في حكم وادي الرافدين الذين كانوا يعتقدون أن أهوار العراق تشكل "اصل الكون". وهذا الشعار يقرأه الزائر حين يدخل قاعة المعرض على لوحة كبيرة تشرح تاريخ المنطقة منذ العصور القديمة وإلى اليوم الحاضر.
صور تحكي قصة مؤلمة
وعرض المصور إخلاص عباس صورا منوعة ومختلفة لمنطقة الأهوار منها مناطق في محافظتي ميسان وذي قار التي زارها مرات عديدة خلال عمله كموفد عن هيئة التعاون التنموي في ألمانيا والتي مولت المشروع الفني الثقافي. صور المعرض جاءت أيضا ملونة و بالأسود والأبيض تارة أخرى، تكشف معالم المنطقة الجميلة في العراق والفريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط على وصف الخبراء الأجانب.
الإنسان العربي بزيه التقليدي والقارب التقليدي المصنوع من القصب وأنواع مختلفة من الطيور المهاجرة التي تتخذ من تلك المنطقة محطة راحة واستجمام في طريق هجرتها من الشمال إلى الجنوب أو العكس، شكلت مواضيع الصور الكبيرة والصغيرة منها والتي زينت جدران قاعة العرض. وقال اخلاص عباس، في حديث مع دويتشه فيله إن عددا كبيرا من زملائه الألمان ساهموا في إعداد المعرض من حيث التخطيط والتنفيذ، مشيرا إلى أن الإعداد للمعرض استغرق وقتا طويلا، ومن دون دعم المصورين والفنانين الألمان لما رأى المعرض النور.
دعم ألماني
وافتتح المعرض السيد بيتر ليدكه عن مشروع "بيكسل" المساهم في فعاليات "منطقة الرور عاصمة أوروبا الثقافية" والذي قال في كلمة الافتتاح إنه عندما استمع إلى مشروع اخلاص عباس الفوتوغرافي اعتقد في بداية الأمر أن الموضوع يخص العراق والحرب فيه، لكنه تفاجأ بصور أخرى تروي حكاية الإنسان البسيط والطبيعة الخلابة بمياهها العذبة وثرواتها الكثيرة كالماء والسمك والطيور والقصب، مشيرا في معرض كلمته إلى أنه كان سعيدا بتكليفه بافتتاح هذا المعرض.
وتجدر الإشارة إلى أن المصور اخلاص عباس يعمل حاليا أستاذا لفن التصوير في مؤسسة تكوينية في أبو ظبي بتكليف من هيئة التعاون التنموي في ألمانيا منذ سنتين، ولكن ورغم ذلك يحافظ المصور على علاقاته بمنطقة الاهوار التي مازال يزورها بين الحين والأخر لمتابعة آخر التطورات فيها.
حسن ع. حسين