باستطاعة الإنسان مقاومة المشاكل اليومية والضغوط النفسية، عبر اكتساب الطاقة الإيجابية التي تمنحه الفرصة للتعامل مع الحياة بحيوية ونشاط بعيدا عن الإحباط والانغماس في أجواء الاكتئاب. وقد لا يعرف كثيرون ما يمكن أن تفعله الطاقة الإيجابية من تغيرات علي سلوك الإنسان، وتحويله من شخص سلبي انعزالي قرر الابتعاد عن العالم إلي آخر لديه رغبة في البناء ورؤية مليئة بالأمل في المستقبل. وإذا كانت الطاقة الإيجابية علماً من العلوم فإنها وجدت منذ القدم واستخدمها أجدادنا الفراعنة في تجديد ذواتهم ومصالحة الطبيعة والكائنات من حولهم، كما أنها تدخل في علاج الكثير من الأمراض، وهو ما يقلِّل استهلاك الناس للأدوية، مما أدي للكثير من المحاولات لعرقلة إقامة مراكز متخصصة في العلاج بالطاقة من قبل أصحاب شركات الأدوية والأطباء. ويقول خالد فرحات الباحث في علوم الطاقة، مُستشار الأكاديمية السويدية لعلوم الطاقة، إن للطاقة الحيوية عدة مسميات كلها تحمل نفس المعني، ففي الهند سميت «برانا» وفي الصين «شي» وفي اليابان «كي» وفي مصر القديمة أطلقوا عليها «كا»، وهي الطاقة التي تملأ الوجود وتمد أجسادنا بالقوة اللازمة للحياة وتهدف إلي إعادة انسجام وتناغم الأعضاء وجعلها في صحة جيدة وبشكل طبيعي، والمصادر الأساسية الخارجية للطاقة الحيوية هي الأرض والشمس والهواء، أما المصادر الداخلية فتتمثل في الغذاء والماء والمشاعر. وهناك العديد من المدارس والأساليب المختلفة التي تعمل علي تنشيط مسارات الطاقة الحيوية وإزالة العوائق وتوجيه الطاقة الحيوية بطرق معينة إلي الجسم، منها ما يعتمد علي أدوات معينة كالإبر الصينية أو أدوات التدليك أو البندول ومنها ما يعتمد فقط علي يد المعالج. تبدأ الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية بالظهور عند الإنسان بسبب انسداد في خطوط الطاقة مما يؤدي إلي عدم وصول الطاقة إلي أعضاء جسم الإنسان. وهناك العديد من الأساليب التي دلنا عليها الله لشفاء هذا الانسداد من خلال علوم الطاقة تعتمد علي تدليك الجسم لتنمية الذهن والنفس من خلال تنظيم الدورة الدموية ودورة السوائل الليمفاوية وتوفر التوازن في نظام الهرمونات، وتحفيز النظام المناعي لأداء دوره بفعالية أكبر فيشكِّل نظاماً وقائياً من الأمراض.. ويخلِّص الجسد من السموم والتشنجات العضلية.. ويضاعف ليونة العمود الفقري والمفاصل مما يحسِّن من حالة العظام. فعلم الطاقة يعتمد علي إعادة التوازن لأجهزة الجسم المختلفة بدون استعمال الأدوية أو المستحضرات العشبية أو المكملات الغذائية. ويوضح فرحات أن التأهيل الحيوي الذي يقدمه الاستشفاء الذاتي بالطاقة يفيد في الوقاية من العديد من الأمراض والمشاكل النفسية أهمها: زيادة قوة العضلات دون تدريبات رياضية، وفقدان نحو 15%من الدهون دون اتباع حمية، الارتقاء بالحالة المزاجية، وإعادة نمو القلب والكبد والنخاع والكليتين وكل الأعضاء التي تضمر مع التقدم في العمر، وتدعيم جهاز المناعة، وخفض ضغط الدم، وضبط مستوي الكوليسترول، وإعادة نمو الشعر، وإزالة النمش وإعادة الحيوية للجلد، والتخلص من السيلوليت، وتقوية البصر والذاكرة وتحسين النوم، وبذلك تساهم علوم الطاقة في تقديم حياة سعيدة بدون مشاكل صحية أو نفسية أو عاطفية لأنها تعتمد علي وقاية الجسم من خلال ضبط جهاز المناعة وضبط مجال الحماية الذي يحيط بنا. ويشير إلي أنه يمكن التخلص فعليا وفي دقائق معدودة من العادات السيئة أو المشاعر السلبية أو المخاوف باستخدام أسلوب التحررمن المشاعر السلبية، فالقدرة علي الشفاء أوالعلاج موجودة لدي الجميع. أما عن طاقة المكان فيشرحها د. خالد قائلا إنه تم تطويرها منذ حوالي خمسة آلاف سنة في الصين، حيث اعتقدوا أن طاقة الحياة غير المرئية تتدفق داخل كل شيء في الحياة، وهي نفس الفلسفة المتبعة في الوخز بالإبر أو العلاج بالإبر الصينية، بمعني أنه إذا كانت الطاقة تتدفق بحرية وبسهولة حول وداخل الجسم، سيظل الشخص سليما ومعافي تماما، أما إذا أصبحت الطاقة أو مساراتها في الجسم راكدة أو مسدودة، أو كان الإنسان عصبيا فغالبا ما ستقع فريسة للأمراض. واعتقد الصينيون أن المباني التي نسكنها تتطلب نفس قدر الانتباه الذي نعطيه لأجسامنا، وطوّروا هذا العلم المعقّد المسمي بشفاء البيئة أو المسكن، وقد أظهرت الملاحظات المستمرة التي دامت قرونا طويلة أن المناطق المختلفة من البيت والأجزاء المختلفة لكل غرفة تجذب طاقات معينة، بالإضافة لأنهم اكتشفوا أن تخطيط الغرف وموقع الأثاث يساعد وينشِّط أو يعيق ويمنع التدفق الهادئ والمتوازن للطاقة. ويضيف: أيضا وجود الفوضي في المكان يمكن أن يعطل سريان الطاقة، وتوقف توزيعها المتناسق وتحولها إلي طاقة مملة وراكدة، ولحسن الحظ أدرك الخبراء أن القيام ببعض التغييرات البسيطة المدروسة التي تعرف بالحلول أو العلاجات، مثل تعليق بعض الكريستالات، أو أجراس الريح، أو استعمال بعض الألوان، وغيرها من الأساليب المختلفة والمتنوعة يعمل علي تصحيح هذا الملل أو الركود في الطاقة وإعادة حياتنا إلي وضعها السليم والطبيعي مرة أخري، وتنشيط طاقة مناطق معينة من المنزل بالألوان والوسائل الأخري السليمة التي يمكنها خلق طاقة أفضل وأصح وتحسن الأوضاع والفرص المختلفة في الحياة عن طريق صنع بعض التغييرات الصغيرة في بيوتنا، ويمكنها أن تؤثر علي كل شيء في أمورنا المالية والصحية، وعلاقاتنا الاجتماعية وحياتنا الروحية. ومنذ آلاف السنين عرفوا تأثير الأشعة الأرضية، وقنوات المياه الجوفية التي تشكل أضرار للإنسان وكانوا قبل بناء المنزل يولون أهمية كبيرة لتحديد أماكن تواجد هذه الأشعة. وتقول مريم عمارة مدربة الطاقة الحيوية والتأمل أن أي كائن علي وجه الأرض تحوطه مجموعة من أيونات الطاقة، مثل الصورة المنتشرة للمسيح عليه السلام وحول رأسه هالة من النور وهي بالفعل متواجدة عند الجميع ولكنها غير مرئية وتختلف درجتها بين كل شخص وآخر، ومن يشعر بها جيدا هو من يعالج بالطاقة، وهو ما يبرر النور علي وجوه أولياء الله الصالحين والشيوخ ممن هم متقربون إلي الله بدرجة كبيرة. وكما يوجد علم لتشريح لجسم الإنسان هناك علم تشريح لهذه الهالة، فبداخلها يوجد مسارات ومراكز للطاقة كل جزء منها مسئول عن أعضاء ووظائف حيوية ونفسية معينة. وتري عمارة أن الله خلقنا جميعا في أحسن تقويم من طاقة إيجابية فقط وهي النور، وتتشابه الطاقة السلبية والإيجابية مع مبدأ النور والظلام إما هذا أو ذاك فلا يمكن أن يجتمعا معا، ويكتسب الإنسان طاقته السلبية طوال حياته نتيجة للأحداث السلبية التي يتعرض لها، من مشاجرات وأحداث سياسية ومجادلات وكراهية وضغائن، فكل ما نهانا الله عنه هو مصدر للطاقة السلبية، وكل ما نحاول فعله هو رفع الوعي الشعبي واستبدال الطاقات السلبية بالإيجابية، لنعيدالجسم للطبيعة التي خلقنا الله عليها، ونعيد هالة الضوء كما كانت لتعمل كدرع واقٍ للإنسان، فكلما ازدادت المشاعر السلبية ضعفت المناعة. وتشير إلي أن الطاقة الإيجابية مع إرشادات الأطباء بإمكانها معالجة أغلب الأمراض، مثل السكر وأمراض القلب والضغط وحصوات الكلي والكبد وغيرها، وتقول إنهم يسعون لتعميم هذه التجارب في أغلب الأماكن، ولكن يهاجمنا الكثير من الأطباء متخيلين أننا سنحتل أماكنهم ونسرق دورهم، علي الرغم أنه لا يمكن لأي معالج بالطاقة أن يعمل إلا تحت إشراف أطباء متخصصين، بالإضافة إلي أباطرة الأدوية الذين يعلِّلون رفضهم لوجودنا بأننا سنقلِّل نسبة الأدوية التي يتعاطاها الشعب، في حين أن علاجا كهذا أصبح معترفا به في دبي وله تصاريح من وزارة الصحة، وهو نفس الحال في أوروبا وقد بدأت أمريكا الاستعانة به داخل المستشفيات بشكل عام.