هل مصر في حالة حرب؟ الإجابة بالطبع نعم حرب علي الإرهاب حرب علي مؤامرة أمريكابريطانيا حرب علي الفقر حرب علي الجهل حرب علي الوقت حرب علي الفساد. كل هذه الحروب لايمكن أن نؤجل واحدة لصالح أخري، أو نسقط واحدة من حساباتنا، ورغم أن المنطق يقول إنه لايجب أن يحارب أحد في عدة جبهات مرة واحدة، ولكننا للأسف لم يعد لدينا رفاهية التأجيل أو التأخير أو السير خطوة خطوة. والذي يثير الدهشة هو أن هناك من يعرقل المسيرة ويسعي لوقف طبول الحرب، إما لجهله أو متعمدا. وظني أننا نسير وفق خطة ورؤية واضحة بدأت بمشروعات متزامنة مع بعضها، ولكن حالة التشويش المتعمدة طمست معالم ما تم إنجازه ومعالم الطريق الذي نسير فيه. وتعالوا نتذكر ما تحقق علي أرض الواقع.. شبكة طرق تم إنجازها في زمن قياسي المفروض أن ينعكس علي تسهيل وصول الخضر والفاكهة من المحافظات إلي العاصمة في زمن أقل وبالتالي انخفاض التكلفة. قناة السويس الجديدة لم تكن فقط شريانا جديدا ولكن أيضا ما خلقته من حالة التفاف المصريين حول مشروع قومي أحسوا أنه مستقبل أولادهم.. ولم يلتفت أحد إلي أن ما ضخه المصريون من أموال لشراء شهادات استثمار القناة كان ضعف ما اشتري به المصريون شهادات الاستثمار ذات العائد (12.5%) في نفس الفترة رغم أن الشهادات الأخيرة يزيد عائدها ب0.5% عن شهادات استثمار القناة. صفقات الأسلحة المتطورة طائرات الرافال من فرنسا، حاملة الطائرات الفرنسية، طائرات ال (إف 16) الأمريكية كانت متوقفة لولا التقارب العسكري المصري الروسي. ومؤخرا توقيع اتفاقية التعاون النووي المصري الروسي، من خلال القرض الروسي.. وإقامة المحطة النووية لتوليد الكهرباء في الضبعة، هذا الحلم الذي راودنا منذ 50 عاما منذ عهد الزعيم الراحل عبدالناصر وقد كنت من المنادين بأن يكون ذلك هو المشروع القومي الثاني بعد قناة السويس. عودة الأمن بنسبة تجاوزات ال 80% عما كانت خلال فترة مابعد الثورة، رغم العمليات التخريبية الممنهجة والمنظمة من قبل الإخوان المحتلين. إنجاز الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل - التي وافق عليها كل المصريين لاختيار نواب برلمان 2015. إنجاز توفير الطاقة للمصانع والمنازل واختفاء انقطاع الكهرباء. ومع كل إنجاز من هذه الإنجازات تجد أصواتا تهدم لاتبني، وأصواتا تشوش لا توضح. وماحدث في قناة السويس فسنتحدث عنه بلا حرج، فنفس هؤلاء المتشائمين والكارهين للبلد وأنفسهم حاولوا أثناء الحفر أن يشككوا في أن الحفر لن يتم في الموعد المحدد، وأثناء التمويل أن المصريين ليس عندهم ما يدفعونه، وبعد التمويل شككوا في قدرة البلد والبنوك علي تسديد الفوائد للممولين، ثم بعد الحفر والإنجاز والافتتاح شغلوا الرأي العام بسؤال: هل هي قناة جديدة أم تفريعة، تماما كما فعل أهل أسبرطة في السؤال الحائر: الملائكة إناث أم ذكور؟ في وقت كان أعدائهم علي أبواب مدينتهم!! وعندما تم إبرام صفقات الأسلحة قالوا بدل مانشتري سلاح نصرف علي الفقراء، وكأن هذه الأسلحة للدفاع عن الأغنياء، وكأن حماية الوطن «مش مهمة»، وبناء الجيش غير ضروري، وامتلاك الأسلحة الحديثة رفاهية، وهم يعلمون أن الجيش القوي هو عماد أي دولة، فالوطن نفديه بأرواحنا فكيف نبخل عليه بأموالنا. وقبل الانتخابات البرلمانية أخذوا يشككوننا في مصداقية النظام وأنه يسوِّف في إجراء الانتخابات، وأنه لانية لإجراء الانتخابات البرلمانية، حتي تظل السلطة التشريعية والتنفيذية في يد الرئيس، وعندما بدأت الانتخابات حوَّلوا «المؤشر» وقالوا إنه يتم السعي لتعديل الدستور، ولهذا عجلوا بالانتخابات البرلمانية. وعندما وفرت الدولة الغاز للمصانع قالوا هو فيه استثمار علشان نوفر له غاز. مع توقيع اتفاقية المحطة النووية لم يكن للفضائيات سيرة ولا هم إلا أرملة سعيد طرابيك وخلافاتها مع مطلقة المرحوم وأبنائه وأشقائه، وقبلها حدوتة سخيفة لمذيعة منفلتة أثارت ضجة، ومن يتحدث عن المحطة النووية يلوم النظام ويهاجمه لأنه لجأ للطاقة النووية، ولم يلجأ للطاقة الشمسية. وإذا كان هؤلاء الإعلاميون والخبراء والنشطاء يريدون الخير لَتوقّفوا عن رفع شعار «لا» وخلاص ليظلوا مسموعين، ولطالبوا المسئولين مثلا بتوضيح إجراءات الأمان التي اتخذتها الدولة لتلافي أي مشاكل مستقبلية قد تنتج عن هذه المحطة، وتكون الحوارات والمناقشات تصب في مصلحة الشعب وتعظيم عائد المحطة النووية، ولم نسمع في إيران أو إسرائيل مثل هذه الأصوات النشاز رغم أن البلدين لديهما مفاعلات نووية عسكرية!!
مصر أمام حروب متعددة، وظني أن أشرس هذه الحروب هي مع المشككين، والذين يبثون روح اليأس والإحباط للشعب، والذين لاهم لهم إلا «تكسير مجاديف» كل من يقوم بإنجاز، أو من تلوح له فكرة، أو من يحلم بغد أفضل أو حتي من يقولون إن شاء الله. لن أقول لا يجب أن نلتفت لهؤلاء، أو نطلق عليهم المثل القائل في شطره الثاني «.. والقافلة تسير». نحن في حالة حرب ويجب محاسبة كل من يتعمد بلبلة الرأي العام أو تشويه الإنجازات ولايجب أن نسمح لاحد أيا كان من الداخل أو الخارج أن يعرقل مسيرتنا أو يجرنا إلي الوراء. وطبعا هذا لا ينصرف علي المنتقدين نقدا بناء، والحلال بيٍّن والحرام بيِّن. آخر كلمة بسم الله الرحمن الرحيم { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَي عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } صدق الله العظيم