وصلتني هذه الرسالة المخيفة بعنوانها الصادم " إن شاء الله هاتشتكيني لإنك صايعة " .. بتوقيع ( ن . ح ) بتاريخ 12 أبريل الماضي .. يعني من حوالي شهر .. أنقلها بنصها : »في الصباح ذهبت لمكتب النزهة للشهر العقاري المواجه لمنزلي ، لاستخراج توكيل قضايا عام لمحامي ، ولتوثيق توكيل تأسيس حزب المصريون الأحرار لنجيب ساويرس وأحمد فؤاد نجم وغيرهم .. سألني الساعي عاوزه إيه ، ولما أخبرته طلب مني الدخول للريسة أولا وهذا غير قانوني دخلت فنظرت لي وللورقة المطبوعة وسألت عن اسم صاحب الحزب .. وبدأت الكارثة لما تفوهت باسم نجيب ساويرس .. قالت فورا أني لا أتبعها سكنيا ، وهي إجابة مضحكة.. ذهبت لمكتب المحكمة فأخبروني أني لا أتبعهم وعليّ العودة لمكتب النزهة .. ولما عدت للريسة قالت بالنص "الوزير بتاع الثورة أخد كل الموظفين، وماعنديش لا موظفين ولا توكيلات.. أخبرتها أن هناك علي الأقل عشرة موظفين بالخارج والمكان غير مزدحم.. خرجت، فأخبرتني موظفة أنيقة غير محجبة وهي تشير لإعلان معلق علي الباب، بأنه من حقي قانونا إصدار أي توكيل دون التقيد بمكان الإقامة.. عدت للريسة فرفضت وقالت ممكن أديكي توكيل قضايا بس.. فطلبت منها أن تكتب أنني لا أتبع المكان.. وهنا بدأت تصرخ " إنتي صايعة ، وإن شاء الله هاتشتكيني.. لكن أنا ريسة المكتب ده، وأنا اللي هاجيبلك الشرطة العسكرية.. وريني اللي قالتلك إن التوكيل ينفع هنا .. وريهاني مين دي ، أكيد مهشتكة زيك".. وقامت تشد إسدالها ، ورفضت تسليمي بطاقتي الشخصية ، وفي محاولة كسرها فوجئت أنني مسلمة.. فصرخت " متبرجة ياحطب جهنم وملمومة علي النصاري وبياعين الخمرة وساويرس ، ياحرامية البلد نهبتوها وخربتوها و......... واستمرت في انفعالها المرضي في وصلة سب دين وسب ثورة وحكومة ثورة .. وأنا منفعلة ومصممة علي استرداد بطاقتي وهي تتلفها أمامي وتهدد ، مش هاديهالك وأنا اللي هاجيبلك الشرطة العسكرية .. وياليتني كنت مسيحية لأرحم من هذا الجهاد المقدس وهي تصرخ " إسلامية إسلامية " ..ونادت الموظفين ليشهدوا ضدي وهي تتحداني " وريني هاتعملي إيه".. الأدهي أن موظفاً لم يشهد ما حدث قال لي " إنت ساكنة قدامنا ، وعارفة إن مفيش شرطة ، يعني خافي علي نفسك لأن اتنين بلطجية يخلصوا الموضوع .. وكلنا هانشهد معاها". تدخل بعض الموظفين لإنقاذي خوفا من استدعائي الشرطة العسكرية بمنطق " معلش دي قد والدتك " .. وقامت موظفتان محجبتان في منتهي الأدب بإبعادي عنها وآخر ترجاها إعادة بطاقتي.. وعملوا لي التوكيل للتهدئة، ولما دخلوا لختمه هبت مرة أخري صارخة " أي توكيل تاني لحزب ال ........ مايطلعش من هنا .. وظلت تسبني حتي خروجي ونزولي علي سلالم المبني بأقذع ما يقال.. ثم خرجت من الشباك تكمل الوصلة وتصفني بالعهر وسرقة المال العام . أصبت بصدمة ورعب من كم من تكاتلوا ضدي لطلب الشرطة العسكرية.. ولم أصدق أنني نجوت من الإيذاء البدني، وأنني علي قيد الحياة.. وتوجهت فورا لوزارة العدل.. استقبلوني بأدب بالغ ، واستقبلني مساعد الوزير وهدأني وكتب الشكوي التي طلبت فيها حمايتي من التهديدات.. ولم أكتب الشتائم من شدة الصدمة ولخجلي من إعادة ذكرها، وحفاظا علي الآداب العامة.. هذه هي رئيسة الشهر العقاري بإحدي المناطق الراقية بمصر الجديدة .. وهي نموذج لمتطرفين منتشرين في الأجهزة الحكومية.. ولبلطجة موظفين يتكتلون مع الخطأ والظلم لحماية«. انتهت الرسالة ، ومازالت الموظفة الريسة متألقة توزع اللعنات، وتملك توكيل دخول السماء!!. معلوماتي أن منصب رئيس مكتب الشهر العقاري يحتم اختيار شخصية لها نزاهة القاضي، ويقظة وحسم الضابط .. وأنه خريج كلية حقوق وليس إصلاحية أو كتاب في زنجة ، أو " نحو أمية الفقي تي في " ، مع حتمية نقاء ملفه الوظيفي ، والتأكد من حسن سمعته ، وسعة ثقافته، واختبار أدبه وبشاشته في توعية كل مواطن يعمل توكيلاً لقريب أو غريب أو محام، عن مخاطر ومحظورات التوكيلات .. فهل الواقعة صحيحة؟.. وهل هذه مواصفات رئيسة عقاري النزهة !!.. وهل يوجد صندوق شكاوي للمواطنين بالمكتب؟.. وهل تتخلي وزارة العدل عن صمتها ولو مرة.. وتفيدنا بنتيجة التحقيق في شكوي المواطنة الكريمة التي أهدرت كرامتها علنا، ووجب رد اعتبارها علنا أيضا.. وهل سيطول انتظارنا كالعادة! وفي المقابل نتابع بدهشة وفرح ، نشاطاً غريباً علنيا من رئيس حي النزهة اللواء محمد سلطان ، في تجميل الشوارع والميادين بلا تمييز .. بعدما كانت كل فلوس وزهور وعمال الحي مخصصة لتزويق شارع العروبة فقط .. ابتداء من بيت الرئيس المتنحي بالإكراه، مرورا بمحيط فيلات الوزراء وحاشية النظام ، انتهاء بمطار القاهرة .. الآن الحال تبدل تماما ، من قبح وهباب إلي استراحات خضراء حضارية مبهجة أكيد ستجبر المواطنين علي احترامها والحفاظ عليها .. ومع أن الزبالة مازالت صامدة ، لكن الأمل كبير في خلعها بثورة النظافة والرقابة الشعبية ..خصوصا بعد إعلان مبادرة جماعة " الحي حينّا " بالتعاون مع شباب ثورة مصر الجديدة .. وشعارها " خليك إيجابي ،غير بلدك ، وابدأ بحيّ.. والترحيب بالمتطوعين لتدريبهم علي مراقبة الأنشطة التجارية والخدمية ، ورصد المخالفات لمساعدة الحي في مهامه.. أخيرا بدأنا نفكر صح ولن نتراجع .