أكد العديد من الدراسات والتجارب التي قام بها العديد من البلدان التي استهدفت إحداث نقلة نوعية لتحقيق النهضة والتقدم، أن الاهتمام بالتعليم وإعطاء الأولوية للبحث العلمي والابتكارات والاختراعات كان هو الأساس لتحقيق التقدم في تلك البلدان.. ومن خلال دراسة تجارب بعض البلدان مثل تجربة ماليزيا، وكذلك بالنسبة لكوريا الجنوبية والهند وغيرها من البلدان نجد أنها تبنت خطة استهدفت تحقيق تقدم علمي وتكنولوجي.. وبفضل هذه الخطط تمكنت من تحقيق معدلات نمو مرتفعة لتنطلق إلي مصاف الدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا في سنوات قليلة.. وستظل قضية الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي، وإلقاء الضوء علي الابتكارات والاختراعات والبحوث التي يقوم بها العلماء من أبناء مصر، واحدة من القضايا التي يتعين أن تأخذ أولوية مقتدمة خلال المرحلة القادمة، فحصيلة الإنجازات العلمية من الابتكارات والاختراعات يستفيد منها المجتمع عموما، ومجتمع الأعمال بصفة خاصة ويحقق من ورائها أرباحا طائلة.. الأمر الذي يستلزم ضرورة قيام شراكة بين مجتمع الأعمال ، ومؤسسات ومراكز البحث العلمي، للإنفاق علي البحوث والابتكارات والاختراعات، التي ستجد من يتبناها ويستفيد منها، خاصة وأن مصر تزخر بالكوادر من المبدعين والمخترعين والمبتكرين الذين يحتاجون إلي الاهتمام والرعاية ودراسة أفكارهم وتوجيهها لخدمة مواقع العمل والانتاج.. فهناك حلقة وصل مفقودة، تسد الطريق أمام وضع الابتكارات والاختراعات موضع التنفيذ ليستفيد منها الجميع.. وإذا كنا نبحث عن مشروع قومي، فإن قضية الاهتمام بالعلم والعلماء هي المشروع القومي لمصر خاصة بعد ثورة 52 يناير .. وهذا سيكون له مردود إيجابي في تحقيق معدلات نمو مرتفعة، ويزيد معدلات التنمية ويوسع القواعد الانتاجية ويزيد فرص العمل، وإيجاد الحلول للعديد من المشاكل المزمنة والمتراكمة التي نعاني منها.. فقط علينا أن نبدأ!!