لدي "ستات مصر" ثقة كبيرة في أن الاقتصاد المصري سيتعافي خلال الفترة المقبلة، لكن ثمة مخاوف بشأن مستقبل البلد من الناحية الأمنية، كما أن الإرهاب هو أكثر ما يثير قلقهن، وبالطبع هن متخوفات من الارتفاع المستمر للأسعار. هذا هو جزء من فكر السيدات في مصر ووجهة نظرهن حول مستقبل البلد ودور المرأة فيه خلال الفترة المقبلة، إلا أن الأهم هو استمرار وجود النظرة الإيجابية للسيدات بشأن مستقبل البلاد، بالإضافة إلي النتائج الأخري المتوقعة، مثل زيادة دور المرأة في صنع القرار بالأسرة. توجه النساء المصريات وفكرهن تم دراسته وتحليله من خلال بحث أجرته عدة مؤسسات بحثية من بينها "نيلسن للأبحاث العالمية" و"سي سي بلاس"، حيث تم إجراء الدراسة علي عينة متنوعة من السيدات علي مستوي محافظاتالقاهرة والدلتا.. وروعي أن تعبر العينات عن فئات مجتمعية وأسر مختلفة وبيئات عمل متنوعة. وجاء في نتائج البحث أن نحو 55 % من السيدات يتوقعن تحسن الحالة الاقتصادية للدولة خلال المرحلة المقبلة، لكن هناك مخاوف من مستقبل مصر من الناحية الأمنية والتضخم، كما أن 41 % من السيدات أكدن أن الإرهاب هو أكثر شيء يثير قلقهن مقابل 33 % يقلقن من ارتفاع أسعار الطعام، وبشكل عام ورغم أن الإنفاق علي الأغراض المنزلية يستحوذ علي اهتمام النساء وكذلك الاستثمار في التعليم والتركيز علي التكنولوجيا كوسيلة لتمكين المرأة في التنمية، إلا أن أكثر من ثلث السيدات قلن إنهن يستخدمن التكنولوجيا وأكثر من 70 % منهن قلن إن موقع "فيسبوك" وسيلة التواصل الأولي لديهن. وبحسب الدراسة تبلغ نسبة السيدات في مصر أكثر من النصف ويؤثرن في عملية صنع القرار بنحو متزايد، إذ نري السيدات يتخذن القرارات الرئيسية ليس في الأسر الصغيرة فقط، وإنما في المحيط العام أيضاً، كما أن فهم العوامل التي كونت هذه القرارات هو أمر مهم في مستقبل مصر وسيسهم كثيراً في فهم ما ستكون عليه الدولة خلال السنوات المقبلة. كما أن هناك تطوراً في الطريقة والأسلوب التي تفكر بها السيدات بمصر علي نحو إيجابي، بالإضافة إلي أن أولويات المرأة اليوم هو التغيير، فهن يركزن أكثر علي التكنولوجيا والتعليم العالي، والحاجة للحصول علي وقت ونقود للاستمتاع بالأشياء التي يحبونها. ولفتت الدراسة إلي أن دور المرأة أضحي مؤثراً في المجال العام، في ضوء أن لدينا المزيد من النساء في البرلمان، كما أن المرأة أثبتت نفسها في مجالات عمل شتي، وباتت أكثر استقلالا علي المستوي الاقتصادي، وتبوأت مكانة أفضل تعليماً، ما جعلها أكثر تمكيناً، ويحتاج ذلك إلي أن ينعكس في طريقة مخاطبتنا لها والحوار معها. علي صعيد متصل تضمن البحث الإشارة إلي ثلاثة أنواع من السيدات ذات ميول مختلفة فمنهن "الطموحات" و"الملتزمات بالتقاليد الأسرية" و"المحبات للمرح"، ورغم أن الأسرة تلعب دوراً مهماً في تكوين المرأة عموماً، إلا أن أشياءً أخري يجب أخذها في الاعتبار للوصول والتفكير في تعريف القرارات المأخوذة. كما أن ربع السيدات "طموحات" بالنسبة لخيارات العمل والتعليم التي يأخذنها، كما أنه بالنسبة لهن فإن الأمان الوظيفي هو أكثر ما يقلقهن.. حيث تتمحور قرارات الشراء الخاصة بهن حول تقديم خيارات تعليمية أفضل لأطفالهن وأوضاع مالية آمنة لأسرهن، كما أنهن من أكثر فئات المجتمع استخداماً للتكنولوجيا..وأكثر من نصفهن يعتبرن أن التكنولوجيا جزءاً كبيرا من روتينهن اليومي. أما النوع الثاني "الملتزمات بالتقاليد الأسرية" ويمثلن %36 من نساء مصر فيدفعهن الشغف لتلبية احتياجات الأسرة، ويعتبر هذا أهم أولوياتهن والجانب الأكثر أهمية في حياتهن، كما أن أسعار الطعام هي أكثر ما يقلقهن.. حيث ينفقن أغلب الدخل الأسري علي المنتجات المنزلية.. وشغفهن تجاه الأسرة يمتد للجيران أيضاً، حيث إن 80 % منهن يشعرن بالمسئولية تجاه دعم ومساعدة المجتمع. وربما أكثر شيء مفاجئ هو أن "المحبات للمرح" – وهو النوع الثالث - يمثلن أكبر فئة في المجتمع، وهن الشغوفات بالحياة، وأكثر ما يسعدهن هو السفر والقراءة ومقابلة الأصدقاء، والنجاح يعني بالنسبة لهن قدرتهن علي إدخار المال لإنفاقه علي هواياتهن التي يحبونها ولهذا يقوم 14 % منهن بتوفير النقود شهريا.