لماذا كل هذا التصنع والحقد وقتل الإبداع وقمع الطموح.. فالفساد هو العدو الأول لأي مجتمع حيث ينخر في أساسيات القيم بالإضافة لاستمرار أهل الجحود في عدم حفظ الأمانة وسعيهم لجعلنا نعيش في هبوط وإسفاف وشلل. حتي بتنا نستمع لشخير عطائهم الكاذب ففي كل مجالات الإبداع نجد الشللية هي المسيطرة والمصالح الشخصية تتحكم في كل شيء والضمير بالطبع غير موجود والعدل حتما مفقود ولا أخفي مع غيري إصابتنا بصدمة في تصدر الدراما التي تعتمد علي عناصر التشويق والتعبير البصري وبشكل يجعلها قريبة من المشاهدين لكونها تدخل كل البيوت بدون استئذان بموضوعات مليئة بالعنف والصراعات التي تصل للقتل مثلما حدث في حواري بوخارست حق ميت وش تاني لعبة إبليس بعد البداية وتناسي المؤلفون والسيناريست الجدد وحتي المخرجون أننا بحاجة لتقديم أشكال التسامح والسلام بطريقة تعني حاجتنا لحياة نقية، وكيف يفهم الناس التسامح وإلي أي حد يسامحون أخطاء الغير في حقهم وماهي الأمور التي يمكن أن يسامحوا فيها بعيدا عن ما يمس الكرامة وإظهار معني التسامح هل هو ضعف أو طيبة أو سذاجة أم قوة عظيمة - وأؤكد هنا أن دور صناع الدراما من كتاب ومخرجين ومنتجين وقنوات فضائية مهم جدا في قراءة الواقع الذي نعيشه من تصاعد مخيف للكراهية والطائفية والعنف الذي يسيطر علي مجتمعنا ومن هنا أقول للمسئولين عن الدراما لابد أن تتفهموا هذا الواقع ولايغرقوا بشكل أكبر في قصص الحب والمشاكل العائلية والبلطجة والدعارة والمخدرات ومسلسلات الكآبة والبكاء التي تمارس الضحك علي عقلية المشاهد وعلينا جميعا أن نلتقط هذه الأجزاء من المسلسلات الدرامية التافهة فكرا ومضمونا وسلوكا وأعيد القول للمسئولين العاشقين لتراب هذا الوطن.. نحن بحاجة لأعمال درامية جديدة بأفكار إبداعية تحترم عقل المشاهد وترتقي به وتكسر القوالب الجامدة التي ووضعت فيها الدراما في وقت تستوعب فيه كل الأشكال الدرامية ذلك سواء المسرح أو السيمنا أو التليفزيون وهذا المطلب سوف يطفئ الحريق الذي التهم الأخصر واليابس في حياتنا الفنية - فلسنا ضعفاء إلا إذا أردنا أن نكون كذلك.. ولاننسي أن مصرنا المحروسة عريقة وحضارية - وهذا لن يكون إلا بإيقاظ حواس الانتماء والصدق والمحبة بيننا.