إذا أردت أن تري مصر الثقافة والفن والحضارة والتاريخ عليك أن تذهب إلي أعلي منطقة في قلب القاهره، وتحديداً عليك بزيارة قلعة صلاح الدين، التي انطلق منها احتفال اليوبيل الفضي لمهرجان الموسيقي والغناء وسط حشد جماهيري ضخم ضم الآلاف من مختلف فئات الشعب ومعهم وزراء الثقافة والآثار والتضامن والهجرة وشئون المصريين بالخارج وعشرات السفراء العرب والأجانب في مشهد جعل الجميع ينصهر في بوتقة الفن والتاريخ. في ليلة الافتتاح الذي يحمل عبق التاريخ الممزوج بنسمات الفن الساحرة تظهر علي المسرح فرقة فرسان الشرق للتراث والرقص المعاصر التي قام مديرها الفني بتصميم استعراض بعنوان فنون وأجيال خصيصاً لليوبيل الفضي للمهرجان وعبر من خلاله عن خروج الفن من قلب التاريخ في لوحه فنية رائعة نحتها أعضاء الفرقة. وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية إن مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقي والغناء محاكاة بين عظمة التاريخ والفن، وأكدت أن الفنون قادرة علي تغيير السلوك المجتمعي وتهذيب النفوس وواصلت أن هذا التاريخ العريق الذي يشع من جدران القلعة يتملكنا خلاله الإصرار لنواصل رسالتنا التنويرية ونؤكد أننا نستطيع أن نتحاور ونلتقي بحضارات العالم بالموسيقي والغناء اللذين يحملان في داخلهما روح هذا الشعب.. وشكلا وجدانه علي مر العصور المختلفة.. فإن التاريخ والفن يجتمعان اليوم في القاهرة قلب مصر التي ستظل رمزاً ومنبراً وعاصمة للثقافة والفنون وعلمت العالم معني الإنسان والإنسانية بحضارتها وتاريخها العريق. وقال الدكتور خالد العناني وزير الآثار إن القوة الناعمة لمصر والمتمثلة في الفنون والآثار المصرية التي علمت العالم وأكد أنها رسالة للعالم يمتزج فيها الفن مع عبق التاريخ لتعيد التوجه والتوحد للفنون، وهو ما يشكل حراكاً لحياتنا وتضع هذا الشعب في مصاف الشعوب المتقدمة. وقال حلمي النمنم وزير الثقافة، إننا نقف وفي خلفيتنا حضارة 800 عام ومع الاحتفال بربع قرن لهذا المهرجان نؤكد أن هناك استمرارية للفن والثقافة في هذا البلد. وأضاف أن الحضارة المصرية القديمة كان الفن يتجاور مع الدين فيهما لكي يحيا الإنسان حياة فاضلة، لذا لا تعارض بينهما ومن يظن غير ذلك فالتعارض في أذهانهم. وأكد أن دار الأوبرا المصرية تدعم الفن وطالب من كل المؤسسات التعاون بدعم الفنون باعتبارها حقاً لكل مواطن مصري بعدها تم تكريم خمس شخصيات ساهموا بإنجازاتهم ومجهوداتهم في إثراء الساحة الفنية كما شاركوا في نجاح دورات المهرجان المتتالية وهم الدكتور مصطفي ناجي رئيس دار الأوبرا والمهرجان الأسبق وتسلمها عنه مدير المهرجان الدكتور رضا الوكيل والمايسترو الدكتور شريف محيي الدين مؤسس المهرجان وعازف الترمبوت بأوركسترا القاهرم السيمفوني طارق سعد الشامي ومغني الأوبرا عبد الوهاب السيد، وفوزي عبد الله منفذ حفلات المهرجان لأكثر من 15 عاماً بعدها دعا وزير الثقافة كلاً من وزيرة التضامن الدكتوره غادة والي ووزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج نبيلة مكرم للصعود إلي خشبة المسرح في صورة تذكارية مع المكرمين. بدأ الحفل الغنائي لفريق لا بتي شاه أو القطط الصغيرة الذي تأسس في عام 1967 وهو أحد أشهر الفرق الناطقة بالانجليزية التي ظهرت في أواخر ستينيات القرن الماضي وسجلت بصمة واضحة في أذهان الجماهير وضمت من أعضائها المؤسسين الفنان الكبير عزت أبو عوف الذي أشعل الحفلة بحضوره ولاقي ترحاباً شديداً من الجمهور، وجدي فرنسيس، صبحي بدير، صادق قليني، بينو فارس ومن العازفين الجدد المايسترو وعازف البيانو ناير ناجي وتألقوا في مجموعة من الأغاني العالمية التي انتشرت في سبعينيات القرن الماضي والتي تفاعل معها الجمهور لكل من جاك بريل وجون فرانسوا ميشيل ومات مونرو واستطاع كل من عزت أبو عوف وصبحي بدير وصادق القليني الغناء لأكثر من ساعة يغنون أغاني الستينيات وبين إحدي الفواصل قال عزت أبو عوف للجمهور »علشان تعرفوا الدهن في العتاقي». وفي ثاني أيام المهرجان قدمت فرقة عصا ملوي مجموعة من الاستعراضات وفنون الرقص بالعصا وتميزت الفرقة بالتناغم الذهني والحركي بين أعضائها بجانب تمكنهم من أداء الموسيقي الشعبية المصرية بالطبل والمزمار وكعادتها خطفت المغنية التونسية غالية بن علي الأضواء من خلال أدائها الرشيق.