لا حديث يعلو داخل قلعة النادي الإسماعيلي علي الأزمة التي نشبت مؤخرا بين إدارة النادي والجهاز الفني بقيادة خالد القماش وبين سداسي نجوم الفريق بقيادة «القيصر» حسني عبدربه، ووصول الأمر لإيقافهم لأسباب متفاوتة تنوعت مابين التحريض علي تمرد اللاعبين وتصريحاتهم ضد النادي وإدارته أو الخلاف مع أحد مسئولي النادي.. ما يحدث داخل الإسماعيلي حدث تاريخي سيذكره الجميع في كل وقت وحين ورغم أن خالد القماش المدير الفني للفريق لايتحدث كثيرا عن تلك الأزمة وبفضل التركيز في رحلته التدريبية مع الفريق إلا أن توابع الأزمة أدت لتراجع نتائج الفريق ووضعه بجدول الدوري العام.. ولهذا فتح القماش قلبه في حوار صريح ليتحدث فيه عن جوانب الأزمة التي أحدثت زلزالا في ربوع القلعة الصفراء. * يتردد أن هناك حالة تربص بالجهاز الفني للدراويش.. ماردك؟ هناك معارضة تحارب الإدارة وهناك من يصعد الأزمات إلي وسائل التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" بشكل مثير لدرجة أنهم كانوا أحد أضلاع تحريك أزمة تمرد اللاعبين التي لا يتحملها حسني عبدربه بمفرده نظرا لوجود مجموعة اللاعبين محمود متولي إسلام جمال أحمد سمير بهاء مجدي سعد حسني وكنت قد قررت إيقافهم لأسباب متفاوتة مابين التحريض علي تمرد لاعبي الفريق أو تصريحاتهم ضد النادي أو وجود خلاف مع أحد مسئولي النادي، وهذه الأزمة ألقت بظلالها علي مسيرة الفريق حيث لعبنا في ظروف صعبة للغاية واضطررت للاستعانة ببعض الناشئين وهذا أثر علي حالة اللاعبين النفسية والفنية وأدي لغياب التركيز وبالتالي سوء النتائج في مباريات بعينها منها مصر والمقاصة واتحاد الشرطة ولكني أعود وأؤكد أن هناك حالة تربص بالجهاز الفني. * ولأي مدي ستظل الأزمة قائمة خصوصا مع عبدربه؟ لا يختلف أحد علي أن القيصر حسني عبدربه قائد الفريق قيمة وقامة وهو معشوق الجماهير، ولا ينسي أحد تاريخه مع الدراويش والمنتخب القومي وسيعود للمشاركة في المران مع باقي المجموعة المستبعدة لكونهم يعشقون تراب الإسماعيلي وأملي كبير في أن يكونوا نقطة التحول والعودة بفريق الدراويش لطريق الانتصارات بدءا من مباراة الفريق أمام المصري البورسعيدي والعودة مرة أخري لدخول المربع الذهبي في جدول الدوري. وهل أنتهت أزمات الدراويش؟ رغم أنني لا أحب الحديث في هذا المجال إلا أني سأخبرك بأن الأزمات المالية مازالت موجودة وهناك أزمات أخري ولكن من الصعب الحديث عنها في الوقت الحالي ولكن طموحي هو مادفعني للاستمرار وتحمل الكثير من أجل صناعة اسم في عالم التدريب والأهم أن أكون رهن إشارة النادي الإسماعيلي الذي تربيت بداخله منذ أن كنت لاعبا بالناشئين وبعدها توليت التدريب بقطاع الناشئين ثم انتقلت للعمل مدربا عاما مع بوكير الألماني وماكسيموفيتش وفيكتوريون وفرانك أنجيل.. وطه إسماعيل وفاروق جعفر وعلي أبوجريشة ومحسن صالح وحصلت معه علي بطولة الدوري موسم 2002 وبعدها تسلمت العمل مديرا فنيا للدراويش لثلاثة مواسم منفصلة وانتقلت بعدها مديرا فنيا لفرق طنطا ودمنهور وسوهاج وبنها والحمام والمستقبل واتحاد الشرطة وأخيرا الإسماعيلي الذي أعترف أن لحم كتافي من خيره. * وهل زاد قلقك بعد خسارتك من اتحاد الشرطة قبل لقاء المصري؟ يجب أن نعترف أن الإسماعيلي لم يكن في يومه في هذا اللقاء واللاعبون لم يتخصلوا من روافد الأزمة التي يمر بها الفريق ولم يركزوا في الحصول علي ثلاث نقاط المباراة.. وأنا لم أقلق علي الإطلاق.. فدائما لدي ثقة كبيرة في اللاعبين.. والخسارة شيء وارد في عالم كرة القدم فأكبر الفرق في العالم تتعرض للهزيمة.. وقد تكون الخسارة من فريق اتحاد الشرطة جرس إنذار وتنبيها وبداية جديدة لاستعادة حماس اللاعبين وتنشيط ذاكرتهم لاستعادة الانتصارات وتحسين وضع الفريق في جدول المسابقة مرة أخري. * ولكن يجب أن نعترف بأننا شهدنا تغيرا كبيرا في أداء الدراويش منذ توليه المهمة؟ حتي أكون منصفا أنا لعبت علي الجانب النفسي وحاولت أن أعيد الثقة في نفوس اللاعبين خاصة بعد تراجع وضع الفريق إلي المركز الثاني عشر وهو الأمر الذي لايتناسب مع قيمة ومكانة الدراويش والحمدلله التوفيق كان عاملا إيجابيا نتيجة لجهود الجهاز الفني وعزيمة اللاعبين علي تحقيق الفوز في المباريات والانتقال بالإسماعيلي إلي المركز الثالث وأعدكم بالعودة إليه بعد تراجعنا نتيجة هزيمتنا من فريق اتحاد الشرطة. * ماقرارك في احتراف نجوم الفريق المرشحين للأهلي والزمالك؟ أي مدير فني يتمني استمرار نجوم الفريق وعدم رحيلهم لأي ناد خاصة إن كان ناديا منافسا فالإسماعيلي لايقل عن الأهلي أو الزمالك، ولكن الحقيقة أن كرة القدم مكلفة للغاية وهناك أمور تسويقية تحكم أي ناد ومن يدير المنظومة عليه أن يعيد حساباته قبل اتخاذ أي قرار وأري مثلا أنه لو تم تأجيل التفكير في انتقال مروان محسن أو شوقي السعيد للزمالك أو الأهلي ويتم تسويقهما خارجيا أفضل بكثير والإسماعيلي من أفضل الأندية التي تستطيع فعل ذلك ويجب الاستفادة من تجربة أولاد العم ذئاب الجبل مع محمد صلاح والنني اللذين حققا نجاحا كبيرا عقب رحيلهما للاحتراف الخارجي.. ونصيحتي للاعب والإدارة أغلقا هذا الملف علي الأقل لموسم آخر حتي يتمكن اللاعب الذي يعتبر عمله نادرة في ملاعبنا المصرية من الحصول علي فرصة الاحتراف الخارجي المتميزة ومن ثم سيحقق لناديه ولنفسه مكاسب مادية أكبر. * هل المال يفسد الموهبة؟ أحيانا عند النجوم الذين يظهرون بمستوي متواضع في أوقات معينة ويصبحون خارج نطاق الخدمة نتيجة شغل أنفسهم بالبحث عن عروض خارجية يحصدون من ورائها أموالا أكبر وقد تجد البعض منهم كثير الاعتراض علي الجهاز الفني ويهوون الإسراع بكتابة تغريدة علي صفحاتهم الشخصية "فيسبوك" متهكمين فيها علي أمور لادخل لهم فيها ولكنها تضعهم تحت بند الغرور لشعور كل منهم أنه أفضل لاعب في مصر وبالطبع هذه الأمور تحتاج خطة لتأديب وتهذيب وترويض هذه النوعية من النجوم حتي يعودوا للتركيز في المستطيل الأخضر والابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي وعدم التفكير في العروض الخارجية حتي يستعيدوا مستواهم الفني والبدني ويبتعدوا عن إجبارهم علي الاعتزال المبكر في حالة الاستمرار بنفس الأسلوب. * ما الفارق بين الإسماعيلي مع القماش المدرب الحالي وأحمد حسام وغيره؟ أنا مؤمن بأن الكل يبذل الجهد ومع احترامي للجميع الذين تولوا مهمة تدريب الدراويش أؤكد أن هؤلاء اللاعبين لديهم القدرات والإمكانيات والخبرات والمهارات. * بصراحة ماذا ينقص الإسماعيلي لتحقيق البطولات؟ نعاني من ضعف الموارد المادية الثابتة حيث قلعة الدراويش فقيرة ماليا ونحن نعيش عصر الاحتراف الذي يحتاج فيه الجهاز الفني واللاعبون للأموال لكونها مصدر رزقهم الوحيد كما أن البطولات تحتاج أيضا للأموال التي تدعم الفريق بالإضافات القادرة علي صناعة الفارق مع الدراويش والأهم من كل ذلك تأتي مشكلة الصراعات حول إدارة قلعة الدراويش وهي مشكلة قديمة الأزل وأمنياتي أن يتوحد الجميع علي مصلحة النادي والسعي لعودة انتصاراته القديمة. * هل ستجدد للدراويش بعد نهاية الموسم أم سترحل؟ هذا الكلام سابق لأوانه خاصة أنني أبحث دائما عن الانتصارات والبطولات وحصد المزيد من الألقاب في مشواري التدريبي وأرغب في إسعاد جماهير القلعة الصفراء بشكل دائم لاسيما أنني أعلم أنهم صبروا سنين طويلة من أجل العودة لمنصة التتويج بالبطولات ولو تلقيت عروضا خارجية سأرحل عن التدريب في مصر.