»لو عاوزين فلوس كنا عملنا مشروع تجاري، كل اللي عاوزينه الناس تحضر حفلاتنا، وتسمع الموسيقي الأصيلة، والخلطة السحرية لبساطة« "النهارده حفلة بساطة، لازم تيجي معانا"..تلك كانت الرسالة التي تلقيتها من أصدقائي لأحضر معهم إحدي الحفلات الغنائية في ساقية الصاوي.. في البداية لم أكن متحمساً للذهاب. قد أكون سمعت عن "بساطة" من قبل، لكنني لم أرهم ولم أسمعهم. كان فريقاً مجهولاً بالنسبة لي وكنت أخاف ألا تعجبني الحفلة ويضيع عليّ ثمن تذكرتها. لكن ماشجعني علي الذهاب هو ذلك الحماس الكبير في عيون أصحابي لهذا الفريق. كانوا جميعاً مصممين علي أن أذهب معهم وأكدوا لي أنني سأستمتع بأغان جميلة وأقضي وقتاً ممتعاً... وقد كان. في الحفل كان الزحام شديدا، لم أر مكاناً خالياً سوي هذا المقعد الذي جلست عليه. الجمهور كان من كل الأعمار، من الشباب والصغار والكبار. كلهم متحمسون ومتفاعلون، مستمتعون بأصوات جميلة وبألحان جديدة، تتحدث عن الأمل وعن الوطن، عن الأمس واليوم والغد. المدهش أن الجمهور كان منه من يحفظ الأغاني كلمة بكلمة ويرددها بحماس. منهم منة التي كانت تجلس بالقرب منا وبدت وكأنها تغني مع بساطة علي خشبة المسرح " أنا بحضر كل حفلة ليهم... أغانيهم فيها بهجة، فيها حاجة حلوة. دائماً بقضي في حفلتهم وقت جميل..." بعد انتهاء الحفلة الجميلة التي أسعدت وأطربت كل الحاضرين، اتجهت لأعضاء الفريق، وطلبت منهم أن أجري لقاء معهم، فرحبوا بشدة ودعوني في بيت نبيل لحود، أكبر عضو في الفريق "البيت ده هو مقر بساطة، هو المكان اللي بيجمعنا وبنختار ونلحن فيه أغانينا، هو الاستوديو اللي بنعمل فيه بروفاتنا عشان نقدم حفلات ترضينا وترضي الناس اللي بتيجي حفلاتنا مخصوص عشان تسمعنا" بداية بساطة كانت غريبة جداً، وكانت سهلة إلي حد ما أيضاً. يحكيها إيهاب عبد الواحد مطرب الفريق "كنت مع نبيل في إحدي القري السياحية في نويبع، كنا ماسكين جيتار وبنغني وسط الناس. كانوا مستمتعين جداً بغنانا، وبعد ماخلصنا سألونا إذا كنا فريق رسمي بيغني، وفوجئت بنبيل بيرد عليهم ويقول لهم أيوه إحنا فريق، ولما سألونا عن حفلتنا القادمة قال لهم إنها هتكون بعد شهرين في ساقية الصاوي!" عندما عاد الاثنان إلي القاهرة تكلم نبيل مع ابنته صاحبة الصوت الجميل ماريز وقال لها إنهم سيكونون فريق اسمه (بساطة). ماريز هي طالبة في معهد الموسيقي العربية وغنت تتر البداية في مسلسل حنان وحنين للفنان العالمي عمر الشريف. وتقول "الفكرة ماكنتش مفاجأة بالنسبة لي، إحنا علي طول كنا بنتقابل في البيت ونغني وندندن مع بعض، كل الجديد إننا بقينا نقدم حفلات للناس مش أكتر" وعلي الفور اتصلت ماريز بأصدقائها في المعهد مايكل وإيهاب سمير وأمير وسيكا وذهبوا جميعاً إلي ساقية الصاوي. ويقول إيهاب سمير عازف التشيللو "الساقية أصبحت المنفذ لأي موهبة عاوزة تظهر وتعلن عن نفسها. أهم مايميز بساطة هو اللون المصري الواضح في أغانيهم والذي تشعر من خلاله بعبق وجمال الزمن الجميل مع سرعة وحيوية الحاضر ويقول إيهاب عبد الواحد "شعارنا (مزيكا وغني من هنا) ..هو ده هدفنا إننا نغني مزيكتنا المصرية الأصيلة، مع إضفاء لون جديد عليها لأن عجلة الدنيا مابتقفش، وزي ماكان الماضي جميل فالحاضر أيضاً جميل" ومع ذلك فبساطة تقدم أيضاً مجموعة من الأغاني ذات الطابع الغربي وهو مايفسره عبد الواحد بقوله "بنغني غربي عشان نثبت إن المصري يقدر يغني أي لون من الموسيقي. "هات الورنيش ... وادهن بيه الشيش، ضلمه علشان النور ما يجيش، خليك كسلان .. قوم م النوم نام، واوعي تفكر يتعدل الحال..." تلك كلمات واحدة من أجمل أغاني بساطة التي تدعو الشباب للعمل والحركة بدل من الكسل والانتظار في البيت. الروح الجماعية أهم مايميز بساطة في حفلاتهم هو الروح الجماعية، فمثلاً رغم أن نبيل هو أكبر أعضاء الفريق سناً، إلا أنه لايفرض نفسه علي المسرح، ورغم إن إيهاب سمير يمتلك صوتا رائعا إلا إنه من الممكن أن يغني جملة واحدة في الحفلة بأكملها. وعن نبيل لحود يتحدث إيهاب عبد الواحد "هو روح الفريق، حلقة الوصل بين القديم والجديد، لأنه عاش في زمن الفن الجميل، واتربي علي الموسيقي الأصيلة، وفي نفس الوقت هو مندمج مع جيلنا ومتواصل مع الموسيقي الحديثة وعارف إحنا عاوزين إيه.. يعني تقدر تقول إنه هو اللي عنده الخلطة السرية لبساطة" خلال العامين الماضيين قدم فريق بساطة حفلات كثيرة في مسارح القاهرة والإسكندرية وأيضا في بعض محافظات الصعيد كما أنه مثل مصر في المهرجان العالمي للرقص الفلكلوري بمايوركا في إسبانيا. ورغم نجاحها الكبير في الفترة الأخيرة إلا أن بساطة لم تصدر ألبوما لأغانيها حتي الآن "أكيد نفسنا ننتج ألبوم ونحقق شهرة وفلوس أكتر.. لكن في الحقيقة ده مش هدفنا الرئيسي. إحنا لو عاوزين فلوس كنا عملنا أي مشروع تجاري، أكيد كنا حنكسب أكتر.. كل اللي عاوزينه إن الناس تحضر حفلاتنا وتسمعنا، تستمتع بأغانينا وتقول إن بساطة فريق بيقدم فن هادف ولكنه ممتع في نفس الوقت..."