حضارة مصر أنشودة المكان وعبقرية الزمان.. استلهمت عشاق كثيرين يتغزلون فيها جميعا ويكتبون عنها آلاف الصفحات.. وبلغة رومانسية حالمة تحكي لنا الباحثة الأثرية إنجي فايد قصص تاريخ الحضارة اليونانية والرومانية عبر حكايات استوحت بعضها من التاريخ وبعضها الآخر من خيالها وروحها العاشقة لحضارة مصر ولآثارها وحضارتها الضاربة في أعماق التاريخ. اليونان والرومان تأثروا بحضارتنا.. ونحن لم نتأثر بهم إنجي التي تمردت علي أمنية أبيها في أن تصبح طبيبة بشرية تمردت علي الحلم لتحكي لنا قصة محاولاتها في المحافظة علي تراث مصر. ملامحها الجميلة وثقافتها وإصرارها، جعلتها تتولي مناصب كثيرة بدأت من مساعد المنسق الوطني لبرنامج المنح الصغيرة في البيئة الذي أكسبها صقلا علميا جعلها مدير عام التنمية الثقافية بالمجلس الأعلي للثقافة قبل أن تصبح وزارة. تقول إنجي: لم يكن هناك تنمية ثقافية، فأنا التي أشهرتها، حيث لم تكن موجودة ومن خلالها وضعت سياسة مصر لتنمية الوعي الثقافي الأثري للكبار والأطفال متضمنة ذوي الاحتياجات الخاصة. تضيف: من خلال إدارة التنمية الثقافية أقمت مهرجانات ومسابقات لأكثر من 30 متحفا وبعض المواقع الأثرية، بالإضافة إلي المحاضرات التي ألقيتها في المتحف البريطاني وفي إيطاليا والصين والدنمارك وجامعة "جرونوبل" بفرنسا، وكنت أمثل المجلس الأعلي للآثار. أيضا عملت استشارية تنفيذية لمشروع وضع تصميما لمركز تفسيري لقلعة أربيل ممثلة لشركة إيطالية بالتعاون مع منظمة "اليونسكو". هي عاشقة للحضارة المصرية وتقول: فخري بمصريتي جعلني أصدر كتابين، الأول بعنوان "تأثير مصر علي الفن اليوناني والروماني" والثاني بعنوان "مصر وتأثيرها علي فن العمارة الفارسية", وهما أقرب الكتب إلي قلبي لأنهما يوضحان أن مصر التي خضعت للاستعمار اليوناني والروماني لم تتأثر بثقافتهما لكن هم من تأثروا وبالحضارة المصرية. ولا يخفي علي أي من المقربين لها أن إنجي "دينامو" متحرك قامت بمجموعة أنشطة حققت مردودا محليا وعالميا، لذا قررت إنشاء "جمعية مصر لحماية وتنمية التراث الثقافي" التي تستهدف عمل برامج لتدريب الأثريين ونشر الكتب مع الهيئات والحكومة، فيما يخدم التراث الثقافي المصري، بالإضافة إلي مجلة "الفرعون الصغير" التي أصدرت منها حوالي 40 عددا قبل أن تتوقف، وكانت تخاطب وتحبب الأطفال في حضارة بلادهم وكانت تصدر من التنمية الثقافية. وعلي الرغم من عشقها لرياضة الغطس والاسكواش وتعشق السفر والتعرف علي حضارات بلدان أخري إلا أن لها عشقاً آخر تراه في المرتبة الأولي وهو الكتابة، فلها مقالات عدة حول الحضارة المصرية. وإذا كنا نعلم جميعا أن المؤرخ القديم هيرودوت هو أول من كتب عن مصر فهي لها وجهة نظر أخري، حيث تري أن هيرودوت ليس أول من كتب عن مصر، بل إن هناك رحالة سبقوا في هذا الأمر، مثل فيرون الذي كتب ملحمة الإلياذة التي تضم جزءا يتحدث عن مصر. وتمتد نشاطاتها في مجالات أخري فهي عضو مؤسس في أحد نوادي الروتاري منذ العام 2006 ومن خلاله تقوم بأنشطة وخدمات للمجتمع غير معلنة، كما أنها رئيس لجنة الشباب بالنادي، وقد ساعدها في كل ذلك زوجها عصام سالم الذي يتفهم طبيعة عملها، إلي جانب ابنتها روان التي تدرس "اقتصاد وعلوم سياسية" في الجامعة الأمريكية وبكلية الحقوق جامعة القاهرة، وتؤكد إنجي: "وجود العائلة المتفهمة وتنظيم الوقت وإدارتة من أهم مقومات النجاح في الحياة، فأنا دائما أستيقظ مبكرا الساعة 6 صباحا حتي أستفيد من كل وقتي ما بين العمل وحياتي الأسرية". وتنهي إنجي أحلامها بقولها: أتمني من هيئة البحث العلمي الاهتمام برسائل الماجستير والدكتوراه المتعلقة بالتاريخ المصري، خصوصا أن التاريخ الذي يدرس لأطفالنا في المدارس لا يحثهم علي الانتماء".