❊❊ نسخة نادرة من النشيد الوطني الأمريكي تتضمن الأشعار المكتوبة في صفحتين ، وتوزيع الألحان عرضها مواطن في مزاد ، وتم بيعها ب500 ألف دولار، برر القائمون علي المزاد أرتفاع سعر البيع ، بأنها النسخة الوحيدة الباقية خارج المؤسسات الرسمية ، التي تحتفظ بأصل النشيد. كان ذلك في أوائل السبعينيات عندما التقيت بصفية العمري لأول مرة في مبني التليفزيون مع أكثر من عشر فتيات تقدمن لامتحان المذيعات في التليفزيون.. وأذكر جيدا أنني أخذتهن لالتقاط صورة جماعية أمام المبني. كانت بينهن فتاة جميلة ذات عيون ساحرة.. وجلست إلي جانبها أحدثها.. وعرفت طبعا أنها جاءت لتتقدم إلي امتحان المذيعات.. وأذكر أنني سألتها عن اسمها قالت »صفية العمري« هل أنت قريبة الدكتورة العمري الذي كان يدرسنا لنا مادة الإحصاء في الجامعة؟ نعم.. والحقيقة أنني كنت متحمسة لها لحضورها وخفة ظلها أضف إلي ذلك أنها شخصية اجتماعية.. وبعد ظهور نتيجة امتحان المذيعات لم أجد اسمها في اللاتي اختارهن التليفزيون كمذيعات بالرغم من أنهن كن أقل جمالا وأقل حضورا.. ولم أرها بعد ذلك كمذيعة. كانت صفية قد تخرجت في كلية التجارة.. ودرست اللغة الروسية إلي جانب إجادتها للفرنسية والإنجليزية.. حيما قابلها شكري راغب الرئيس الأسبق للأوبرا قال لها »خسارة أنك تحبس نفسك في عمل إداري فإنك تمتلكين كل مؤهلات النجمة«.. عملت بالمسرح فترة قصيرة.. واكتشفها المنتج رمسيس نجيب مكتشف النجوم وقدمها في فيلم »العذاب فوق شفاه تبتسم« إخراج حسن الإمام.. ومرت الأيام.. وشاهدتها علي الشاشة.. وكما توقعت لها حضورا كبيرا وخفة ظل. ❊❊❊ لم تكن السينما وقتها ترحب بالوجوه الجديدة مكتفية بنجوم الستينيات الذين يعرفون بجيل ما بعد حرب يونيو 1967، وكان من الصعب أن تجد صفية لنفسها مكانا بين نجمات السبعينيات.. وكان المشوار شاقا.. ومع ذلك استطاعت صفية أن تجد لنفسها مكانا بين نجمات السبعينيات. وتزوجت الفنان جلال عيسي الذي رشحها للسينما وأنجبت منه ولدين وبدأ نجمها في الصعوط بينما نجمه في الهبوط. رفضت صفية أن يطلق عليها »نجمة الإغراء« بعد هذين الفيلمين ولم تدخل هذا الإطار لأنها تستطيع أن تؤدي كل الأدوار وكل الأنماط. ❊❊❊ لفتت صفية الأنظار بدورها في مسلسل »الأيام« لطه حسين عميد الأدب العربي.. والذي مثلته أمام أحمد زكي الذي أدي شخصية طه حسين حيث قامت بدور زوجته الفرنسية سوزان. أما الشخصية التي صنعت نجوميتها فهي شخصية المرأة الأرستقراطية »نازك السلحدار« مع صلاح السعدني ويحيي الفخراني.. وهو المسلسل الذي كنا ننتظره كل يوم ولانزال نذكرها حتي اليوم. استطاعت صفية أن تقدم كل الشخصيات المختلفة سواء الرومانسية أو المرأة المطحونة أو سيدة مجتمع. وفي كل هذه الأدوار كانت صفية امرأة قوية الشخصية يتساوي ذلك كونها فتاة في مقتبل العمر.. أوسيدة ناجحة أو أما لرجال كبار في »الحرافيش« لنجيب محفوظ، وحتي آخر أفلامها قدمت بتحد بالغ دور أم الممثل الكبير محمود حميدة. ❊❊❊ قدمت صفية علي مدار هذه السنين 50 فيلما .. فقد كانت ترفض الكثير من السيناريوهات التي عرضت عليها إما لتفاهتها أو أنها لم تجد نفسها فيها ولم تمثل نوعية الأفلام »الهلس«. ومن أهم أفلامها أول فيلم لها »العذاب فوق شفاه تبتسم« و»حب لايري الشمس« و»العذاب امرأة« و»علي باب الوزير« و»البيه البواب« و»ليل وخونة«. كما مثلت مع أكبر المخرجين يوسف شاهين في »المهاجر« ومع بركات »نوارة والوحش« و»الأرملة والشيطان« ومع صلاح أبو سيف في فيلم »البداية« و»المواطن المصري«.. أذكر أنني سافرت معها لحضور مهرجان موسكو السينمائي الدولي مع الفيلم الذي اشترك في المسابقة الدولية وهو »المواطن مصري« الذي شارك في بطولته عمر الشريف. وقد وجد الفيلم استحسانا كبيرا عند الروس.. رغم عدم فوزه بجائزة. كما سافرنا معا أيضا إلي أمريكا في رحلة الفنانين »في حب مصر« وعرفتها أكثر. إن صفية علي المستوي الإنساني امرأة عشرية بالرغم من أنها لاتظهر كثيرا في المناسبات والمجتمعات الفنية. ❊❊❊ وكان نتيجة مشوارها الطويل هذا وبعد أدائها لدور أثناء وبعد زلزال أكتوبر 1992 الشهير الذي وقع في مصر.. قررت منظمة الأممالمتحدة اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة كأول ممثلة مصرية تفوز بهذا المنصب الشرفي.. وبهذا سافرت صفية معظم بلاد العالم شرقا وغربا.. وأهمها دول العالم الثالث لتدافع عن قضايا الجوع والمطحونين وتشارك في الحفلات الكبري التي تنظمها المنظمة الدولية.. كما كانت تحتج دائما علي الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.. واعتداءاتها في لبنان ومذبحتها الشهيرة في قانا بالجنوب اللبناني. قالت لي صفية إنها لم تجد أي تعارض بين كونها فنانة وبين مشاركتها في العمل العام.. وهو ماتفعله الكثيرات من ممثلات هوليوود، وعلي الفنان أن يهتم بهموم وقضايا بلده ويساهم في إيجاد الحلول لها.