لا يمكن لأحد أن ينكر أن الراحل محمد حسنين هيكل كان من أهم الصحفيين بتأثيره القوي في الرأي العام المصري خلال عقدين لقربه الشديد من السلطة ممثله في الرئيس عبد الناصر كان فيهما محل الثقة الأول وصاحب كل المعلومات التي لا يستطيع غيره الحصول عليها أو التجرؤ علي نشرها فالثقة بينهما كانت عماد التعامل وعلي الرغم من اختلاف عبد الناصر مع عددٍ كبير من الصحفيين وتم منع بعضهم من الكتابة والبعض الآخر اعتُقل وأُممت الصحافة أيضاً فلم يجرِ بينهما شقاق وبقيت مقالته في الأهرام التي تحتل جزءاً من الصفحة الأولي والثالثة بأكملها هي الأقوي والأبقي ومرجعٌ سياسي هام للباحثين والسياسيين في العالم العربي وبجلوس الرئيس السادات علي كرسي الحكم أصبح هيكل من أول وأهم المعارضين له فسياسته لم تتوافق أو تتطابق مع سلفه فالمعارضة هي منهجه الذي استمر في عهد الرئيس حسني مبارك ..شغل هيكل منصب وزير الإعلام لشهور قليلة عام 70 وكتب (فلسفه الثورة) عام 1954و(أزمة المثقفين)عام 1961 ويحمل دعوة للمثقفين لخدمة النظام والالتحام معه و(خريف الغضب) وتنوعت فيه الآراء بين مؤيد ومعارض لتعرضه للرئيس السادات كنشأة وجذور ..والمرة الوحيدة التي التقيته فيها عندما اصطحبني أخي الأكبر لزيارته بأحد المستشفيات وكان يخضع لبعض الفحوصات الطبية قابلنا بترحاب لصداقته بأخي وكانت جلسه مليئة بالآراء والأفكار السياسية الهامة وسألني عما أنوي فعله بمستقبلي وكنت لم ألتحق بمرحلتي الجامعية بعد فأجبت أنوي العمل بالصحافة فقال اعتبري نفسك ضمن قافلة الأهرام وقدر لي الله أن التحق بملحق الأخبار الذي كان يرأسه الكاتب الراحل رشدي صالح ومنه اصطحابا لآخر ساعة وجدد العرض لألتحق بالأهرام رغم عدم وجود هيكل علي رأسه فجاءه ردي بعدم إمكانية هذا لحبي وارتباطي بالمكان وإحساسي بالانتماء له وسط صحبة من أساطين الصحافة معلمين وأساتذة وزملاء ننتمي فيها لمدرسة عريقة هي صحافة أخبار اليوم وهي من قدمت للصحافة المصرية والعربية كل الأسماء البارزة واللامعة في عالم الصحافة وتخرج فيها هيكل وآخرون.