، جلس بائع الليمون خلف بضاعته في سوق حلون بعد أن غرس أمامه لافتة مدون فيها رقم (4) يحمل فوق رأسه علامة الجنيه.. القادم من بعيد ربما يظن أن الرقم هو سعر الكيلو لكنه حين يقترب سيقع في الفخ ويجده سعر 4 ليمونات صغيرات الحجم داخل كيس شفاف. حيلة الليمون ال "فرط" لجأ إليها حسين البائع بعد أن لاحظ انصراف رواد السوق عنه عندما كتب علي اللافتة 35 جنيها ليشير إلي ثمن الكيلو.. ينفي حسين عن نفسه تهمة التسبب في الغلاء ويحمل المسئولية إلي تجار يشتري منهم بضاعته، ولا ينسي أن يعبر عن خالص مواساته لرب الأسرة " اللي مش عارف يلاقيها منين ولا منين" بجانبنا وقفت سيدة تقلب في الليمون وتضع في كل كفة من كفتيها كيسا في محاولة لمعرفة الأثقل وزنا.. ويبدو أنها تراجعت عن الشراء، فألقت بالكيسين علي فرشة البائع وهي تصيح : حسبي الله ونعم الوكيل! يفسر الدكتور علي حسان أستاذ المحاصيل بجامعة الزقازيق ارتفاع أسعار الليمون هذه الأيام قائلا: إن الموالح ومنها الليمون تزهر ثلاث مرات في العام؛ الربيع، والصيف، والخريف، وتستغرق الشجرة في إخراج الثمار شهرين. ويضيف: إن الثمار تبدأ في التناقص ابتداء من منتصف مايو وحتي منتصف شهر يوليه وهو ما يعرف بفترة تصويم أو تعطيش شجر الليمون، وتقليمه تقليما جائرا حتي يزهر من جديد وهو ما يؤثر علي المحصول الحالي. ويشير حسان إلي أن موسم التعطيش واكب شهر رمضان وهو ما جعل سعره يرتفع ارتفاعا كبيرا نتيجة زيادة الطلب عليه من الفنادق والمطاعم. ويشرح: نتيجة انخفاض سعر الليمون في العام السابق فإن الفلاح استبدله بمحصول آخر وهو ما جعل الكمية المطروحة في السوق أقل كثيرا من العام الماضي. ويحمل أستاذ المحاصيل الزراعية بجامعة الزقازيق وزارة الزراعة جزءا من المسئولية لضعف مستوي الإرشاد الزراعي وعدم إضافة أصناف جديدة من الليمون. ويضيف أن سعر كيلو الليمون في سوق الجملة لا يزيد عن 12 جنيها ويحمّل التجار الصغار المسئولية عن الزيادة الرهيبة في فرق السعر واستغلال حاجة الناس إلي الليمون في الشهر الكريم، ويطالب برقابة تموينية صارمة علي الأسواق. ويبين الدكتور علي أن حالة الحرب الدائرة في سوريا تمنعها من تصدير الليمون، في حين أنها تشكل مع لبنان العمود الفقري لاستيراد الليمون، ما يجعل مصر تتجه إلي إسبانيا وجنوب أفريقيا لتعويض النقص وزيادة الطلب رغم ارتفاع السعر في الدولتين. ويوضح: إن حمولة الليمون التي تأتي من الخارج تستغرق 14 يوما من الفحص قبل عرضها للجمهور وهو ما يعني انفراجا قريبا للأزمة. ويؤكد المهندس عبدالرحيم حسب الله المدير العام السابق لمكافحة الآفات بجنوب الصعيد السابق أن محافظات الصعيد تتفوق علي محافظات الوجه البحري في إنتاج الليمون وتأتي قنا في المرتبة الاولي تليها سوهاج والأقصر وأسوان في حين تميل أسيوط لزراعة الرمان. ويحصي عدة أنواع لليمون منها: المصري المالح أو البنزهير ويحتاج إلي أراض رملية لأنه قادر علي تحمل الجفاف والعطش ويفضله الفلاح نظرا لغزارة المحصول، وثماره تحتوي علي نسبة عالية من الحموضة فضلا عن فيتامين ج. بينما يمتاز الليمون الرشيدي بكبر حجم الثمرة وقلة البذور وغزارة المحصول وهو سلالة جيدة من الليمون البنزهير. أما الليمون الأضاليا فثمرته أيضا كبيرة الحجم ويوجد منه في مصر أصناف فيلافرانكا ولذبون ويوريكا. في حين أن الليمون العجمي قليل المحصول يمتاز بصغر حجم الأشجار وخلوها من الأشواك مع كبر حجم الثمار وخلوها من البذور ويزرع في مساحة صغيرة. ويوضح إما الجريب فروت فهو مرغوب فيه خاصة في الأسواق العالمية لذا يتم زراعته بهدف التصدير وثماره قليلة البذور ويميل لون العصير إلي الاحمرار. وحول فوائد الليمون تقول خبيرة التغذية آلاء الشوربجي إن الليمون يساعد علي تخفيف مشاكل الهضم خاصة إذا تم تناوله ساخنا كما يلعب دورا كبيرا في الحفاظ علي صحة البشرة لأنه غني بفيتامين ج الذي يعمل علي إنتاج الكولاجين، وحامض الستريك الموجود بالليمون يعمل علي التخلص من حبوب الشباب وبثور الوجه ومبيض للبشرة ومزيل لبقع الوجه وينصح بشرب عصير الليمون للوقاية من تساقط الشعر فهو يعمل علي تقوية الشعر كما يفيد أيضا في حالات التخسيس، كما يستخدم في زيادة لمعان الأظافر، وجعلها أكثر نظافة، ويمكن استخدام مزيج من ملعقتين من عصير الليمون وملعقة من معجون الأسنان.