كل أم تشعر بالحيرة في المكان المناسب الذي يمكن أن تترك فيه طفلها إذا كانت امرأة عاملة، لكي تذهب كل يوم لعملها، وتفاضل الأم عادة ما بين دور الحضانة أو الجدة، مؤخراً كشفت دراسة علمية أمريكية أجراها مجموعة من الباحثين أن ترك الطفل للجد أو الجدة أفضل بكثير من دور الحضانة خاصة من الناحية الذهنية، لأن ذلك يساهم بشكل أكبر في تنمية مهاراته العقلية وتنمية النطق لديه بشكل أفضل. الإخصائية النفسية إلهام سعادة قالت إن ترك الطفل للجد أو الجدة أفضل بكثير، لأنه سيجد الرعاية والحنان والقرب والعطف عليه، ما يجعله يشعر بالاطمئنان بشكل أفضل، وهذا يساعد في تنمية قدراته العقلية، ويعزز من قدراته علي النطق. تتابع: الأم العاملة عادة تواجه مشكلة كبيرة في اختيار المكان المناسب الذي تترك فيه صغيرها، خاصة إذا كانت تقضي في العمل ساعات طويلة، وبالتالي دور الحضانة لا تكون أفضل حل، خاصة خلال الشهور الأولي من عمر الطفل، كونه يحتاج إلي رعاية كبيرة والإحساس بالدفء والحنان، وهذا لن يشعر به وسط العديد من الأطفال في دور الحضانة، لأن المربية هنا ستولي اهتماما لأكثر من طفل في نفس الوقت، وربما تهمل بعض الأطفال، ولا تستطيع أن تولي كل طفل الاهتمام الذي يحتاجه، أما الجد أو الجدة فهما الأقرب إلي الطفل وسيكون هو شاغلهم الشاغل، وسيوفرون له المزيد من الاهتمام والرعاية. وتوضح إلهام أن بعض دور الحضانة لا يكون فيها الاهتمام الكافي، ويكون الاهتمام فقط بالطعام والشراب، ولا توجد "ملاغاة" للطفل أو محاولة لجذب انتباهه والحديث إليه، موضحة أن الاهتمام يجب أن يكون من الناحية النفسية والصحية أيضاً، فهناك بعض دور الحضانة التي لا تهتم بنظافة الطفل، وبالتالي تجعله عرضة للإصابة ببعض الأمراض. وأشارت إلي أن الأم عليها أن تهتم بترك الطفل مع جده أو جدته ولا تلجأ لدور الحضانة إلا في حالة الضرورة القصوي، حتي تساعد في بناء طفلها بشكل سليم من الناحية الذهنية والنفسية والصحية، موضحة أن الطفل خلال السنة الأولي من عمره يحتاج إلي تعامل خاص بما يساهم في نموه العقلي والذهني.