فعلا هو الرجل المناسب للمكان المناسب، عندما رشحت مصر العالم النابه الدكتور محمد عوض تاج الدين (وزير الصحة الأسبق) لمنصب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة البحر المتوسط، فاسمه أصبح مرادفا للطهارة والسمعة الطيبة وعفة اللسان طوال رحلته العلمية الطويلة فمع كل منصب رفيع تولاه ترك فيها بصمة متميزة للدقة والالتزام والانحياز لغير القادرين، ولاعجب في ذلك فهو ابن الشعب الذي شعر منذ نعومة أظافره بمعاناة البسطاء من الناس. تمتع هذا العالم منذ البدايات بالقيادة والحزم وقوة الشخصية والقدرة علي العطاء، فقد كان رئيسا لاتحاد طلاب جامعة عين شمس وعضو اتحاد طلاب الجمهورية، وكان من أوائل دفعته عندما تخرج عام 1968، ثم حصل علي الماجستير، فالدكتوراه من نفس الجامعة سنة 1976، وتدرج في مناصب السلك الجامعي إلي أن حصل علي درجة الأستاذية عام 1986، وشارك وأوفد في مهمات علمية بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسويد واليابان، وحصل علي زمالة أمراض الصدر والدرن عام 1981، وأصبح أشهر طبيب في تخصصه علي مستوي مصر والعالم العربي. ولأنه كان محبوبا من كل زملائه فقد نجح في عضوية مجلس نقابة أطباء القاهرة لمدة 4 سنوات، وكان رئيسا للجنة العلمية. ثم أصبح وكيلا لكلية الطب، فنائب رئيس الجامعة، ورئيس الجمعية الطبية والعلمية بطب عين شمس، فرئيسا للجامعة، حتي توج مشواره العلمي والسياسي باختياره وزيرا لصحة مصر في 11 مارس 2002. ولأنه كما قلت منحاز لأبناء هذا الشعب العظيم من عامة الناس، فقد نظم منذ أن كان أستاذا القوافل الطبية بمحافظات مصر والمناطق النائية (ورافقته شخصيا في هذه القوافل) للكشف في الخيام بالصحراء وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية والتشخيصية بالمجان ولوجه الله تعالي، ولمرات عديدة، وكان يتحمل من أجل هؤلاء »الغلابة« الكثير.. ومن جيبه الخاص! وبنفس الحماس والوطنية عقد دورات تدريبية ومحاضرات لأطباء مصر في مختلف المواقع مرات عديدة أيضا وبالمجان، وتبني فكرة إنشاء وحدات الرعاية المركزة لمرضي الفشل التنفسي وأمراض الصدر المزمنة، وأنقذ حياة آلاف المرضي، وتم تدريب كوادر طبية كبيرة من الأطباء، حتي أن نقابة الأطباء سارعت بتأييد الدكتور محمد عوض تاج الدين (وهو وزير) لمنصب نائب رئيس مجلس الزمالة العربية. ولقد تشرفت شخصيا (بتكليف من مؤسسة أخبار اليوم) في إعداد كتابين له ضمن سلسلة كتاب اليوم الطبي، مرة في الثمانينات وعنوانه (صحتك في نفسك وصدرك)، ومرة ثانية وهو وزير عن »سارس« وقد تبرع بعائد هذا الكتاب لمشروعات أخبار اليوم الخيرية وتنازل عن »الشيك« بموجب خطاب منه للأستاذ إبراهيم سعدة (رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم آنذاك). وبالمناسبة لأنه اسم علمي كبير فقد نشر له أكثر من 250 بحثا في الداخل والخارج، وأشرف علي مجموعة كبيرة جدا من رسائل الماجستير والدكتوراه، وحصل علي أوسمة ونياشين وجوائز وشهادات تقدير عديدة من مصر والعالم، وأبرزها حصوله علي جائزة الدولة التقدريرية في مجال العلوم الطبية عام 2007. ولابد أن أذكر أيضا إنجازات الدكتور محمد عوض تاج الدين وهو وزير للصحة، واقتناعه بأن الرعاية الصحية وهو حق دستوري وصمام أمان اجتماعي، ومن حق أي مواطن مريض أن ينعم به كخدمة من الدولة، ووضع ضوابط دقيقة للعلاج علي نفقة الدولة، ولم يجامل أحدا علي حساب المرضي »الغلابة«. وبالمناسبة: الدكتور محمد عوض تاج الدين ليس غريبا علي منظمة الصحة العالمية كاستشاري من 20 سنة، ووضع معها أول دليل استرشادي لعلاج أمراض الصدر المختلفة ومرص الدرن (السل)، وشارك أيضا عملها وجهودها وساهم مساهمة فعالة في إقرار الاتفاقية الإطارية العالمية لمكافحة التبغ. وبالتالي فترشيحه لهذا المنصب الدولي الرفيع صادف أهله. ما بعد المقال علامة استفهام؟ محافظ القاهرة الدكتور عبدالقوي خليفة: بعد إصرارك علي توزيع أكواب مياه (الحنفية) بدلا من »المعدنية« وتأكيدك علي نقاء مياه النيل التي تصل إلي الصنابير بعد أن كنت رئيسا للشركة القابضة لمياه الشرب ست سنوات قبل أن تصبح محافظا، هل يعي هذا الدرس أصحاب »المنظرة«؟ اللواء منصور عيسوي: تخريجك لدفعة جديدة من كلية الشرطة مبكرا قبل شهرين من موعدها.. هل يعني ذلك أن هناك نقصا حادا في ضباطك، وأن الانفلات الأمني أصبح خطيرا؟ الدكتور حسين كامل بهاء الدين (وزير التعليم الأسبق): شجاعتك بأن تعلن أن والدتك كانت مسيحية وأشهرت إسلامها عن قناعة لجوهر الإسلام الصحيح عام 1934.. أعتقد أنه يضيف احترام الآخرين لك فوق احترامك.. أليس الأمر كذلك؟ الدكتور علي عبدالرحمن (محافظ الجيزة): ليت يكون اهتمامك بمشاكل المحافظة له أولوية عندك.. بدل التركيز علي موضوع الطائفية ومواجهة تداعياته؟ الإعلامية المتميزة بثينة كامل: إذا كنت تعرفين النتيجة مقدما، فما هو سر إصرارك علي دخول انتخابات رئاسة الجمهورية والإعلان عن ذلك من الآن؟!