يُلقب الأطباء مرض ارتفاع ضغط الدم ب«القاتل الصامت»، بسبب أخطاره الشديدة علي الصحة، واحتمالية ارتفاعه بشكل مفاجئ دون أي أعراض مما قد يؤدي للوفاة بالحال، إضافة لانتشاره بصورة كبيرة بين كبار السن وحتي الشباب. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هناك زيادة بأعداد المصابين بارتفاع ضغط الدم في العالم بمعدل واحد من بين كل 5 بالغين، حيث تتسبب مضاعفات الارتفاع المفرط في ضغط الدم في وفاة 9.4 مليون مريض علي مستوي العالم، مما ينذر بكارثة خاصة أن العلاجات المتاحة له تختلف باختلاف الدول ومدي مستواها الطبي. وأشارت إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية، أن هناك أكثر من مليار حالة تصاب بارتفاع ضغط الدم سنوياً، منهم أكثر من 16 مليون مريض بمصر، وأشارت إلي أن كثيرا من المصابين بارتفاع ضغط الدم في البلدان النامية لا يدركون مرضهم، لأنه لا يتاح لهم الحصول علي العلاج الذي يمكن أن يسيطر علي ضغط دمهم، ويخفض بشكل كبير مخاطر وفاتهم أو إصابتهم بالعجز من جراء الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، علي الرغم من أن الارتفاع المفرط لضغط الدم وعلاجه والسيطرة عليه من الأولويات الصحية الهامة في جميع أنحاء العالم. يقاس ضغط الدم بوحده تسمي «مليمتر زئبق»، ويبلغ ضغط الدم الطبيعي للشخص البالغ «120 مليمتر/ زئبق» مع ضغط الدم الانقباضي المضخ بالقلب، والذي يبلغ «80 مليمتر/ زئبق»، وذلك مع ارتخاء القلب، ويعتبر ضغط الدم مرتفعا عندما يبلغ ضغط الدم الانقباضي «140مليمتر/ زئبق» أو أكثر، أو يبلغ ضغط الدم الانبساطي «90 مليمتر/ زئبق» أو أكثر. الدكتور محمد محسن رئيس الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، أكد أن معدل ضغط الدم الطبيعي عند الإنسان 120/80 ، وهو المعدل الطبيعي والمعروف لدي المرضي، وإذا زاد هذا المعدل عن الطبيعي يؤدي للتعرض إلي السكتة الدماغية أو أمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي وفقد البصر، يضيف أن خطورة ارتفاع ضغط الدم تكمن في ارتفاعه بصورة مفاجأة دون أي مقدمات ودون أعراض واضحة مع اختلاف الأشخاص الذين قد يشعرون بأعراض محددة منها الصداع وزيادة ضربات القلب والدوار وصعوبة في التنفس. كما يؤكد أن ارتفاع ضغط الدم من الامراض التي يفضل معها الوقاية خير من العلاج، ويجب الوقاية من ارتفاع ضغط الدم عند بلوغ الشخص 18 عاما، فلابد من قياس الضغط مرتين علي الأقل كل عام، ومن سن 19 عاما إلي 40 لابد من قياس ضغط الدم يومياً لاكتشاف تعرضه لارتفاع في ضغط الدم من عدمه، وإذا تمت ملاحظة ارتفاع ضغط الدم يتم قياسه عدة مرات خلال اليوم. يضيف محسن، أن الارتفاع في ضغط الدم قد يكون مع بعض الحالات مصاحبا للإصابة بمرض آخر أو نتيجة لتناول بعض الأدوية للتعافي من أمراض أخري وعلي رأسها أدوية علاج الاحتقان ونزلات البرد، وشدد علي أهمية عدم الإفراط في تناول الأدوية المسكنة لإنها تأتي أحد أهم أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مشيراً إلي أن هناك عقارات أخري يتم تناولها تتسبب في الإصابة بارتفاع ضغط الدم منها أمراض الكلي وأمراض الغدة وقد يتسبب ضيق التنفس المتكرر أيضاً في الإصابة به.. من جانبه، يقول الدكتور خالد حمزة استشاري أمراض القلب، إن ارتفاع ضغط الدم يعد من أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان، وذلك لأنه قد يكون مصابا به دون أن يكون علي دراية بذلك حيث إن أعراضه في الغالب تكون غير واضحة رغم كمية الضرر التي يلحقها بالجسم وخاصة بالقلب والأوعية الدموية فيسبب الأزمات القلبية والقصور بشرايين القلب والسكتتات الدماغية. وعن أسباب ارتفاع ضغط الدم يقول تتنوع أسباب الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم وأهمها الزيادة في الوزن والسمنة المفرطة حيث إنها تسبب إضطرابات وخلل في معظم أجهزة الجسم فترتفع معدلات ضخ الدم عن معدلها الطبيعي، لذلك لابد من ممارسة الرياضة وبصورة يومية والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة لتفادي الإصابة بالسمنة وأضرارها والإصابة بارتفاع ضغط الدم الذي يدمر معظم أجهزة الجسم فهو يؤثر علي الدماغ وقد يسبب فقدان الذاكرة ، وعلي الكلي حيث يؤدي إلي تلف الأوعية الدموية، وعلي العين يتسبب في ضيق الأوعية الدموية بها ولذلك فقد يؤدي إلي الإصابة بالعمي. أضاف، ومن أحد عوامل الإصابة بارتفاع ضغط الدم الشيخوخة أو التقدم في العمر حيث إنه مع التقدم في العمر يصبح الإنسان أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم وخاصة مع بداية عمر الخمسين بالنسبة للرجال والستين بالنسبة للسيدات، أيضاً هناك العامل الوراثي فإذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولي مصاباً به يحتمل إصابتك به بدرجة كبيرة، كما يعتبر شرب الخمر وتدخين السجائر من مسببات الإصابة وذلك لما يلاحقون من ضرر كبير بالأوعية الدموية، فلابد من الابتعاد عن تناولها كما يجب الابتعاد عن التوتر وتجنب الضغوط اليومية التي نتعرض لها بقدر الإمكان لأنها أحد أهم العوامل التي تسبب الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم. ويقدم حمزة نصيحة لمرضي ارتفاع ضغط الدم، وأيضاً للوقاية منه، بتناول الأطعمة الهامة والمفيدة للجسم كالخضراوات والأسماك والبيض واللبن قليل الدسم والزبادي والبقوليات والبطاطس والسبانخ في مقابل الابتعاد عن تناول الوجبات التي تحتوي علي كميات عالية من الملح حيث إنه يساعد في ارتفاع ضغط الدم، مع المحافظة علي تناول السوائل بكثرة وخاصة الماء فيجب تناول ما لا يقل عن 8 أكواب يومياً. أما عن العلاج، فقال إنه يتمثل في وصف أدوية معظمها مدرة للبول للتخلص من الماء عن طريق الكلي فينخفض ضغط الدم ، كما يمكن وصف أدوية مثبطات البيتا والتي تعمل علي خفض الضغط علي القلب وتوسيع واسترخاء الأوعية الدموية فتخفض ضغط الدم، مضيفاً أن هناك أدوية خاصة بمرضي الكلي المصابين بارتفاع ضغط الدم مثل عقار لوزراتان، فعلي الارجح تكون معظم أدوية ارتفاع ضغط الدم باسطة للعضلات والأوعية الدموية ومنظمة لضربات القلب، وبجانب الأدوية لابد من وضع نظام صحي يتبعه المريض يحتوي علي الاطعمة الصحية للجسم والقليل من الملح مع الانتظام في عمل التمارين الرياضية التي تحسن من أداء أنظمة الجسم وتحمية وتجنبه السمنة، كما أنه عند وصف العلاج يتم مراعاة إذا كان المريض مصاب بأمراض أخري كأمراض القلب أو الكلي أو السكري أم لا مع الاهتمام بالفئة العمرية. الدكتور إيهاب داوود استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية، قال إن معظم مرضي ارتفاع ضغط الدم يتلقون علاجاً لحالاتهم، إلا أن الكثير منهم لا يتمكنون من الوصول إلي المعدلات الطبيعية لضغط الدم الصحي، لأنهم يعانون مما يعرف طبياً بارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج، ويمكن تعريف هذا المرض بأنه ارتفاع مزمن في ضغط الدم لا يستجيب للعلاج مما يؤدي إلي مشاكل خطيرة بالصحة، مضيفاً أن ما يقرب من ثلث مرضي ارتفاع ضغط الدم لا يستجيبون للعلاج، ولذلك هناك اتجاه جديد لعلاج ارتفاع ضغط الدم بعيداً عن الأدوية من خلال وقف نشاط العصب السمبثاوي الذي يؤثر علي الأجهزة الحيوية التي تنظم ضغط الدم مثل القلب والأوعية الدموية عن طريق عمل قسطرة لتعديل نشاط الأعصاب المؤدية من وإلي الكلي، وهي أجزاء من العصب السمبثاوي، ولكن هذه التقنية غير معمول بها بصورة فعالة حتي الآن فالأدوية هي الطريق المتبع حتي الآن رغم أن معظم المرضي لم يستجيبوا لها.