ارتفاع أسعار النفط بدعم المحادثات التجارية وتراجع المخزونات الأمريكية    التضامن تنفذ أنشطة تثقيفية ورياضية وترفيهية بمؤسسة فتيات العجوزة    جامعة القاهرة تطلق جائزة التميز الداخلي للجامعات 2025 تأهيلًا للمشاركة في جائزة التميز الحكومي    انخفاض سعر الذهب اليوم في مصر ببداية تعاملات الخميس    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 24 يوليو 2025    «زي النهاردة».. محمد سعيد باشا الذي «كان يحب المصريين ويكره الأتراك والشراكسة» حاكمًا على مصر 24 يوليو 1854    عوائد الإعلانات تقفز10% مع توسع جوجل في الذكاء الاصطناعي رغم مخاوف السوق    أرخص الجامعات الأهلية في مصر 2026.. المصروفات الكاملة وطرق التقديم (القائمة المعتمدة)    إصابة 4 عمال إثر سقوط مظلة بموقف نجع حمادي في قنا.. وتوجيه عاجل من المحافظ- صور    رسميًا بعد القفزة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 24 يوليو 2025    سيناء في «قلب جهود التنمية»    الرئيس الصيني: نسعى لتعزيز الثقة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي رغم الخلافات    قصف إسرائيل ومطار «بن جوريون» خارج الخدمة مؤقتًا    «صفقة قادمة».. شوبير يشوّق جماهير الأهلي حول المهاجم الجديد    تنسيق المرحلة الأولى 2025.. قائمة بالكليات المتاحة علمي وأدبي ومؤشرات الحد الأدنى للقبول    لطلاب البكالوريا 2025.. تعرف علي كليات مسار الآداب والفنون    بعد انتهاء التصحيح.. ترقبوا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 والتسجيل لاختبارات القدرات    إصابة شخصين إثر انقلاب سيارة بطريق "الإسماعيلية- العاشر من رمضان"    تنسيق الجامعات 2025 علمي علوم.. كليات تقبل من 60% ومؤشرات الحد الأدنى للقبول    أحد الزملاء يخفي معلومات مهمة عنك.. حظ برج الدلو اليوم 24 يوليو    مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا    روسيا: تعليق عمل مطار سوتشي 4 ساعات بسبب هجمات أوكرانية    في ذكرى يوليو.. قيادات حزبية وبرلمانية: خطاب الرئيس يؤكد صلابة الدولة    موت بإرادة الأب.. النيابة تأمر بدفن جثة ضحية شبرا الخيمة    علي أبو جريشة: عصر ابن النادي انتهى    تايلاند تعلن إغلاق المعابر الحدودية مع كمبوديا وتستدعي سفيرها مع تصاعد التوترات    نهاية سعيدة لمسلسل "فات الميعاد".. تفاصيل الحلقة الأخيرة    السفير رياض منصور: البيت الأبيض قادر على وقف النار خلال 24 ساعة    الصحة العالمية: جوع جماعي في غزة بسبب حصار إسرائيل المفروض على القطاع    نجاح فريق طبي بمستشفى الفيوم في إنقاذ مريض مصاب بتهتك وانفجار في المثانة بسبب طلق ناري    رجال غيّروا وجه مصر.. ما تيسر من سيرة ثوار يوليو    رئيس محكمة النقض يستقبل وزير العدل الأسبق لتقديم التهنئة    الاكتتاب في سندات الخزانة العشرينية الأمريكية فوق المتوسط    مخرج «اليد السوداء»: نقدم حكاية عن المقاومة المصرية ضد الاحتلال    أحمد نبيل فنان البانتومايم: اعتزلت عندما شعرت بأن لا مكان حقيقى لفنى    بأغنية «يا رب فرحني».. حكيم يفتتح صيف 2025    أحمد سعد يطلق «حبيبي ياه ياه» بمشاركة عفروتو ومروان موسى    إخماد حريق في محطة وقود بالساحلي غرب الإسكندرية| صور    رياضة ½ الليل| إقالة سريعة.. سقوط المصري.. السعيد فرحان بالزمالك.. وفحص الخطيب بباريس    حسام موافي لطلاب الثانوية: الطب ليست كلية القمة فقط    بمستشفى سوهاج العام.. جراحة دقيقة لطفلة مصابة بكسر انفجاري بالعمود الفقري    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل سلطة التونة بالذرة    سيف جعفر: فيريرا يتعامل معنا بشكل مثالي.. والصفقات الجديدة إضافة قوية    إيران تحذر مدمرة أميركية في خليج عمان.. والبنتاغون يرد    بعد شكوك المؤامرة.. عبدالله السعيد يتدخل للإطاحة بنجم الزمالك.. تقرير يفجر مفاجأة    شوبير يكشف حقيقة اهتمام الأهلي بضم أحمد فتوح    «محدش قالي شكرا حتى».. الصباحي يهاجم لجنة الحكام بعد اعتزاله    سعر الموز والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 24 يوليو 2025    صاحب مغسلة غير مرخصة يعتدي على جاره بسبب ركن سيارة بالإسكندرية    لا ترمِ قشر البطيخ.. قد يحميك من مرضين خطيرين وملئ بالفيتامينات والمعادن    هل انتهت الأزمة؟ خطوة جديدة من وسام أبو علي بعد أيام من غلق حسابه على إنستجرام    5 معلومات عن المايسترو الراحل سامي نصير    حماس تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة إلى الوسطاء    اليوم، تعديلات جديدة في مواعيد تشغيل القطار الكهربائي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهندس صلاح حسب الله وزير الإسكان الأسبق في حوار لآخر ساعة:
محادثة تليفونية للرئيس مبارك وراء خروجي من حكومة الجنزوري في دولة الاحتكار لابد أن يظهر عز وإخوانه! قوانين تخفيض الإيجارات أغرقت البلاد في الحرام
نشر في آخر ساعة يوم 19 - 04 - 2011

المهندس صلاح حسب الله في مرحلة إعادة بناء الدولة التي تمر بها مصر في الوقت الحالي.. نكون في أشد الحاجة للاستفادة من الخبرات المكتسبة لأحد البنائين العظام في تاريخنا المعاصر.. وأيضا الوزير الوحيد الذي لايعترف بوجود أزمة إسكان عندنا ولكن يلخص المشكلة في القوانين التي أفسدت العلاقة الطبيعية بين المالك والمستأجر.. وهو صاحب القانون الشهير الذي لم تطبق المرحلة الثالثة منه حتي الآن، رغم مرور 51 عاما علي خروجه من الوزارة والذي يعتقد أن تنفيذها سيحل مشاكلنا في شتي المجالات وسيدفع بالقطاع الخاص لدخول مضمار السباق من أجل البناء والتعمير.
»آخر ساعة« التقت بالمهندس والمقاول صلاح حسب الله الذي أخفي أسرارا أكثر مما كشف، فهناك صعوبة كبيرة جدا في توريطه في الكلام عن شخصية ما والسبب أنه تربي في بيت شريعة لكنه لامانع عنده من الإفاضة في شرح كيفية إعادة بناء مصر في المستقبل.
❊ في البداية .. ماذا حدث لشركة المقاولين العرب في عهد عبدالناصر؟
ربنا خلق الإنسان ليعمر الأرض، ونحن المقاولون الذين نعمل الحاجة اللي ربنا قال عنها لأننا متخصصون، ومن أجل ذلك لابد أن نتقن التعامل والتفاهم مع جميع الناس من أصغر عامل للأكبر منه حتي صاحب البيت إلي الوزير وصولا لرئيس الجمهورية.. فالمقاول يجب أن يكون عميق الإدراك، لكي يأخذ شغلا ويدير الناس، واحنا عملنا المقاولين العرب من فراغ وبدأنا ولم يكن معنا مليم، وعندما نجحنا.. عبدالناصر سرقها منا.. فقلنا: حلال عليه!
❊ كيف تم ذلك؟
في عام 1691.. رسا علينا مشروع كبير في الكويت، وكنت مسئولا عن أعمالنا هناك.. فطلبت من عثمان أحمد عثمان وبهجت حسنين وأحمد سليمان (مؤسسين المقاولين العرب) أن يأتوا جميعا، ليوقعوا عقد هذا المشروع، وفي اليوم التالي لذلك جمال عبدالناصر ألقي الخطبة التي جاء فيها تأميم شركتنا.. واحنا زعلنا جدا لأننا لم نأخذ من مصر حاجة، حتي رأس مال الشركة محولينه من أعمالنا في السعودية والعراق والأردن والكويت.
وجلسنا نتناقش حول إدارة شركتنا من إحدي الدول العربية أو الأوروبية أو الأمريكية وفكرنا في كل احتمالات الكسب والخسارة واستغرقنا الحديث لأكثر من ساعتين، لم ندرك خلالهما أن عثمان بيه كان صامتنا.. فسألناه: أنت زعلان؟ فرد علينا: حد فيكم عايز فلوس، قلنا: احنا بتوع شغل مش فلوس.. فقال لنا: مين حيبني مصر؟ مع أن حصته في الشركة كانت 45٪ واحنا اللي له 01٪ أو 9٪ ونزل كلامه علينا زي الدش البارد، وكان ردنا جميعا: احنا اللي حنبني مصر واستمرينا في شغلنا حتي انتهينا من بناء السد العالي وعدد من الكباري. لكن الحقيقة أن كلمة عثمان بيه لا أنساها أبدا.
❊ توليت وزارة الإسكان لمدة ثلاث سنوات.. من الذي اختارك لهذا المنصب؟
كان ذلك في أكتوبر 39.. وقد اختارني الرئيس مبارك، فقد كنت أمر علي شغلنا في الكويت.. فجاءني تليفون من عاطف صدقي قال لي: أنت بتعمل إيه عندك، ماتيجي يمكن نعوزك، فقلت له: لما تعوزني أضرب لي تليفون وأنا أجي.. وبمجرد أن أنهيت المكالمة قلت لأولادي: شكلها فيها وزارة وانا مش عايزها، احجزوا لي الليلة أسافر لالمانيا وفعلا ذهبت لهناك وفي نيتي البقاء لمدة اسبوع حتي ينتهوا من تشكيل الوزارات في مصر.. واخترت لوكاندة صغيرة وبعيدة، علشان ماحدش يعرف مكاني.. وضرب التليفون، لقيت عاطف صدقي الذي قال لي: أنت فاكر مش هنلاقيك، قلت له: مين قال لك أني مستخبي ماأنت لاقيتني.. فقال لي: احنا عايزينك تيجي الليلة.. فأجبت: أنا مش عايز وزارة.. قال: ده أمر من الرئيس وفعلا سافرت بالليل وفي الصباح حلفت اليمين ولقيت نفسي وزيرا للإسكان..
❊ لماذا انقسمت الوزارة بعد الكفراوي إلي وزارتين إسكان وتعمير فحصلت أنت علي الإسكان وابراهيم سليمان علي الأخري؟
يمكن لأن شغلها كتير، فضلوا أن تبقي وزارتين، والرئيس مبارك طلب مني تولي الاثنتين.. لكن هناك من تحايل عليّ قائلا: صلاح حسب الله لو جاء سوف نفلس وبعد الضغط علي الرئيس أعطي التعمير لابراهيم سليمان.. وأنا قلت: الحمدلله.
❊ قانون العلاقة بين المالك والمستأجر الذي تبنيته في وزارتك؟ كان السبب وراء الهجوم العنيف عليك من الجميع خاصة وسائل الإعلام.. لماذا؟
الحمد لله علي ذلك.. لأني أشعر أن هذا القانون حل جزءا من أزمة الإسكان في البلاد، فقد تم اعتماد المرحلة الأولي منه في مجلس الشعب يوم 71 يناير 69 أي بعد اسبوعين من تركي الوزارة "2 يناير 69" التي أثناءها رفضوا توقيعها، والأدهي من ذلك أنهم بعدها ب 3 أشهر اعتمدوا المرحلة الثانية منه وللأسف حتي هذه اللحظة لم يعتمدوا المرحلة الثالثة اللي تفك جميع مشاكل مصر سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية وحتي البيئية.
❊ كيف اقتنع الرئيس مبارك بفكرة هذا القانون؟
دائما ماكنت أدافع عن هذا القانون، فوجدت نفسي واخد »زونبة« عند الرئيس.. وفي أحد الأيام كان هناك ناس كثيرة قاعدين في مجلس الوزراء، والرئيس بيسأل عن الدوشة المثارة في الجرائد حول قانون الإسكان الجديد.. فقلت في نفسي والله العظيم فرصة اخلص ثأري.. فتوجهت بالحديث للرئيس قائلا: بالنسبة لمحطات مياه الشرب عملنا كذا، أما محطات الصرف الصحي، فتم الانتهاء من كذا.. في حين أن الإسكان مش قادرين نخدم الغلابة؟
علي الفور قال: إزاي: فأجبت: كل ماننتهي من ألف أو ألفين شقة نوزعهم بالقرعة تطلع الناس اللي معاها فلوس واللا مش معاه لا يأخذ حاجة.. انشد الرئيس قوي وقال : ما العمل؟ قلت نطلع قانون العلاقة بين المالك والمستأجر، اللي معاه فلوس كتير يبني لنفسه، واللي معاه فلوس أقل يسكن عند غيره، أما الغلابة تبني لهم الحكومة، ونظر مبارك لكل من عاطف صدقي والجنزوري وقال لهما: لماذا لا تشوفوا هذا القانون؟ فأجابوا: خلاص نعمل اجتماعا آخر في مجلس الوزراء لمناقشته.. وبعد شهر ونصف الشهر علي هذا الكلام وبعد تكرار السؤال من جانبي عن موعده.. اجتمعوا لأواجه بسيل من المعارضة لهذا القانون ولذلك قررت أن أقسمه لمراحل كي أمرره من هؤلاء المهاجمين.
❊ فما هي المراحل الثلاثة لهذا القانون؟
المرحلة الأولي الخاصة بالشقق الجديدة والأخري المغلقة والمرحلة الثانية تتضمن الوحدات التجارية والمرحلة الثالثة الخاصة بزيادة ايجارات الشقق القديمة لمدة خمس سنوات ثم تركها حرة لتقدير كل من المالك والمستأجر، لأن هذا الأمر مخالف لنص الآية القرآنية:"وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرض مفسدين" فمثلا واحد بني شقة ويريد تأجيرها ب 51 جنيها، تطلع قوانين فتحفضها مرة واثنين وثلاثة إلي 5 و 3 و 2 جنيه.. يبقي ده حرام، علشان كده البلاد غرقت في الحرام ولايمكن لاي حاجة تمشي كده، وهذا السبب الرئيسي وراء توقف العمل الخاص في مصر.. أعتقد أن هذا القانون فيه حياة المصريين، وماحدش فاهم قيمته.. ولما يخلصوا المرحلة الثالثة منه، سوف يفتح السوق لحرية العرض والطلب في المساكن، وسيبدأ القطاع الخاص الاستثمار في قطاع التشييد والبناء بكل قوته وبالتالي تعود العلاقة الطبيعية بين المالك والمستأجر مرة أخري.
❊ كنت وزير الإسكان الوحيد الذي لايقر بأن هناك أزمة إسكان في مصر.. كيف؟
هي ليست أزمة إسكان بل أزمة قوانين وتعاملات.. كيف يقال ذلك وهناك 4 ملايين شقة مغلقة؟ لو طبقوا المرحلة الثالثة من القانون، كنا خلصنا من هذه الأزمة.. فالمرحلة الأولي التي طبقت منه، فتحت مابين 05 إلي 06 ألف شقة منها والمرحلة الثانية (التجارية) فتحت مثلها، يعني كل الشقق التي فتحت من ال 4 ملايين شقة المغلقة، هي مابين مائة إلي 021 ألف شقة، لكن لو طبقنا المرحلة المتبقية من القانون، سوف تفتح تدريجيا كل هذه الملايين من الشقق.. وبالتالي سوف تنخفض الايجارات لتتراوح مابين 08 إلي 001 جنيه، لأنك ستجد معروضا أمامك بدل الشقة الواحدة، عشرة آخرين تختار بينهم!
والأزمة الحالية في مصر عبارة عن عجز يقدر ب 003 ألف شقة "كل ماهو مطلوب وليس سنويا".. مؤكدا أن تدخل الحكومة دائما مايخربها!
❊ هل تم إقالتك أم تركت الوزارة من نفسك؟
لما خرج عاطف صدقي من الحكومة جاء الجنزوري وصدرت له التعليمات من الرئيس بأن أتولي مسئولية الوزارتين "الإسكان والتعمير".. لكن جاءه تليفون وأخذ المتحدث يتحايل عليه ويقول له أعمل معروف.. فقال له الرئيس: خلاص إبراهيم سليمان يمسك الوزارتين.
❊ لكن.. من هو صاحب المكالمة التليفونية؟
هذه أسرار لاتقال!؟ وللعلم أنا فرحت لما تركت الوزارة لأنها لم تكن شغلتي فأنا رجل بناء.
❊ وكالمعتاد.. عرضوا عليك منصبا آخر بعد خروجك من الوزارة.. فما هو؟
عرضوا علي تولي إدارة بنك من بنوك الدولة، ولكني رفضت وقلت: آسف لأنني عندما كنت رئيس إدارة شركة المقاولين العرب، كنت حر نفسي.. لكن لما توليت الوزارة قلت لهم: أنا كنت ملكا.. فأصبحت وزيرا، فعلي ماذا يتم تهنئتي؟! فقد تم تخفيض رتبتي!
وبعد ماخرجت من الوزارة أصبحت ملكا مرة ثانية.. فأنا متربي في القطاع الخاص علي الحرية والإيجابية في العمل.
❊إذن ماذا فعلت بعد تركك هذا المنصب؟
أشرفت علي شركة المقاولات الخاصة بأولادي، أقدم لهم النصح والإرشاد.. إلي جانب رئاستي لاتحاد الشركات الرياضي (المصري والعربي) وهو الاتحاد الذي لا تسمعين كلمة ضده وأيضا ننظم أكبر حدث رياضي في العالم للشركات المصرية، مرة في الاسكندرية وأخري في بورسعيد وهكذا.. كما نجري مسابقات رياضية بين الشركات في الدول العربية.
❊ هناك من يقول إن علاقتك بالوزير الكفراوي لم تكن جيدة لأنه ترك لك حملا ثقيلا (مائة مشروع مفتوح)؟
علاقتي بجميع الناس محترمة.. ونفس السؤال طرح علي في مجلس الشعب بعد أن توليت الوزارة.. وكل اللي قلته: إن الرجل ده عظيم وقام بأعمال ضخمة جدا في وزارته وياريت أقدر أعمل مثلها.. لكن أنا زعلان منه اليومين دول، لأن فيه حاجات لاتقال عندما نسأل عن شخص ما، فأنا لا أحاكم الناس لكن ربنا هو الذي يحاكمهم، يكفي أن أقول ربنا يهديهم.
❊ ماذا فعلت بعد أن دمر إبراهيم سليمان شركة أولادك للمقاولات؟
قلت لهم غادروا البلاد فورا.. فأولادي خسروا حوالي 07 مليون جنيه بسبب تراكم فوائد البنوك علي ديونهم وحتي العام الماضي كان لهم 61 مليون جنيه في وزارة الإسكان والحمد لله شركتهم في أبوظبي (رواد الخليج) تم اختيارها (العام المنصرم) المقاول رقم 1 في الإمارات وذلك لأنهم يتبعوا نظامنا في المقاولين العرب من تسليم الأعمال في مواعيدها مع جودتها.
❊ في رأيك.. كيف نواجه نهب أراضي الدولة من خلال الفاسدين في وزارة الاسكان؟
الذي يفك كل أزمات البلاد هو تطبيق المرحلة الثالثة من قانون تحرير العلاقة بين المالك والمستأجر كما قلت سابقا، لأن وزارة الإسكان قامت بأعمال ليس من اختصاصها فمصر طول عمرها، الشعب هو الذي يقوم بالبناء لنفسه، يعني ال 4 ملايين شقة المغلقة مين اللي بناها؟
فالوزارة كان المفروض أن تضع سياسة الإسكان فقط، مش تبني شققا وتبيع أراضي كمان! وذلك لأن طبيعة القطاع الخاص.. إن المواطن لما يزيد دخله علي مصاريفه، أول حاجة يفكر فيها أن يبني شقة له ولما يجد أن دخله مازال أعلي من مصاريفه يفكر في تشييد شقة لابنه لأن المصري الوحيد في العالم الذي يشغل باله، بأين سوف يسكن ابنه في المستقبل (بعد 5 أو 01 سنوات) والوضع الطبيعي أن يؤجر هذه الشقة، لكن لو فعل ذلك لا يستطيع أن يخرج الساكن لأن القوانين التي وضعت أفسدت العلاقة بين الاثنين.. ولابد أن تترك حرة لأنه سيأتي له دخل سهل لم يتعب فيه كثيرا ولكن نتيجة استثماره في بناء شقة إبنه.
ولما يعوز يزيد من دخله مرة أخري يبني شقة ثالثة، لكن عائده لن يزيد علي 6٪ فقط، فيلجأ إلي شراء الأسهم في البورصة، وهكذا يتحول إلي مستثمر دون أن يدرك.. ولو أصحاب ال 4 ملايين شقة أصبحوا مستثمرين، سيعمل عند كل واحد منهم 3 آخرين فيصبح عددهم 61 مليون مستثمر، ونحن عددنا 08 مليون نسمة، نقسمهم علي عدد المستثمرين.. تحل أزمة السكن في مصر!
يمكنك أن تتخيلي أنه بمجرد أن المرحلة الثالثة من هذاالقانون تري النور سنجد أمامنا 4 ملايين مخ يفكر كيف يصبح مستثمرا بدلا من 3 أو 4 من الموظفين في وزارة الاسكان منوط بهم حل هذه الأزمة!!
❊ هل معني ذلك أن القطاع الخاص هو طوق النجاة لمصر في المرحلة القادمة؟
أصل القطاع الخاص عطلان منذ أيام تأميم عبدالناصر للشركات ولذلك لا يعمل سوي بطاقة إنتاجية 5٪ ولو اشتد عود هذا القطاع سيكون هناك تنافس علي أراضي الدولة لأن الناس ستحتاج أن تشتريها من أجل إقامة مشروعات اقتصادية عليها.. فاستكمال هذا القانون هو الأساس في تشجيع القطاع الخاص علي الاستثمار في شتي المجالات.
لكن الحكومة السابقة للأسف عملت 66٪ من الشغل في البلاد وتركت ال33 الباقية للقطاع الخاص، والمفروض إنها كانت تأخذ 01٪ منه فقط كما تفعل باقي دول العالم، مما أدي لتضخم عدد موظفيها حتي وصل عددهم إلي 6 ملايين موظف وفي الدول المتقدمة لايزيد عددهم علي نصف مليون يديرون شئون البلاد، مما أدي إلي تفشي البطالة المقنعة بين موظفيها وعلشان كده نقول في آخر كل نهار: لله يااسياد.. فتتكرم علينا بعض الدول بشوية قمح!
وعندما لايعمل القطاع الخاص لا توجد منافسة ويظهر الاحتكار في كل مكان ويعمل في الحديد أمثال عز ومز وبز.. ويزيد سعره ألف جنيه في اليوم الواحد!
❊ مارأيك فيمن يقول إن المدن الجديدة كانت المشروع القومي لمصر خلال السنوات الماضية؟
المدن الجديدة وتوشكي وترعة السلام.. هذه المشاريع لا أحد يفهمها إلا بعد مرور 05 عاما عليها وساعتها سيقولون لو لم تكن تلك المشروعات، ماكانتش مصر تعيش.. فاحفادنا وأولادهم هم الذين سوف يستفيدون منها وهكذا تعمر الأرض.. وكلنا يذكر محمد علي باشا واسماعيل باشا الذين زرعوا الدلتا اللي كانت صحراء، ووقتها الناس كانت بتضحك عليهم لما عملوا الرياحات والقناطر وغيرها ولولا ما فعلوه ماكانت مصر اليوم.
❊ ماذا تتمني للاسكان والبناء في مصر؟
المصريون هم خير أجناد الأرض.. لكن لدينا مشكلة هي ندرة القادة المصريين علي مدي التاريخ.. وعندما يظهر أحدهم مثل صلاح الدين الأيوبي يغلب بهم أوروبا كلها وأيضا قطز هزم بهم الآسيويين.. وكذلك محمد علي باشا.. مصر كانت في عهده يتبعها السودان وليبيا والحجاز والشام ومن طمعه كان رايح ياخد تركيا.. وبذلك عمل مصر دولة عظيمة.. فعلا.. أزمة مصر في عدم وجود زعيم أو قائد يقود هؤلاء الأجناد ليعمروا الأرض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.