في ظل حالة الضعف التي أصابت الأحزاب المدنية، وما تعانيه من مشكلات، وانشغال أغلبها بالصراعات الداخلية والنزاعات، وعدم تواجدها في الشارع، برز حزب النور السلفي في صدارة الأحزاب، التي تتحرك بقوة في الشارع، ويمكنها أن تنجح في حصد أكبر عدد من مقاعد مجلس النواب المقبل، بما يتيح لها الفرصة لتشكيل الحكومة، طبقاً لما نص عليه الدستور في المادة 146 والتي تعطي الحق للحزب الفائز بالأغلبية في انتخابات البرلمان تشكيل الحكومة الجديدة. حزب النور، هو أكثر الأحزاب ترابطاً وتواجداً في الشارع، وهو الحزب الوحيد المؤهل للحصول علي اكبر عدد من مقاعد مجلس النواب المقبل لما يتميز به من تماسك داخلي، وتواصل مع الشارع عبر حملات جماهيرية عديدة، منها المساعدة في حل أزمات المواطنين خاصة في القري والنجوع، إضافة إلي قيامه بأنشطة اجتماعية مُتعددة بهدف كسب الشارع في صفه مثل قيامه بإنشاء حملات للدروس الخصوصية المخفضة، والاستفادة ببعض المعلمين المنتمين للحزب لإعطاء دروس تقوية للتلاميذ في الشهادات التعليمية المختلفة، وغيرها من الأنشطة التي تقربه من المواطنين في الشارع. الدكتور يسري الغرباوي، الخبير بشئون الأحزاب، يري أن حزب النور من أكثر الأحزاب تواجدا ونشاطا في الشارع وهو الحزب الوحيد الذي نأي بنفسه عن الدخول في تحالفات الأحزاب المدنية، والتي كانت عبارة عن تحالفات علي ورق وغير موجودة علي أرض الواقع، وقد أثبتت فشلها قبل أن تقوم، مشيرا إلي أن حزب النور لم يُدع لهذه التحالفات ولم يدخل فيها، مشيراً إلي أن ما تشهده الأحزاب المدنية من خلافات وصراعات وانقسامات يصب في صالح الحزب السلفي. الغرباوي، يضيف، أن حزب النور يهتم بالانتخابات البرلمانية القادمة، ويعلن بشكل مستمر استعداده لخوض الانتخابات البرلمانية بغض النظر عن الشكل النهائي لقانون الانتخابات، لافتاً إلي أن حزب النور كان أول حزب يتقدم بالقوائم الأربعة، وجميع المرشحين علي المقاعد الفردية إلي اللجنة العليا للانتخابات، والتي تأجلت بسبب حكم قضائي، ليس هذا فقط لكنه قام بتشكيل مركز لفرز أسماء مرشحيه، بينما انشغلت الأحزاب المدنية بقوانين الانتخابات، وتوقفت حملاتها الدعائية، وهدد بعضها بعدم المشاركة في الانتخابات اعتراضا علي القانون. . الرأي السابق، يتفق معه الدكتور مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مؤكداً أن حزب النور أكثر الأحزاب تواجدا وتواصلا مع رجل الشارع مما سيتيح له الحصول علي أغلبية المقاعد في مجلس النواب المقبل، إلا أنه توقع ألا يحصل علي نفس النسبة من مقاعد البرلمان والتي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة إبان فترة حكم تنظيم الإخوان. ويوضح الغباشي، أن حزب النور يعد أقل الأحزاب التي نشبت بداخلها صراعات وخلافات وانقسامات فضلا عن تميزه بتماسكه الداخلي، وقدرته علي التواصل مع الشارع، إضافة إلي علاقته الجيدة بجميع الأحزاب المدنية الموجودة علي الساحة. الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات، يختلف مع الآراء السابقة، ويري أن حزب النور تواجده في الشارع محدود بسبب التراجع النسبي لظاهرة الإسلام السياسي، وفشل تنظيم الإخوان في الحكم، وانتهاج الجماعة للعنف والإرهاب في الشارع، مما سيكون له الأثر السلبي علي حزب النور في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرا إلي أن تيارات الإسلام السياسي تعرضت لهزيمة كبيرة ستؤثر علي مستقبلها، ولكنها لن تقضي عليها، لافتاً إلي أن تواجدها سيكون ضعيفاً، والنسبة المتوقعة التي يحصل عليها حزب النور في البرلمان المقبل ستكون ضعيفة مقارنة بما حصل عليه في عهد الإخوان. محسن أبوسعدة، نائب رئيس حزب العمل، قال إنه ليس صحيحاً أن حزب النور أكثر الأحزاب تواجدا في الشارع، وأنه سيحصد اغلبية المقاعد في مجلس النواب المقبل، لافتاً إلي أن هذا الكلام يعتمد في الأساس علي يقين قيادات النور، واعتقادهم أنهم الوريث لجماعة الإخوان في الشارع، لافتا إلي أن حزب النور لم يمارس السياسة بل اعتمد علي التوجه الديني خلال الفترة التي تولي فيها الإخوان السلطة، وعندما قامت ثورة 30 يونيو، وتم عزل الإخوان، لفظ الشعب التيارات الدينية كلها ومن بينها حزب النور، ومن هنا لا أعتقد أن حزب النور السلفي سيحصل علي الأغلبية في البرلمان المقبل. من جانبه، رفض نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور، هذه الآراء، وقال إن حزب النور متواجد في الشارع بقوة أكثر من غيره من الأحزاب السياسية الموجودة حالياً علي الساحة، فنحن لسنا في حاجة للدفاع عن أنفسنا، ولا في حاجة أن نبرر لهولاء ما نقوم به، وأصحاب التصريحات هم من يجلسون في المكاتب المكيفة، وهؤلاء معروفون لدي الناس، أما نحن فموجودون في الشارع بصفة مستمرة، والدليل علي ذلك التغطية الإعلامية لأنشطتنا ومؤتمراتنا، وأقول لهؤلاء الذين يتهموننا اقرأوا الصحف والمواقع، فهذه ليست مجرد تصريحات ندلي بها، ولكنها مؤتمرات شعبية في الشارع، والذي يردد أن حزب النورغير موجود في الشارع أقول له إنك "موهوم"، والحزب له تواجد في الشارع رغم أنف الحاقدين، ومن يقيم الحزب هو رجل الشارع وليس أحداً غيره.. بكار، يضيف قائلاً "إننا لم ندخل في أي تحالفات حزبية فالشعب المصري لا يري منها إلا فشلاً"، مشدداً علي أن وضع حزبه متفق مع الدستور، لافتاً إلي أن حظر قيام الأحزاب علي أساس ديني، المقصود به التمييز الديني، وهذا غير موجود في الأحزاب القائمة الآن ومنها حزب النور، لافتاً إلي أن قيام الأحزاب ذات مرجعية دينية لا توجد مشكلة فيه، لأن الدستور ذاته قائم علي مرجعية دينية، بحسب نص المادة الثانية من الدستور والتي تقول "الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع".