كل عام وأنتم بخير.. اليوم وغدا عيدنا الإسلامي الأكبر، عيد يظل المسلمين بسحائب الرحمة والمغفرة، والسعادة والرفاهية، وراحة البال وبلوغ الآمال، في العيد تلهو أمتنا لهوا مباحا من غير معصية ولا تفريط، نلبس الجديد ونصلي العيد ونصل الرحم ونذبح الأضاحي فنوسع علي الأهل والفقراء والأحباب وهذه من أعظم منن الله علي الأمة الإسلامية فمن سبقها من الأمم كانت أعيادهم خمرا ومعصية واقتتالا واستعراضا لفنون السحر والسُكر والعربدة وفي دولة سيدنا موسي عليه السلام كان المشهد واضحا.. يجتمع السحرة وينادون للمبارزة والاستعراض بالفتوة ومهارات السحر والشعوذة »قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَة يوم العيد ِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًي ...« فلما جاء نبينا محمد [ بالإسلام الحنيف والشريعة الغراء بدل الحرام إلي حلال والمعصية إلي طاعة فخرج المسلمون يكبرون في أوطانهم ومساجدهم وينحرون الأضاحي ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا.. قائلين: »إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا.. إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا..فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورا..« إذن السرور في العيد واجب وفي الآخرة جزاء ومشكورا وهذه فضيلة الأمة الإسلامية التي منْ الله عليها بالكتاب والحكمة أي السُنة وبرسول أرحم بها من نفسها عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ بدل الله به خرافات الجهل والمعصية إلي حقائق التوحيد ولطائف الربوبية قبلنا كانت أعيادهم في ثلاث: إذا ولد في القبيلة مولود ذكر.. وإذا نتجت الفرس وضعت مهرا وإذا نبغ في القبيلة شاعر يمدح مآثر بني قبيلته ويهجو الأعداء. هذه أعيادهم أما أعيادنا فعيدان عيد الفطر وفيه فريضة الصوم والصدقة وعيد الأضحي وفيه الحج وصوم العشر أو يوم عرفات للمقيم بلا حج وفيه عيد وصلاة ونحر.. الله. ما أجمل الإسلام وما أروع الأمة لو أنها فهمت وحققت معني العيد في الإسلام.