إعلان "داعش" مدينة سرت الساحلية عاصمة للسيطرة علي ليبيا ودول شمال أفريقيا، مستغلة الانقسامات بين الحكومتين الشرعية والمدنية لنشر عمليات إرهابية علي الحدود المصرية الليبية بنقل أعضاء التنظيم جوا وبحرا عن طريق تركيا وبرا عن طريق دول شمال أفريقيا. مع تلقيها دعما خارجيا لتنفيذ عمليات إرهابية بليبيا يطرح أسئلة عن تأثير ذلك علي الأمن القومي المصري الذي يري فيه "الخبراء العسكريون " أن الحدود المصرية مؤمنة وأن مصر لن تتدخل عسكريا إلا في حالة تهديد الأمن القومي حفاظا علي السيادة المصرية ومطالبين بضرورة تسليح الجيش الليبي حفاظا علي الأمن القومي العربي. الخبراء العسكريون : الحدود المصرية مؤمنة ولن نسمح بالتهريب والهجرة غير الشرعية التنظيم وراءه دول غربية هدفها زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط " كوبر" يطالب بضرورة تسليح الجيش الليبي الشرعي لمواجهة داعش مؤامرة المخابرات الأمريكية والتركية والقطرية لنقل داعش إلي سرت مؤامرة للإضرار بدول الجوار يري اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي بأكاديمية ناصر العسكرية أن هذه المعلومة غير دقيقة ولا توجد مصادر رسمية أكدت سيطرة داعش علي سرت فالتنظيم يعتمد في نقل الأخبار علي الفيس بوك لإثارة الخوف فداعش ليست قوات فهي فكر ينتقل من مكان لآخر والمجموعة الموجودة في سرت ولا يزيد عددها عن 30 فردا استلهمت الفكرة وأعلنت عن نفسها والدارس للقبائل الليبية يعلم أنه من المستحيل أن يتحرك أحد من قبيلة إلي أخري إلا بإذن مسبق من القبيلة. ويستبعد اللواء أحمد عبدالحليم الخبير العسكري دخول أعداد كبيرة من التنظيم إلي ليبيا لأن عمليات النقل صعبة لتواجد قطع بحرية دولية علي الساحل الليبيي تمنع دخول السفن المحملة بالأسلحة كما أن جعل داعش عاصمته سرت صعب لأنهم لا يسيطرون علي مساحات كبيرة ويقول اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع السابق إن اتخاذ سرت مركزاً لعمليات داعش أكدت صحته وزارة الداخلية الليبية. ويقول اللواء دكتور محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق إن عدد أفراد التنظيم 5000 يتمركزون في منطقة النوفلية الواقعة بالشرق ، وهدفهم السيطرة علي أجدابيا للسيطرة علي كل الطرق الاستراتيجية في جنوب ليبيا وموانئ تصدير وحقول النفط وأنهم وصلوا إلي ليبيا منذ عام ورفعوا الأعلام والرايات السوداء علي مبني سرت مع تصفية للمواطنين وقطع رؤوسهم والسيطرة علي الإذاعة المحلية وبثها لخطاب زعيم داعش الذي أطلق علي نفسه " أبو بكر البغدادي خليفة المسلمين " وأغلقوا المحلات التجارية وقت الصلاة ومنع التدخين وفرض الحجاب علي السيدات فهم مع تصاعد العمليات العسكرية من روسيا وفرنسا عليهم في سوريا والعراق بحثوا علي مكان بديلاً وجدوه في سرت فهي مطلة علي البحر الأبيض وتبعد 650 كم عن مدينة سيساليا الإيطالية ، فأصبحت المركز الذي يمكن من خلاله السيطرة علي كل دول شمال أفريقيا. ويقول اللواء طلعت موسي الخبير العسكري إنه يتم نقل أفراد داعش جوا خاصة الأجانب الفارين من القصف الروسي إلي "قاعدة معيتيق" الجوية التركية ومنها تنقل طائرات قطرية القيادات إلي الدوحة وينقل الباقون بحرا علي سفن تجارية تركية إلي الشواطئ القريبة من سرت والنقل البري يتم عن طريق دول شمال أفريقيا "ماليونيجيرياوتشاد " فنحن أمام مؤامرة كبري تنفذها المخابرات المركزية الأمريكية والتركية والقطرية لنقل داعش من سوريا والعراق إلي سرت الليبية مما يهدد الأمن القومي العربي ومصادر النفط القريبة من سرت لإلحاق الضرر بدول الجوار الجغرافي "مصر ، الجزائر، تونس، السودان، تشاد، مالي، نيجيريا " ويري اللواء علي حفظي الخبير الاستراتيجي أن داعش لم يكن لها دور في المنطقة قبل عامين فلم تظهر إلا بعد حرق ورقة الإخوان المسلمين كما أن الأطراف التي تموِّل داعش معروفة وجزء كبير من التنظيم موجود في شرق مصر ويريدون أن يفتحوا جبهة في الغرب لأن مصر هي مفتاح الشرق الأوسط فتكون سرت أحد أطراف إدخال مصر في ضغط وصراع في الاتجاه الغربي مضافا له انتشار السلاح بين القبائل والميليشيات المسلحة فهناك 6 قطع سلاح لكل ليبيي قادمة من "حلف الناتو" مع اتجاه القوي الفاعلة الدولية لتسوية الملف السوري والعراقي وفتح جبهة صراع جديدة في الشمال الأفريقي لنشر الفوضي الخلاقة لاستمرار المخطط الأمريكي الصهيوني لتفتيت الدول العربية لدويلات صغيرة، فضلا عن الضغط الروسي الفرنسي علي داعش بسوريا والعراق وإغلاق الحدود السورية التركية مما دفع الغرب لإمداد داعش بالأسلحة والمواد الطبية واللوجيستية. ويري اللواء طيار هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن الوضع في ليبيا أصبح سيئا بعد رحيل القذافي، من انقسامات بين الحكومة الشرعية في الشمال والأخري المدنية في الجنوب مما سهّل علي داعش الاستيلاء علي مناطق هناك. وأن قرار مجلس الأمن بحظر تسليح الجيش الليبيي جعله غير قادر علي مواجهة التنظيم ولابد للدول العربية بشمال أفريقيا مع المجتمع الدولي تسهيل تسليح الجيش الليبي قبل أن تتفاقم المخاطر وقيام مصر من خلال الأممالمتحدة بالدعوة لاجتماع طارئ للدول المتضررة من داعش. واتفق الخبراء علي أن إعلان التنظيم عن سرت مركز عملياته يمثل خطورة علي الأمن القومي المصري علي الرغم من تأمين حدودنا جيدا فهي دولة جوار بها مليون عامل مصري وحدودنا معها 1200كم وستتم بعض العمليات الإرهابية الصغيرة علي الحدود المصرية الليبية ولكن ذلك لا يشكل تهديداً كبيرا علي مصر في الوقت الحالي. كما أن التنظيم وراءه دول هدفها تفتيت الدول العربية إلي دويلات وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط مع ضرورة تسلح الجيش الليبيي الشرعي "جيش خليفة حفتر" وهو ما طالب به كوبر المندوب الدولي الجديد للأمم المتحدة " وفرض الحصار علي الشواطئ الليبية لقطع إمداد الأسلحة والتهريب مع تقديم الدعم للحكومة المنتخبة الشرعية والدعوة لعقد مؤتمر عالمي لمقاومة الإرهاب.. وأن الموقف المصري واضح بأنه عندما يوجد تهديد للأمن القومي المصري فمن حق مصر الرد وأن التدخل المصري بليبيا له سابقة بقيام قواتنا الجوية بقصف تجمع لداعش بالتنسيق بين القوات المسلحة المصرية والجيش الليبي عقب ذبح 21 من العمالة المصرية وأكدوا أن مصر تستطيع أن تحارب في أربع جهات و من يريد السلام في ليبيا لابد أن يشرك القبائل. ويوضح اللواء أحمد يوسف عبدالنبي قائد قوات حرس الحدود السابق أن الحدود المصرية مع لبيبا تبلغ 1200 كم يتم تأمينها وفرض السيطرة عليها ومنع التسلل من وإلي مصر ومكافحة وسائل التهريب بشتي صورها كجزء من عمل قوات حرس الحدود في حراسة وتأمين كل حدود وسواحل مصر بطول 6000كم ليل نهار وفي مختلف الظروف الجوية والتضاريس بالتعاون مع القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي والتشكيلات التعبوية وإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع والأجهزة الأمنية الأخري بالدولة وأن القيادة العامة للقوات المسلحة تبادر دائما بتحديث الأجهزة والمعدات لتأمين الحدود بأعلي درجات الكفاءة من "رادار المراقبة البري والساحلي ومعدات للرؤية والمراقبة الليلية، وأجهزة تحديد المسار والطائرات بدون طيار ، والمناطيد ، والكشافات والعربات الخفيفة والعربات ذات الغرز المجهزة برشاشات وقواذف وعربات الإعاشة كما أن رجال حرس الحدود مدركون للأحداث والمخاطر التي تمر بها مصر والمنطقة التي تحتم الحيطة والحذر.