الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء إلقاء كلمته خلال قمة التنمية المستدامة بالأممالمتحدة جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثانية للأمم المتحدة في نيويورك هذا العام، التي توافق مرور سبعين عاما علي إقرار ميثاق المنظمة الدولية، عقب إنجازات هامة شهدتها الساحة المصرية خلال العام الأول لرئاسة السيسي للبلاد، وعلي رأسها افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة في زمن قياسي، وتتزامن مع البدء في إجراءات انتخاب البرلمان المصري الجديد، وهي الخطوة الأخيرة والهامة في خارطة المستقبل لتكتمل دعائم الدولة المصرية الديمقراطية. مشاركة الرئيس السيسي في فعاليات وأنشطة الأممالمتحدة جاءت لتؤكد العودة القوية للدور المصري علي مسرح الأحداث الدولية والإقليمية، وقد حرص الرئيس السيسي خلال إلقائه كلمة مصر أمام قادة 150 دولة علي توضيح الرؤية المصرية حول قضايا الشرق الأوسط التي تعج بكثير من الأزمات والمشاكل، وعلي رأسها الأزمات السورية والليبية، والأوضاع المتوترة في العراق واليمن، وإبراز أهمية تسوية القضية الفلسطينية التي مازالت تعد قضية جوهرية في المنطقة، ولها أولوية هامة في أجندة السياسة الخارجية المصرية. وحرص الرئيس السيسي، علي توضيح الرؤية المصرية تجاه الملف النووي في المنطقة وأهمية إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وعلي رأسها الأسلحة النووية، كما أوضح رؤية مصر لدحر ظاهرة الإرهاب التي تعاني منها كافة دول العالم. وتواكب انعقاد الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة مع انعقاد قمة أجندة التنمية المستدامة لما بعد 2015 وحتي عام 2030، حيث أكد الرئيس السيسي في كلمته أمام هذه القمة، أن مصر شاركت بفاعلية في صياغة خطة التنمية، وأن الحق في التنمية وتوفير الحياة الكريمة كان نصب أعين الشعب المصري عندما قام بثورتيه. وأكد الرئيس أن مصر تعمل بجدية من أجل تحسين بيئة الاستثمار وتعزيز رأس المال البشري، لافتاً إلي أن إطلاق مبادرة التنمية المستدامة جاء متزامناً مع المؤتمر الاقتصادي الذي عقدته مصر خلال شهر مارس الماضي في مدينة شرم الشيخ، كما جاء افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة ليؤكد قدرة المصريين القوية وإرادتهم في النجاح، إضافة إلي ما تسهم به في تعزيز قدرات الاقتصاد كمشروع تنموي ضخم. الإرهاب يهدد التنمية وخلال كلمة مصر التي ألقاها الرئيس السيسي أمام زعماء 150 دولة مشاركة في فعاليات الدورة الجديدة للجمعية العامة، وخلال كلمته أمام قمة التنمية المستدامة لما بعد 2015 شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، علي ضرورة التعامل مع الظواهر التي تهدد التنمية والاستقرار العالمي وعلي رأسها الإرهاب الذي لا تعاني منه مصر فقط ولكن يعاني منه العالم أجمع مؤكدا أن الشعب المصري يواجه أكبر فكر إرهابي ومتطرف يتصدي بقوة لكل من يعيش بتطلعاته نحو حياة أفضل. وخلال لقائه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أهمية مواجهة الإرهاب وهو آفة خطيرة من منظور شامل لا يتوقف عند حدود المواجهات العسكرية والأمنية وإنما يمتد ليشمل كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي يتعين أن تشارك فيه الدول المتقدمة بفاعلية. أضاف الرئيس السيسي، أن الأبعاد الفكرية والدينية تلعب دورا مؤثرا في مواجهة التطرف والإرهاب، ومن هنا تبرز أهمية تصويب الخطاب الديني الذي ينبغي أن تواكبه صحوة فكرية في العالم الإسلامي تؤكد القيم الحقيقية السمحة للدين الإسلامي. المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أعربت عن توافقها مع الرؤية المصرية الداعية للمواجهة الشاملة للإرهاب معربة عن استعداد بلادها للانخراط في أي جهود إيجابية بناءة تهدف لتحقيق الأمن والاستقرار وتكافح العنف والتطرف والإرهاب. تفويض أفريقي علي هامش فعاليات الدورة الحالية للأمم المتحدة انعقد اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ حيث تتولي مصر الرئاسة الحالية للجنة وأيضا مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة. وأكد الرئيس السيسي، الذي رأس الاجتماع، في كلمته أمام الزعماء الأفارقة، أن الدول الأفريقية تمر حاليا بمرحلة مفصلية من مفاوضات تغير المناخ تهدف إلي التوصل إلي اتفاق جديد بنهاية العام الجاري في باريس يستهدف وضع ترتيبات والتزامات جديدة تؤثر علي الدول الأفريقية النامية والأقل نموا، ودعا الرئيس إلي تضافر الجهود لبناء موقف أفريقي موحد ورؤية مشتركة واضحة للحفاظ علي مصالح القارة والدفاع عن حقها المشروع في النمو والتنمية خاصة في ضوء كونها الأقل إسهاما في إجمالي الانبعاثات الضارة والأكثر تضررا من تداعيات تغير المناخ. وأعرب الرئيس، عن اعتزاز مصر بالثقة التي منحتها إياها الدول الأفريقية لتنسيق مواقفها والدفاع عن مصالح القارة في مفاوضات تغير المناخ.. مشيرا إلي أنها مسئولية لم تدخر مصر جهدا للاضطلاع بها اقتناعا بحجم التحديات التي تواجهها جميع دول القارة دون استثناء نتيجة لظاهرة تغير المناخ ومن ثم هناك أهمية للتحدث بصوت واحد قوي يعكس مشاغلها المشروعة ويحقق أهدافها المنشودة إزاء التوصل إلي اتفاق دولي طموح ومتوازن. نشاط مكثف وأجري الرئيس، علي هامش اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة، لقاءات مكثفة وهامة، حيث التقي الرئيس الفرنسي، أولاند، وكلا من رؤساء كرواتيا، ومالي، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيسي وزراء الهند، وإيرلندا، حيث بحث معهم سبل تعزيز العلاقات الثنائية علي جميع المستويات، كما تناولت اللقاءات عددا من القضايا الإقليمية والدولية وعلي رأسها القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا واليمن وليبيا. كما التقي الرئيس كلاً من كلاوس شواب، المدير التنفيذي للمنتدي الاقتصادي العالمي، ويوكا أمانو، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد الرئيس السيسي، خلال اللقاءين أهمية التعاون لنجاح المنتدي الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي سيعقد بشرم الشيخ في مايو المقبل، كما شدد علي ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وعلي عزم مصر إقامة محطة الضبعة النووية وأعرب أمانو عن رغبة الوكالة في مساعدة مصر في محطة الضبعة، بينما أكد كلاوس شواب، أن هناك تقدما في تصنيف مصر الاقتصادي. وفي لقائه مع الرئيس الفلسطيني، أكد الرئيس السيسي، أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المحورية، وهنأ الرئيس الفلسطيني علي موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة علي رفع العلم الفلسطيني علي مبني المنظمة الدولية. وبخلاف لقاءاته المكثفة مع العديد من رؤساء دول العالم عقد الرئيس لقاءات هامة مع قيادات صناديق الاستثمار وبيوت المال الأمريكية، والعديد من الشخصيات الأمريكية المؤثرة، وعلي رأسها الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، وهنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، ودينس روس، وأكد كيسنجر عقب لقائه مع الرئيس السيسي أن مصر من الأصدقاء الأساسيين للولايات المتحدة، وأكد حرصه علي الصداقة (المصرية الأمريكية) والمساهمة في دفعها للأمام. من جانبه، أكد السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، أن كافة اللقاءات التي عقدها الرئيس مع قادة الدول المختلفة كانت إيجابية وشهدت قدرا كبيرا من التفاهم والتقدير لمكانة مصر ورؤيتها تجاه القضايا المختلفة، كما أن هناك قاسما مشتركا في كافة اللقاءات، وهو الإشادة بمشروع قناة السويس الجديدة، وهناك تقدير دولي لرؤية الرئيس حول إعداد استراتيجية كاملة لمواجهة الإرهاب لإنهاء أسباب التطرف والإرهاب. ووجه الرئيس الشكر لرئيس وزراء إيرلندا لدعم بلاده لحصول مصر علي العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن لعامي 2016 2017. وحرص السيسي علي استعراض العديد من الملفات الهامة مثل الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق واليمن وأزمة اللاجئين وأهم التطورات الإيجابية علي الساحة المصرية. كما أكد لرئيس الوزراء الهندي اهتمام مصر بدعم وتطوير علاقاتها مع الهند.. وأشار رئيس وزراء الهند بدوره إلي أنه سيشجع الشركات الهندية العامة والخاصة علي زيارة مصر وبحث فرص الاستثمار بها لا سيما الفرص التي يوفرها مشروع التنمية في منطقة القناة. يذكر، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي تأتي قبيل التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لحصول مصر علي العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن في منتصف أكتوبر المقبل وما واكبها من إنجازات تدعم مكانة مصر الدولية وتقوي من الدعم الدولي لحصول مصر علي المقعد غير الدائم في مجلس الأمن.