لم أجد أمامي شيئا أفعله وأنا في مطار الأقصر عائدة من إجازة قصيرة بمناسبة حلول العام الجديد سوي أن أسأل كل من حولي (أهو مصري) لأواسي نفسي وأواسيه عما لحق بنا من جرائم ضد الإنسانية وأقسم لهم أن ما حدث ليس له علاقة بمصر ولا المصريين.. إنما هو فعل نابع من عقل جاهل.. مريض.. وقع تحت تأثير غسيل مخ أو مؤامرة صهيونية لتفجير مصر من الداخل!! كان الخبر الصدمة.. تلقيته وأنا في مطار الأقصر عائدة علي طائرة الثانية عشرة مساء عندما بلغنا الخبر الذي وقع عليّ كالصاعقة: فعلوها المجرمون كل أنواع المجرمين وأعاد إلي ذهني ذكريات سنوات الإرهاب المريرة.. التي طالت المصريين المسلمين قبل إخوانهم المصريين الأقباط وعاش الوطن »في مأتم« دائم.. لا يعرف متي ينقض علينا خفافيش الظلام. فكر مريض.. وشهوة سلطة أكثر مرضا.. فلم أصدق أبدا أن الموضوع مجرد انحياز إلي عقيدة.. أو تطرف فكري يجعل البعض يتصور أنه علي الحق والجميع علي باطل.. ربما كانت الحلقة الضعيفة التي تستهدف للتضحية بها هي التي يستغلونها ويستغلون ظروفها الاجتماعية من جهل وإحساس بالهوان علي الدولة واقتصاديا بأنها مهمشة أو رقم زائد يفضل لو يذوب في عشوائياته أو يموت منتحرا حتي لا تجرح ظروفه مشاعر مالكي المال والسلطة والأرض والعباد.. وسياسيا ونحن نشترك جميعا في هذه السبة السياسية بأننا مفعول بنا جميعا ولا نملك من أمرنا شيئا.. فلا صوت لنا في اختيار سياستنا ولا مسئولينا ولا نوابنا ولا قوانينا فكانت النتيجة احتقانا وغضبا وكراهية وإحباطا..