"عفواً لا يوجد لدينا كهرباء، وممنوع استخدام التليفونات"، لافتة كفيلة بمغادرتك أي فندق تذهب إليه من أول لحظة، لكن الوضع هنا في "أدرير أميلال" Adrère Amellal، بسيوة، مختلف تماماً الحقيقة المؤكدة أنه أحد أغرب الفنادق في العالم، ويقع في صحراء سيوة، التي تبعد حوالي 300 كيلو متر عن ساحل البحر المتوسط إلي الجنوب الغربي من مرسي مطروح، وهو فندق رملي يحتوي علي 40 غرفة بها ديكور مستوحي من حياة سكان صحراء سيوة، لا توجد بالفندق كهرباء، ولا هواتف في الغرف، كما يُمنع تماماً استخدام الهواتف المحمولة في الأماكن العامة، وتستخدم الشموع للإنارة ليلاً. طُهاة المطعم يقدمون أكل النزلاء باستخدام الطرق التقليدية، التي يعتمد فيها علي الخضار الطبيعي المقطوف مباشرة من حديقة الفندق. وفي ظل الصخب الذي يعيشه الناس في حياتهم اليومية الحضارية، بات الكثير من السياح يبحثون عن ملجأ يقطعهم عن العالم الصخب، لذا وجدوا في هذا الفندق ملاذاً لهم علي غرار ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، وزوجته كاميلا، اللذين زارا الفندق في وقت سابق. سعر الغرفة في الفندق يبدأ من 460 جنيهاً إسترلينياً في الليلة، أي أكثر من 4660 جنيهاً مصرياً، وأبوابه ترابية وجدرانه من الصخور الملحية، كما توجد به أشجار النخيل التي تمنح الظل لساحة الفندق المكشوفة. ويتميز الفندق بأبواب ترابية تمتص الحرارة في النهار ثم تعكسها في الليل لتمنح الدفء، وتحيط به 7 بحيرات ملحية وأشجار زيتون علي امتداد 25 كيلو متراً. وتُعد واحة سيوة واحدة من المزارات السياحية المهمة في العشرين عاما الأخيرة، رغم أنها من أقدم المواقع وأعتقها. وحولها نُسج الكثير من القصص والأساطير والتكهنات التي يحاول البعض إثباتها ويحاول آخرون نفيها. موقعها النائي في صحراء مصر الغربية وعادات أهلها وتقاليدهم المختلفة عن بقية سكان مصر ولغتهم الخاصة بهم جميعها عوامل زادت من انجذاب السياح إليها، مما شجع علي اتخاذ خطوات تسهل زيارة تلك البقعة في الأرض الحمراء. وواحة سيوة هي الأبعد بين الواحات الأخري، البحرية، والفرافرة، والداخلة، والخارجة، وظلت بسكانها شبه منفصلة عن مصر إلي أواخر القرن التاسع عشر. والواحة تقدم كل ما يداعب خيالك من أشجار النخيل المتعانقة حول بحيرات الماء العذبة والمالحة وكثبان رملية عملاقة وأطلال المدن الطينية المتبقية التي تشهد علي شهرة سيوة منذ العصور الإغريقية الرومانية، حتي أن البعض يؤمن بوجود قبر الإسكندر الأكبر فيها. وتضم واحة سيوة أو "شالي" عدة معالم أثرية يرجع تاريخها إلي العصر الفرعوني والروماني ومن أهم المعالم السياحية والأثرية بها معبد جوبيتر آمون، ومعبد الخزينة، وجبل الموتي الذي يضم مقابر فرعونية ترجع إلي الأسرة 26، وكذلك القاعدة التي توج فيها الإسكندر الأكبر. كما تمتاز الواحة برمالها البيضاء الساخنة التي لها من الخواص ما يجعلها قادرة علي علاج الكثير من الأمراض الروماتيزمية و آلام المفاصل و آلام العمود الفقري أما أهم العيون والآبار في سيوة فهي حمام كليوباترا وعين العرايس وفنطاس وملول والحموات كما تمتاز بمناخ جاف طوال العام، والمياه الساخنة بالواحة تنقسم إلي نوعين مياه ساخنة عادية ومياه ساخنة كبريتية تستخدم علميًا علي نطاق واسع في العالم حيث يتم معالجة نوع خاص من الطين بهذه المياه، ويتم استخدامها في علاج الكثير من الأمراض الجلدية ومشاكل البشرة, كما يمكن استخدامها أيضاً في علاج الجهاز التنفسي.