رفضوا الاستسلام للواقع، وتمردوا علي حياة الكسل، ورفعوا راية العصيان في وجه البطالة، محمد عبد السلام، وسلمي عصام، ومحمود إسماعيل، 3 نماذج شبابية تستحق التقدير والاحترام. محمد عبد السلام، أخذ فكرة ماكينة غزل البنات من الصين، وصممها بنفسه، وطوّرها وأضاف عليها فمصرّها لتناسب احتياجات السوق المحلية، محقّقًا بها نجاحًا ومكاسب تفوق الخيال، من باب الشعرية انطلق محمد متحديًا البطالة فنجح في تحقيق مكسب يومي يصل إلي 400 جنيه، ويقول: "القصة بدأت بفيديو عادي، انتشر علي مواقع التواصل الاجتماعي، لبائع غزل بنات صيني يلوّن الغزل، ويمزج عدة ألوان مع بعضها، فأعجبتني الفكرة، وقرّرت تطبيقها في السوق المصري، وعندما سألت، اكتشفت أن السر ليس في البائع، ولكن في تصميم الماكينة، وهنا بدأت المشاكل، حيث استوردنا الماكينة ب11 ألف جنيه من الصين، ولكنها لم تعمل في مصر بسبب مواصفاتها غير المناسبة"، يضيف: "لم أستسلم، وطورت الماكينة من حيث الشكل والإمكانات، وحولتها من غاز إلي كهرباء أيضًا، لنبدأ بعدها في نشر عدة ماكينات بأكبر الأسواق، ثم تحقيق المكاسب". أما سلمي عصام، بكالوريوس تجارة، فهي فتاة بورسعيدية، خرجت عن سياق العمل الحكومي والخاص، وبدأت مشروعها الخاص "عربة بطاطس" متنقلة في شوارع المحافظة، وانضمت إليها صديقتها وخطيبها، وتقول: "شاهدت الشباب وأنا منهم نعاني من العمل الخاص، ففكرت في امتهان مهنة أعشقها، خاصة أنني أحب الابتكار في الطهي، فعرضت الفكرة علي خطيبي الذي اقتنع ورحب بالفكرة، ثم بدأنا في البحث علي الإنترنت عن وصفات لأكلات البطاطس وقمنا بتجارب لهذه الوجبات لتقديمها بشكل مختلف، وتشير سلمي إلي أنها تُجهز وجباتها داخل المنزل لعدم توفر الإمكانيات المادية اللازمة للحصول علي مخزن، وتقول: "اخترعنا وجبة جديدة وهي كورن دوج بطاطس، وهو عبارة عن سوسيس ملفوف بعجينة البطاطس"، وتوجه سلمي رسالة إلي الفتيات والشباب تقول فيها: "لا تخجلوا من العمل في الحرف والمهن فالشغل ليس عيبًا، ولكن العيب في انتظار وظيفة ثابتة لن تأتي". "الطموح لا يعرف المستحيل والأمل لا تُكبله العقبات والتحدي لا تقوي علي مواجهته العراقيل"، تلك الكلمات قالها محمود إسماعيل، 30 سنة، خريج كلية الحقوق جامعة عين شمس، شغلت محمود فكرة مشروع غذائي يُحقق طموحه في تأسيس مطعم، ويكون خطوة أولي لاستكمال حلمه، وتأسيس سلسلة من المطاعم في مصر وخارجها، حيث أثارته بشدة فكرة ال"بايك"، وهي الدراجة التي تحمل عربة صغيرة، فسعي لتطويع الفكرة وبداية تحقيقها. بدأ محمود طريقه بقرار عدم التعامل مع شركات "البرجر" الخاصة التي لن تلبي طموحه، ولا طموح مشروعه، من حيث الحجم والشكل والمذاق، فأخذ القرار بأن يكون المشروع مبنيًا علي اللحوم البلدي وتجهيزها بنفسه في المنزل، ولاقت "البايك" نجاحًا كبيرًا في شوارع مصر الجديدة في فترة وجيزة لم تتعدَ الثلاثة أشهر، حيث تفاعل معها سكان الحي الراقي وغيرهم، والتي عرفوها من خلال البيدج الخاص للعربة علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وارتبط عشاق الفكرة جدًا بصاحبها وبدأوا ينتظرون إعلانه عن مكان تواجده اليومي حتي يذهبوا إليه، ويستمتعوا بمذاق سندوتشاته الشهية، وتشغل محمود مشكلة واحدة هي مشكلة الترخيص الخاص بالوقوف الذي يحاول التغلب عليه من خلال الحركة المستمرة أو الوقوف الليلي المتأخر آملًا في أن يكون هناك حل لمثله من أصحاب تلك المشروعات البسيطة، من حيث تسهيل عملية التراخيص التي يخشي أن تكون سببًا في عرقلة حلمه.