الأحداث في مصر تتسارع بما يهدد مسيرة مصر بعد ثورة يناير بل ويهدد بالخطر جميع المكتسبات التي تحققت بدماء الشباب التي سالت في ميدان التحرير وميادين المحافظات الأخري .. مهما كانت طلبات الإخوة المسيحيين ومهما كانت مبررات الإخوة المسلمين فإن هذا الاحتقان لن يتم علاجه بلقاء الشيوخ والقساوسة وتبادل القبلات والتحيات .. مشكلة الفتنة الطائفية لها جذورها ولابد من تحكيم العقل وليس القلب .. وإعطاء كل ذي حق حقه وبداية إعطاء الحقوق هو إعمال القانون في جميع التصرفات السابقة في المنيا وأطفيح والعمرانية وإمبابة وغيرها .. لا بد من تطبيق القانون بكل حسم ودون مجاملة لأي طرف بإصدار الأحكام الرادعة لمن روعوا الآمنين في البيوت والشوارع وأحرقوا المحلات وأيضا أولئك الذين قطعوا الطرق وحطموا المباني وكذلك الاعتداء علي مبني محافظة الجيزة .. لن تنفع اليد الحريرية التي تتعامل بها الحكومة لحل تلك المشاكل الحساسة والكل يعرف كيف يتم مجاملة أحد أطراف المشكلة علي حساب الطرف الآخر تارة هذا وتارة ذاك .. وتظل النار تحت الرماد. وأتساءل لماذا لا نحتكم الي لجنة من جمعيات حقوق الإنسان التي يشهد لها الجميع بكل النزاهة والشفافية لاستعراض تلك الأحداث السابقة لمعرفة أسبابها ووضع التوصيات التي تؤدي لحل هذه المشكلة من جذورها علي أن يتم عرض النتائج والتوصيات أمام المجلس العسكري والحكومة لاتخاذ القرارات الحاسمة التي من المؤكد سوف تعطي لكل طرف حقه وتزيل هذا الاحتقان. لابد أن نعود بالذاكرة إلي الوراء حيث لم تكن للفتنة الطائفية بيننا مكان بل زرعها شياطين النظام السابق لكي يلهي عنصري الوطن في أحداث ومشاكل تبعدهم عن التفكير في سرقة الوطن. وليس الفتنة الطائفية وحدها التي تهدد الاستقرار في مصر ولكن ماتزال فلول النظام السابق تعبث في الظلام من خلال ما نراه من هجوم البلطجية المسلحين بالسنج والمطاوي للاعتداء علي المارة والمحلات لتهديدهم وسرقة أموالهم وأيضاً الاعتداء علي المحاكم.. مايزال الشارع المصري يعاني من الانفلات الأمني و يحتاج إلي الحسم والصرامة ويد من حديد تضرب بقوة علي يد الخارجين علي القانون حتي لو استدعي الأمر اللجوء إلي إجراءات استثنائية وأحكام سريعة .. أمن الوطن أهم كثيرا من التعامل باليد الحريرية. م . ع