تداولت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا أخبارا عن نشطاء نوبيين يتبادلون التهاني بمناسبة افتتاح مجري سد النهضة الأثيوبي، أثارت هذه الأخبار غضب عموم النوبيين لما تشكله من تشكيك في وطنيتهم. "آخرساعة" ناقشت هذه الروايات المشكوك في صحتها حتي الآن لمعرفة حقيقة ما تم ترويجه إعلاميا. في هذا الإطار يري عبده سليم رئيس الاتحاد النوعي للجمعيات النوبية أن بناء سد النهضة جزء من المؤامرة الكبري علي الشرق الأوسط لتحويله إلي شرق أوسط كبير، هناك بعض القوي المعادية لمصر وعلي رأسها إسرائيل تحاول جاهدة نقل جزء من مياه النيل إلي أراضيها. ويستنكر سليم أن تكون القضية النوبية سببا في تأجيج الأوضاع في أثيوبيا لأن هذا المخطط بدأته إسرائيل منذ إحداث ترعة السلام التي كان الهدف منها نقل جزء من مياه النيل إلي أراضيها، مؤكدا أن السبب الحقيقي في تأجيج الأوضاع هو الصراعات التي يفتعلها الغرب في الشرق الأوسط كتحويل العراق لمنطقة صراع في عام 2003 وإشعال الصراعات المذهبية في أفغانستان بهدف استغلال الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط. يتابع: لا أحد ينكر حق أي دولة في البناء والتعمير والتنمية ولكن بشرط ألا يضر هذا البناء بحقوق دولة أخري وحق مصر في مياه النيل ومياه الأمطار من المصب إلي المنبع حق يكفله القانون الدولي واليونسكو والأمم المتحدة والمحاكم الدولية ومصر لن تتنازل أبدا عن هذا الحق، ولكن بعد أن باءت المباحثات ال12 بالفشل فهذه دلالة علي تعنت الجانب الأثيوبي مع مصر ونحن لاحظنا أن هناك فارقا بين الإرادة الشعبية والسياسة الحكومية لذلك يجب ألا تتنازل مصر عن حقها في حال استمرار هذا التعنت حتي إن وصل الأمر للحلول العسكرية. ويرفض رئيس الاتحاد الترويج لفكرة كراهية أفريقيا لمصر واستغلال القضية النوبية في هذا الأمر مدللا علي ذلك بجهود الرئيس السيسي لوضع مصر في مكانة عالمية جيدة وأهم مؤشر لذلك أن أفريقيا نفسها اختارت مصر لرئاسة المؤتمر الأفريقي بالأمم المتحدة وهذا يعد بمثابة وكالة لمصر للتحدث عن مشاكل أفريقيا مؤكدا إن كان هناك أخطاء لدي الأنظمة السابقة تجاه الملف الأفريقي فوضع مصر الحالي في مجلس الأمن كفيل بإعادة مصر لثقلها القديم. ويضيف من يربط القضية النوبية بسد النهضة فهو شخص يعاني من القصور الفكري وعدم القراءة الجيدة للأوضاع فلا يوجد مبرر واحد لتعليق أحلامهم بالعودة علي شماعة أثيوبيا لأن السبب الحقيقي في تأخر الحلول هو فشل النوبيين أنفسهم في إدارة هذه الأزمة مؤكدا أن هذا التوقيت بالتحديد تشهد القضية النوبية تطورا هائلا في طريقة الحلول بعد إعلان الرئيس السيسي مؤخرا إعلان مشروع التنمية وإعادة التوطين للنوبيين. أما حسام عبد اللطيف منسق ائتلاف العودة النوبية فيرفض التحدث في هذه القضية ويقول نحن كمجموعة عمل نوبية نرفض تماما التحدث في هذا الأمر وأن هذا الملف تتولاه الدولة لأنه يهم جميع المصريين مؤكدا أن هناك بعض وسائل الإعلام تحاول الزج بنا واغتصاب تصريحات منا لترويجها لصالح سد النهضة لذلك قررنا عدم الحديث في هذا الموضوع.. ويضيف: تم الاتصال بنا من أحد القنوات الفضائية وتم توجيه سؤال لي بشكل مباشر صيغته "لماذا لا تتعاطفون مع أبناء عمومتكم من شعب الأورمو؟" ولأننا نرفض أن يزج بنا في مشاكل رفضنا التحدث إليهم وأنا هنا أتحدث بلسان جموع الشباب النوبيين ونؤكد من خلالكم أننا نرفض هذا الخطاب العدائي فالنوبة كانت ومازالت ولا تزال صمام أمان الجنوب وإن تم التضحية بأراضي أجدادنا لأجل مصر فلن نبخل أبدا في دعم مصر في مخططات التنمية والرخاء. يواصل: المادة 236 من الدستور تعطي لجميع النوبيين حقوقهم واعترفت بحق عودتهم إلي مناطقهم الأصلية وهذا أكبر دليل علي أن النوبيين سيحصلون علي حقوقهم من خلال الدستور وليس من خلال أجندات خارجية، مضيفا أن الحديث بشأن دفاع أثيوبيا عن حقوق النوبيين "عبث وخرافة" فأثيوبيا ليست معنية بحقوقنا أو حتي التحدث عنها والأولي لها أن تتحدث عن حقوق 90% من الشعب الأثيوبي الذي سيضار من بناء هذا السد، والكل يعلم جيدا أن هذا مخطط لإفقار مصر مائيا وتجويعها. يحيي مختار روائي حاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في الأدب يقول بناء سد النهضة يمثل خطورة علي مصر والسودان وأنا كنوبي من أبناء النيل أقول هذا النيل أجراه الله عز وجل ولن يوقفة فرد أو دولة ويجب أن نقف جميعا ضد هذا التعنت وقفة واحدة ومن يقول غير ذلك فإما جاهل وإما خائن، فهناك بعض النوبيين غير واعين وغير مدركين لخطورة بناء هذا السد ولديهم نظرة قاصرة للأمور يجب أن يتخطوها بالنظر للأمر برؤية شاملة للدولة وللنيل كرافد مهم من روافد الوجود المصري.. كما يجب أن يعلموا جيدا أن مصر لم تسئ للنوبيين لكن هناك فقط أخطاء بيروقراطية في عملية تنفيذ التهجير، قدر النوبة أنها قريبة من مكان السد العالي والدليل أن فكرة بناء السدود ليست مقصورة علي مصر فقط وفي الصين الآن يتم بناء أكبر السدود.. ويضيف إذا افترضنا أن بناء سد النهضة سيعيد الأراضي النوبية للظهور بعد أن تجف مياه النيل فبماذا سيستفيد النوبيون من العودة لأرض جافة كيف سيزرعونها وما الذي ينجحون في تحقيقه بعد تحول هذه الأراضي إلي أطلال بل تحول الحضارة المصرية إلي أطلال، فحتي إن عادوا سيعودون عرايا من اللغة النوبية والعادات والتقاليد وكل القيم التي تربينا عليها.