حشو المخدر بشكل سرى فى الحقائب لتهريبه رصدت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية وجود هجمة شرسة علي مصر لإغراقها بالسموم البيضاء، وأكد مدير الإدارة اللواء أحمد الخولي أنه تم إحباط محاولات تهريب كميات كبيرة من مخدر الكوكايين قبل دخولها البلاد عبر مطار القاهرة.. ما هو مخدر الكوكايين؟ وما أحدث طرق تهريبه؟ وكم يبلغ سعر الجرام منه؟ وما هي أعراضه ومدي خطورته؟ كلها أسئلة يجيب عنها القيادات الأمنية وخبراء علم النفس في سياق التحقيق التالي. يكشف مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء أحمد الخولي ل"آخرساعة" أن هناك هجمة شرسة لمخدر الكوكايين علي مصر، ظهر ذلك من حجم مضبوطاته حيث تم ضبط 25 كيلو جراما منه قبل دخولها البلاد خلال عام 2015 وهذه الكمية كبيرة جداً بالمقارنة بالكميات التي كان يتم ضبطها خلال الأعوام السابقة، موضحاً أن هذا المخدر يستنزف موارد الدولة وله تأثير كبير علي ضعف الاقتصاد لأنه حتي يتم شراؤه لابد من تحويل الأموال إلي خارج مصر ويكون التعامل بالعملة الصعبة حيث يتم تحويل العملة من الجنيه إلي الدولار أو اليورو ، كما أنه يؤدي إلي الانتحار لأنه يصيب متعاطيه بإدمان نفسي شديد . ويشير اللواء الخولي إلي أن هناك مافيا عالمية تتحكم في هذا المخدر، لأنه يعتبر من أقوي وأشد أنواع المخدرات خطورة علي مستوي العالم، هو والهيروين متشابهان، لكن الكوكايين يصنع من مصدر مختلف عن الهيروين، فالأول يستخلص من أوراق نبات الكوكا الذي ينمو في أمريكا الجنوبية وكان يضعه الأهالي هناك مع الشاي ويشربونه للانتعاش والتغلب علي التعب ، وكان يستخدم كمخدر موضعي في جراحات العين والأنف والحلق لأن هذه المادة تضيق الأوعية الدموية وتمنع النزيف، لكن في عام 1906 تم إدراجه علي جدول المواد المخدرة ومنع تداوله بالصيدليات، وهناك تكثيف وتشديدات أمنية بالمطارات لضبط مهربيه وفقاً لتوجيهات وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار. ويقول وكيل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات المسئول عن شئون المكافحة اللواء أحمد عمر: هذا المخدر واحد من أخطر السموم المخدرة، وهو عبارة عن مادة بيضاء علي شكل مسحوق يشبه السكر وتضاف إليه مادة البروكين التي تستخدم في التخدير الموضعي ويخلطها به التجار لتخفيف الكوكايين في الخلطة لرخص ثمنها ومن ثم تحقيق مكاسب أكبر لأن جرام الكوكايين غال جداً يصل إلي ألف جنيه ، لذلك فإن انتشاره يكون في الأحياء الراقية. ويشير اللواء عمر إلي أنه يوجد لهذا المخدر مشتقات تسمي(krack) وتعني باللغة العربية المفرقع، وسمي بهذا الاسم لأنه عند تدخينه يعطي فرقعات نتيجة لبيكربونات الصوديوم الموجودة فيه، موضحاً أن هناك ثلاث طرق لتعاطيه أولها عن طريق الاستنشاق (الشم) وهي أكثر الطرق في سرعة تأثيرها والأكثر استخداماً لسهولتها، والطريقة الثانية عن طريق إذابته في الماء ووضعه في سرنجات وحقنه في الوريد، أما الطريقة الثالثة وهي أن يتم حرقه واستنشاق البخار المتصاعد. ويحذر وكيل إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية الشباب من مجرد التفكير في تجربة هذا المخدر لأن ذلك يقوده إلي التجربة التي إذا حدثت فإنه يقع في مشكلة الإدمان، فهناك العديد من المدمنين لم يكونوا يبحثون عن المخدرات لكنهم وقعوا في فخها بسبب أصدقاء السوء أو فكرة التجربة وغالباً ما يكون ذلك في إحدي المناسبات الاجتماعية، ومدمنو هذا المخدر يتعاطونه لاعتقادهم أنه يمنحهم السعادة والتنبه والقوة والتغلب علي التعب، ويخلق شعورا وهميا لدي المتعاطي بأنه يفكر أفضل من المعتاد لكنه يخلق بين حين وآخر شعورا قويا بالخوف وعدم الارتياح. ويوضح مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء زكريا الغمري طرق تهريب الكوكايين مثل طرق تهريب باقي أنواع المخدرات فقد يتم تشبيع الملابس به أو يتم وضعه في جيوب سرية داخل شنط السفر، لكن لجأ المهربون في الآونة الأخيرة إلي تطوير أسلوب تهريب هذا المخدر، حيث لجأوا إلي تحويله إلي مادة سائلة وابتلاعه داخل الأحشاء وهذه الطريقة من أحدث طرق تهريب الكوكايين لأنه في هذه الحالة فإن جهاز الكشف لا يستطيع تحديد المخدر وبالتالي يتم تهريبه والطريقة الوحيدة لضبط ذلك هو توافر معلومات بشأن الشخص الذي يبتلع المخدر، ورغم أنهم لجأوا إلي هذه الطريقة الجديدة إلا أننا رصدناها وتم ضبط العديد ممن حاولوا التهريب بهذه الطريقة. ويضيف اللواء الغمري: أغلب محاولات تهريب الكوكايين كانت عبر المطارات وتحديداً مطار القاهرة وغالباً ما تكون الكميات المراد تهريبها بحوزة الركاب القادمين من أمريكا الجنوبية، لكن يقظة وحرفية ضباط الإدارة المتواجدين بالمطار جعلتهم يتمكنوا من إحكام السيطرة الأمنية علي المطار وإحباط محاولات إغراق مصر بالسموم ووضح ذلك جلياً في الكميات الكبيرة من المواد المخدرة التي نجحت الإدارة في ضبطها. ويؤكد مساعد وزير الداخلية لقطاع الوثائق اللواء منتصر أبوزيد أن مخدر الكوكايين يقبل عليه فئة معينة من المجتمع وهم الأثرياء وذلك نظراً لارتفاع ثمنه لذلك نجد أن كثيرا ممن يتعاطونه من الوسط الفني وبعض رجال الأعمال، وانتشاره يكون في الأحياء الراقية مثل حي الزمالك، في محافظة الجيزة ومنطقة مصر الجديدة في محافظة القاهرة، نافياً ما يردده البعض حول عدم وجود علاج لمدمن الكوكايين مدللاً علي كلامه بأنه حينما كان مديراً لإدارة مكافحة المخدرات تم علاج حالات عديدة من مدمني هذا المخدر رغم شدة إدمانهم. ويفسر اللواء أبوزيد سبب زيادة محاولات تهريب مخدر الكوكايين بأنها محاولات من التجار والمافيا العالمية المتحكمة في سوق المخدرات لإغراق مصر بالمخدرات وفتح سوق لها داخل البلاد، ولا ننسي أن هناك العديد من المتربصين والمتآمرين الذين لا يريدون الخير لمصر ويسعون إلي تدمير شبابنا، لكن محاولاتهم ستفشل لأن أجهزة وزارة الداخلية والقوات المسلحة تقف لتلك المخططات بالمرصاد وقادرة علي إحباطها بتوفيق من الله. ويقول: أخصائي علم النفس في "صندوق مكافحة وعلاج الإدمان" الدكتور تامر حسني، فترة علاج المدمن تتراوح ما بين ستة أشهر إلي عام حسب حالة المريض وعزيمته، وهناك حالات يتم علاجها داخل صندوق المكافحة وأخري يتم علاجها في المنزل حسب الحالة. يتابع الدكتور حسني: الكوكايين من المخدرات شديدة الخطورة سواء علي الحالة الجسدية أو النفسية علي المتعاطي لأن خواصه تقوم بعمل اعتمادية عالية الخطورة تؤدي إلي التعود ويصيب متعاطيه الهزل والضعف العام وفقدان الشهية والاندفاعية والعصبية ، ويفضل عند علاج مدمن هذا المخدر تواجد المدمن في القسم الداخلي للمصحة لأنه لن يستطع القضاء علي أعراضه في المنزل. ويري أن مدمني الكوكايين في مصر عددهم قليل واستنتجت ذلك لأنه لم تصادفني حالات لمدمني هذا المخدر دخلت للعلاج إلا قليل جدا، لكن قد يكون السبب أن مدمني الكوكايين يحجمون عن العلاج في الأماكن الحكومية ويلجأون إلي المصحات الخاصة لأن انتشار هذا المخدر بين الأغنياء فقط بسبب ارتفاع ثمنه، وأن 90% ممن يأتون للعلاج بالصندوق هم من مدمني الحشيش والترامادول، موضحاً أن العلاج في الصندوق يتم في سرية تامة ومجانا، ومن يريد العلاج يتصل علي رقم الخط الساخن للصندوق وهو 16023.