كان الفرنسيون من أكثر الشعوب ولعاً بصناعة الأثاث في الماضي، حيث تطورت تصميمات الأثاث من حقبة إلي أخري بما يتناسب مع التغيرات المجتمعية آنذاك، لاسيما في الفترة ما بين عهد لويس الثالث عشر إلي عهد لويس السادس عشر، التي شهدت انعكاساً قوياً لطرز الأثاث وأنماطه في شرق آسيا علي أسلوب التصميم الفرنسي في الأثاث في البداية يتمثل في طريقة الحفر والتطعيم علي الأجزاء الخارجية له، ليتخذ بعد ذلك أسلوباً مميزاً خاصاً به. وتلقي الصالونات المذهبة من طراز لويس الخامس عشر والسادس عشر رواجاً وإقبالاً واسعاً من بين مثيلاتها من أنواع الصالونات الأخري لدي محبي الأثاث التقليدي، لما تتسم به من مقومات الرفاهية المطلقة والذوق الرفيع، حيث يشير مصمم الديكور عمرو عبدالهادي إلي أن أبرز معالم صالون لويس هو الانحناءات البسيطة مع وجود الزخارف بطرق ناعمة علي قماش التنجيد الخاص به، وهو ما يتماشي مع صغر حجمه وأرجله المنحنية مقارنة بصالون لويس الرابع عشر الذي يتسم بكبر حجم الأرائك والكراسي التي تزود بدعامات إضافية من أجل تحمل الوزن الثقيل. يتابع: يمكن معالجة مسألة صغر حجم صالون لويس الخامس عشر عبر وضع مكونات أخري تملأ المكان نسبياً بهدف سد الفراغات خاصة إذا كانت مساحة الغرفة كبيرة، فيمكن استخدام الطاولات الجانبية مع وضع شمعدان فضي أو ذهبي أعلاها، أو وضع أباجورة ملونة تتماشي مع لون تنجيد القماش نفسه ، ومن الأفضل اختيار سجادة داكنة من اللون الأحمر أو البني المبرقش بحيث تتماهي مع لون قماش الصالون نفسه بصورة أكثر واقعية. أما صالونات لويس السادس عشر فهي تتميز بالأرجل شبه المستقيمة علي شكل مخروطي مميز وتصنع من خشب الزان والجميز، حيث يوضح عبدالهادي أن هذا الطراز لم يشهد استحداثاً كبيراً في نمط الزخارف والنقوش، فظل يعتمد علي النقوش الهادئة مستوحاة من التصميمات السابقة، فيما عدا تطورات بسيطة طالت الشكل الخارجي له.