تميزت أستاذة الأشعة التشخيصية بكلية طب "قصر العيني" الدكتورة سحر سليم، في عملها، منذ نالت درجة الماجستير ثم الدكتوراه وتلاها الزمالة من كندا، في مجالات علم الأشعة، حيث أنجزت دراسات وأبحاثاً متقدمة في دراسة الآثار باستخدام الأشعة المقطعية علي المومياوات الملكية المصرية - التي كان ينفرد بها الكنديون - ونجحت بعد عودتها للقاهرة في فحص 22 مومياء موجودة بالمتحف المصري باستخدام الأشعة المقطعية. وانطلقت الدكتورة سحر بنجاحاتها لتصدر العديد من المؤلفات الشخصية في دراستها، وأخري بمشاركة الدكتور زاهي حواس في مجالات فحص المومياوات الملكية ودراسة الآثار بالأشعة، ومازالت مستمرة في عملها لاكتشاف تقنيات جديدة في هذا المجال. وإذا كان للبدايات والظروف سحر مختلف وبريق يلمع في الذاكرة، فإن لهذه البدايات دوراً في تحريك مقومات التفوق والإبداع، وهذا ما نلمسه في تجربة الدكتورة سحر التي تقول إن ظروف تفوق والدها نصر سليم مهندس الديكور في عمله، هو ما أعطاه تأشيرة السفر والإقامة في دبي ، وبعدها انتقلت معه والدتي الموجهة بالتربية والتعليم، ومن خلالهما حصدت ثمار التفوق وأصبحت شقيقتي الكبري جيهان مهندسة ديكور لامعة في دبي والأخري تعمل صحفية في مجال التحقيقات والمرأة، أما أنا فكنت من أوائل الثانوية العامة وحصلت علي منحة دراسية كاملة في الإمارات بأحقية الدراسة في أي كلية بالعالم، ورغم قبولي بكليتي الطب بفرنسا والهندسة بأمريكا، اخترت الالتحاق بكلية طب قصر العيني، ونظرا لتفوقي تم تعييني معيدة بقسم الأشعة التشخيصية وتدرجت في المناصب الأكاديمية بالكلية وحصلت علي درجتي الماجستير والدكتوراه ووصلت لدرجة أستاذ، ثم سافرت لكندا وحصلت علي درجة الزمالة الكندية في الأشعة وخصوصاً المقطعية والرنين المغناطيسي المتطورة، بالإضافة إلي الزمالة في التعليم الطبي والبحث العلمي. تتابع: منذ وصولي إلي كندا تسلمت عملي واستكملت دراساتي في كبري المستشفيات بجامعة "ويسترن أونتاريو" المشهورة بأبحاثها في علوم الآثار باستخدام الأشعة الحديثة، حيث يقومون بعمل أشعة مقطعية لمومياء مصرية قديمة، وهنا شعرت بغيرة علي آثار بلدي من أن يتم فحصها بواسطة الأجانب، وقررت دخول مجال دراسة الآثار بالأشعة بجانب استكمال دراستي للأشعة الطبية عموماً، لكن ثمة شقين أساسيين في عملي، الأول يتعلق بدراسة الطب خاصة أنني تخصصت في دراسة الأول منها بعنوان "الحمل والأجنة بالرنين المغناطيسي" وهو للعلم تخصص يعد الأول من نوعه في العالم، والثاني عن التشوهات في المخ وعلاجها. وتؤكد أن لها أبحاثاً عديدة متميزة في المجال الطبي بالإضافة لمؤلفات طبية عالمية، أبرزها كتاب "فحص قلب الجنين" و"فحص الحمل والجنين بواسطة الرنين المغناطيسي". وأوضحت الدكتورة سحر أنها بعد عودتها لمصر مازالت مستمرة في تقديم جهدها وعطائها الإنساني في نقل خبراتها التعليمية والطبية لتلاميذها وزملائها بكلية الطب، مشيرة إلي أنها تشغل أيضاً منصب المديرة المختصة بالقسم العلمي التابع لجمعية الأشعة المصرية والطب النووي، وهناك تدرِّب أطباء الأشعة وطلاب الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه. وعن أبرز الخطوات في حياتها العملية تقول إنها منذ عودتها من كندا سارعت بالمشاركة في مشروع دراسة المومياوات الملكية المصرية بواسطة الأشعة المقطعية الذي بدأه الدكتور زاهي حواس إبان توليه المجلس الأعلي للآثار، وقامت بفحص أكثر من 22 مومياء ملكية بالمتحف المصري بجهاز الأشعة المقطعية، بخلاف إنجازها العديد من الأبحاث مع الدكتور حواس ونُشرت جميعها في مجلات طبية عالمية ولاقت استحسانا واسعاً. وتميزت الدكتورة سحر في تقديمها لهذه الأبحاث وغيرها في مؤتمرات طبية عالمية، أهمها مؤتمر عن دراسة المومياوات في البرازيل، وكان هذا دافعا لتأليفها كتابا جديدا مع زاهي حواس بعنوان "فحص الفراعنة" تناولت فيه كل زوايا وخفايا هذا الموضوع بعالمه المثير، وقالت: "تلك هي المرة الأولي التي يتم فيها عمل مثل هذه الدراسة العلمية المهمة بأياد مصرية خالصة بعد أن كانت مقتصرة علي الأجانب". وحصدت الدكتورة سحر جوائز عديدة، منها جائزة جامعة القاهرة التشجيعية للعلوم الطبية، وجوائز التميز من قسم الأشعة بطب قصر العيني، بخلاف جوائز ماراثون المحافل الدولية والمحلية والجمعيات العلمية العالمية، وجائزة التفوق عن إلقائها 50 بحثا بين دول أوروبا وأمريكا. وعلي المستوي الأسري تقول إنها سعيدة في حياتها الأسرية مع زوجها الدكتور أحمد هشام أستاذ ورئيس قسم الأشعة التشخيصية بكلية طب بني سويف، وابنتها "مها" الطالبة بكلية الفنون الجميلة، إلا أنها مشغولة بمشاريعها البحثية العالمية الخاصة بدراسة الرنين المغناطيسي في ترسيب الحديد في قلوب وأكباد أطفالنا المصابين بمرض أنيميا البحر المتوسط، وتعتبر ذلك أهم محطة في مشوار عطائها الإنساني والخدمي بمصر.