جانب من الأوسمة والجوائز التى حصلت عليها فنانة مبدعة وست بيت شاطرة، فمثلما تعزف ببراعة علي آلة العزف علي "الفلوت"، تجيد عمل طبق ملوخية رائع، إنها رئيسة دار الأوبرا المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم، التي جمعت بين مواهب عدة، فهي عازفة "فلوت" عالمية، وفي الوقت ذاته تعشق أسرتها لدرجة أنها في خطوبة ابنتها لم تستعن بشيف لتجهيز البوفيه، بل أعدت بنفسها جميع الأطباق. هي سيدة مصرية نجحت في إدارة مؤسسة ثقافية كبيرة، لكنها لم تنس أنها زوجة وأم. ترجع إيناس بذكرياتها لسنوات بعيدة تروي قصة رحلتها مع الفلوت وكيف تسعي دائماً إلي الحفاظ علي قدسية الروابط الأسرية التي توارثتها عن والدتها، إلي جانب مسئوليتها الكبيرة في تولي رئاسة دار الأوبرا. هي من أسرة فنية، والدها كان مدرس موسيقي وعازف "كمنجة" علمها العزف وعمرها خمس سنوات، وحينما بلغت السابعة دخلت معهد "كونسرفتوار" وأكملت دراستها، وحصلت علي منحة للدراسة في باريس، وهناك أكملت دراستها في المدرسة العليا للموسيقي، حيث تقول: "في فرنسا حصلت علي الماجستير والدكتوراه، وبعد عودتي إلي مصر عملت أستاذة في الكونسرفتوار، وتوليت عمادته لمدة ست سنوات إلي جانب تولي عدة مناصب قيادية أخري حتي وصلت إلي رئاسة دار الأوبرا". تتابع: وقوف أسرتي بجانبي والتفاهم الموجود بيننا وفخرهم بي ساعدني في أمور كثيرة، لكنه يمثل بالنسبة لي صعوبة وإرهاقا شديدا، غير أن حبي للنجاح والعمل يعطيني قوة فأستيقظ يوميا مبكرا لأنجز بعض أعمالي المنزلية مثل الطهي، لأن زوجي يحب أن يأكل من يدي وأذهب إلي العمل وأمكث فيه طوال اليوم وأعود لأكمل بعض المهام المنزلية، وأشعر بسعادة بالغة يوم إجازتي، لأنه يوم أقوم فيه بكل المطلوب مني لأسرتي وحفيدتي، وسعادة أسرتي وبيتي أهم من أي شيء. وتري الدكتورة إيناس أن مساعدة زوجها لها في كل شيء هو سبب سعادتها وتفوقها، حيث إنه مدرك لطموحها، وتقول: "رغم أنه علي المعاش أري فيه السند الكبير في تنظيم حياتي". نجاحها في إدارة دار الأوبرا له أسباب تلخصها في نقاط محددة: "لا أفرق في عملي بين رجل وامرأة، بل أعتقد أن المرأة تنجح إداريا حسب حالتها وثقافتها"، موضحة أن كلمة "ست" تمنحها قوة وليس ضعفاً. ورغم أنها عازفة "فلوت" إلا أن حفلاتها قلت كثيراً، حيث اكتفت بأربع حفلات فقط خلال العام، وتقول: "يوم حفلتي أكون مثل التلميذ الذي عليه امتحان أظل أذاكر علي النوتة في المنزل حيث أتفرغ للمذاكرة قبل الحفل بأسبوع"، وتري أن العزف علي الفلوت يتطلب نفساً طويلاً، ويحتاج إلي نوم بدون توتر بالإضافة إلي تناول بعض المشروبات الدافئة. وتقول إيناس إن آلة "الفلوت" بدأت تنتشر في مصر وأصبحت موجودة في الأوركسترا، وأضحت ملازمة لكل الأغاني الجديدة، وهي نفسها تعاملت مع كاظم الساهر ومحمد فؤاد، شاركت بالعزف علي الفلوت في العديد من الأفلام والمسلسلات. لا تنسي إيناس فضل أمها عليها، فهي التي علمتها الحزم في بعض القرارات ورغم أن إيناس معروف عنها الحزم في إدارة دار الأوبرا، إلا أنها بعد يوم شاق من العمل تذهب إلي بيتها الذي يضم أسرتها فتنسي عناء يومها حين تلتقي ابنتها،، وترتمي حفيدتها "بتول" في أحضانها"، وخاصة أن حفيدتها لها عشق خاص في قلبها، كما أن بتول تعشق الملوخية من صنع يد جدتها التي تجيد طهو هذا الطبق الشعبي مثلما هي بارعة في عزف "الفلوت".