إيناس الدغيدي رفضت منذ تخرجها في المعهد العالي للسينما، وإخراجها لفيلم «عفوا أيها القانون»، أن تسير علي خطي كثيرين يعملون بمجال الإخراج بالطرق الكلاسيكية، وقررت أن تعيش مسيرتها الفنية بشكل مختلف فنجحت في أن يكون لها كاريزما خاصة في عالم الإخراج.. تميزت أعمالها السينمائية بالإثارة والجدل، والأهم أنها تحدت بتلك الأعمال كل الصعاب، فتخطت حدود الرقابة، التي تري من وجهة نظرها أنها وجدت لفرض قيود علي حريات الكثيرين لحظة ميلاد عملهم الإبداعي، ورغم أن أعمالها حصدت العديد من الجوائز إلا أنها شغلت الرأي العام كثيراً بسبب شدة جرأتها في علاج مشاكل المجتمع، وحتي بعد أن تحولت لمقدمة برامج أصبح اسمها مقترناً بالإثارة والنقد اللاذع. الدغيدي، دائماً ما تخرج علينا بالتصريحات الجريئة، منها علي سبيل المثال لا الحصر، أن الجنس قبل الزواج حلال، كما أنها طالبت بترخيص مهنة الدعارة في مصر، واعترفت أن لديها أصدقاء مثليين جنسيا، وغيرها من التصريحات النارية الكثير.. «آخرساعة»، حاورت إيناس الدغيدي، لترد علي منتقديها والمطالبين بقطع لسانها بسبب تصريحاتها النارية في أمور عديدة، يري البعض أنها ازدراء للأديان، وتطاولاً علي الشرع والدين والقانون.. ترخيص بيوت الدعارة مفيد للمجتمع ويقلّل من الضغط الجنسي علي الشباب الجنس حرية شخصية سواء كان بالزواج أو من غيره لماذا أنت متهمة دائماً بأن أفلامك وتصريحاتك صادمة ومثيرة للجدل؟ أنا عاشقة للتحدي وتقديم نوعية أفلام مختلفة عن الكثيرين من المخرجين، وعشقي دفعني لخوص مجال الإنتاج السينمائي أيضا لتخطي أي مرحلة لخروج إبداعي سواء في الموضوعات أو المشاهد، وهذا نابع من إيماني بأني مخرجة لها طريقة طقوس خاصة تحيط بها منذ ميلاد أي عمل إبداعي جديد لي. ما مدي تقبلك لتلك العواصف النقدية بسبب جرأة تصريحاتك؟ اخترت لنفسي خطا مغايرا عن الكثيرين وفي وقت لا أحب فيه القيود لأن الفن ليس له سقف والحرية تأتي بحرية، وهو انعكاس حقيقي لما يحدث في المجتمع، ولذا أري أن أعمالي تحمل مضمونا جديدا بالنسبة للأعمال الروائية وتعكس صورة مرت أمام أعين كل من يعيش داخل المجتمع، وخروجها للنور كان دافعا للارتقاء بمستوي السينما وخصوصا سينما المرأة، ويكفي أن أعمالي بعيدة عن الأهداف التجارية، ومع كل فيلم جديد أشعر أن القادم أفضل بخلاف شعوري بالسعادة من الانتقادات وحالة الجدل التي تثيرها أعمالي عند النقاد والمشاهدين، ولا أحب أن يغتصب أحد أفكاري وثقافتي الإخراجية. لماذا طالبتِ بترخيص بيوت للدعارة؟ ترخيص هذه البيوت سيعود بالفائدة علي المجتمع وسيقلل من ضغط الجنس علي الشباب وللعلم مصر كان فيها قبل ثورة يوليو تلك البيوت وكان الشباب يذهب إليها لأن عنده طاقة يحتاج أن يفرغها وكلامي عبارة عن كشف للعورات في المجتمع عشان نقدر نعالجها. ما صحة أنك ذكرت أن لك أصدقاء مثليين وأنهم موعودون بالغلمان في الجنة؟ سبق وتحدثت في برنامج القاهرة اليوم مع الإعلامي عمرو أديب ووقتها أشارت الكاتبة الصحفية إقبال بركة إلي أن الشذوذ الجنسي منتشر من قديم الأزل في الدولة الإسلامية وقد تناوله الشعراء في شعرهم وقمت بالرد، وأشرت إلي أن لدي أصدقاء مثليين جنسيا، يختصونني بالكشف عن هويتهم الجنسية رغم أنهم يخفونها عن المجتمع، وهذه الآراء نابعة من صراحتي التي لاتعرف حدودا ولا خطوطاً أحمر. ما ردك علي أنك تشجعين الجنس قبل الزواج؟ أري أن الجنس حرية شخصية بشكل عام سواء داخل أو خارج إطار الزواج والجنس بعد انتهاء مرحلة الطفولة مرورا بمرحلة البلوغ اختيار شخص لايرتبط بأي اعتبارات من الآخرين. هل قلت فعلاً إنك رأيت ربنا في المنام وتحدثت إليه؟ حدث هذا خلال حواري مع الإعلامي الكبير مفيد فوزي في برنامج مفاتيح وقلت يا الله فيه حاجات الأنبياء بيقولوها وأنا مش مقتنعة بها، ولو أنا غلط سامحني لكن عقلي مش قادر يصدقها، وحدث في منامي أيضا رؤيتي لنفسي أنصهر مع الكون والسماء وشاهدت عروقي بل كل نفس تتجسد أمامي، وفسرت الأمر بأني سأبقي وروحي ستبقي في الكون. يسرا سألتك عن سنك، فقلت لها «طول عمري هفضل عروسة وهبين رجلي دايما»، ما علاقة الإجابة بالسؤال؟ استضفت الفنانة يسرا في إحدي حلقات برنامجي «الجريئة»، وفوجئت بأنها تلعب دور المذيعة بدلا مني وسألتني هذا السؤال، ووجدت نفسي بروح الحب والدعابة أقول حفضل طول عمري عروسة - وهبين رجلي دايما لأنها حلوة وملفوفة زي كل البنات والسيدات الجميلات اللاتي يحافظن علي جمالهن ورشاقتهن. البعض يري البرامج التي تركز علي الجنس فوضي أخلاقية تحتاج المنع، فما رأيك؟ لو رجعنا للوراء قليلا فترة حكم الإخوان لشعرنا أننا أمام أراجوزات يدعون أنهم إعلاميون حيث كان لايوجد إعلامي واحد محايد في الفضائيات الخاصة أو الفضائيات المحسوبة علي التيارات الدينية، ووقتها أصبح التطاول والتجريح أسلوب حياة لهؤلاء الذين تحولوا بقدرة قادر لإعلاميين، يخوضون في الأعراض، ولا أعلم ماذا يريد هؤلاء الإعلاميون من المجتمع ونحن في عصر التكنولوجيا والفضائيات المفتوحة علي العالم كله. أي أفلامك أثر فيك كمخرجة؟ كل أفلامي بدءا من عفوا أيها القانون وزمن الممنوع والتحدي وقضية سميحة بدران وامرأة واحدة لاتكفي - القاتلة - ديسكو ديسكو ولحم رخيص وكلام الليل والوردة الحمراء، التحدي ومجنون أميرة هي رمز وفكرة تحمل متناقضات عديدة وفي ذات الوقت لها مغزي وهدف غالبا أفكار أفلامي جريئة ولم تقدم من قبل في الدراما السينمائية.. وكلها أجهدتني نفسيا وبدنيا حتي وصلت لهذا الشكل الذي خرج للجمهور، وأعترف أنها أخرجت مني طاقات فنية كثيرة لم أقترب منها من قبل إلا أن أفلام مذكرات مراهقة والباحثات عن الحرية واستاكوزا ودانتيلا وامرأة آيلة للسقوط لامست قلوب الناس ولن أنسي تعليقات الجمهور عليها. هل أعطتك الجوائز التي حصلت عليها دفعة معنوية؟ - حصلت علي جوائز عديدة منها جائزة العمل الأول من الجمعية المصرية لفن السينما 1985 وجائزة تقدير من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما 1989 وجائزة المهرجان القومي الحادي عشر للفنون المصرية وجائزة أحسن إخراج من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الثالث عشر عام 1997 وجائزة الإنتاج المتميز من نفس المهرجان وشهادة تقدير من مهرجان بيونج يانج السينمائي الدولي وجائزة أحسن إخراج عن فيلم دانتيلا عام 1998 وجائزة أفضل فيلم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعام 2001 وجائزة أفضل فيلم من مهرجان القاهرة السينمائي عام 2004 وجائزة من مجلس نقابة المهن السينمائية وأخري من مهرجان بيروت السينمائي - وهذا بخلاف شهادة تقدير من مهرجان جمعية الفيلم السنوي الثاني والثلاثين لجمعية السينما 2005.. وسعادتي تأتي من اقتناعي بالفيلم الذي أقدمه وبالرسالة التي أريد إيصالها من الفيلم وبردود أفعال الجمهور، والخلاصة أن الجمهور هو جائزتي. كيف ترين مستقبل السينما؟ صناعة السينما سوق معقدة وتمر بظروف اقتصادية واجتماعية متشابكة وهناك عوامل خارجة عن إرادتنا ولكن رغم هذا فقد رأيت مجموعة من العوامل المستقلة البعيدة عن صناعة السينما نفسها، وهذه العوامل منها ما يدعو للتفاؤل مثل بعض الأفلام التي أنتجتها السينما المستقلة مثل فيلم «فرش وغطا»، عشم وفيللا 69 وأري أن هذه الأفلام مجموعة من المواهب الجديدة وأغلبهم يبشرون بمستقبل واعد. هل لهذا السبب قمت بتأجيل فيلم الصمت؟ بالفعل الإنتاج والحالة الاقتصادية سبب رئيسي في هذا التأجيل وأنتظر الممول لهذا الفيلم رغم أن هذه الفترة حال السينما لايشجع علي إنتاج سينمائي جيد في ظل انتشار هوجة أفلام المقاولات التي لاهدف لها سوي الربح التجاري. وهل موجة الانتقادات ستضطرك للحد من الجرأة في أعمالك القادمة؟ - أنا صوتي من دماغي، وآرائي نابعة من قناعاتي الشخصية بأن الثقافة والإبداع ليست مجرد شيء ترفيهي ولذا سأزيد من قسط الجرأة في أعمالي ولن يستطيع أحد إجباري علي تغيير اتجاهاتي وقناعتي ومن الصعب أن يُفرض علي أفكار بعينها لأنني لا أحب أن أكون كمالة عدد ولا أخفي سرا كوني سعيدة بكل ما يوجه لي من انتقادات وحالة الجدل التي تثيرها أعمالي وآرائي في البرامج. هل تنوين الاستمرار في تجربتك كمذيعة؟ ولم لا، بشرط أن يكون برنامجا رمضانيا جديدا متميزا شكلا وموضوعا وأظهر فيه السلبيات لأن طبيعة برامجي تهدف لهذا وأنا لا أتجمل وأتعمق في التصريحات والأعمال التي صنعها ضيوفي وأعتبر موضوعيتي متمثلة في إتاحة الفرصة كاملة للضيف للرد وليكون دوري مناقشته في إجاباته التي كثيرا ما تصنع الإثارة - وكم أتمني أن يكون برنامجا جديدا يدعم تجربتي السابقة في الجريئة وهي وهو والجريئة التي حازت قبول ورضا المشاهدين، لأنها بدون ماكياج وضيوفي مثيرون للجدل. ما جديدك في التليفزيون؟ وجدت الفرصة جاءت علي طبق من ذهب لاقتحام عالم الدرما خاصة بعد اتجاه الجمهور والنجوم إلي التليفزيون، ولذا اخترت مسلسل عصر الحريم كأول عمل أخوض به تجربة الدراما التليفزيونية، وأؤكد لكم أن هذا العمل سيثير جدلا كبيرا بعد تنفيذه وعرضه نظرا لتعرضه لأحداث كثيرة نشهدها علي الساحة خاصة اضطهاد المرأة وضياع حقوق كثيرة لها، والمسلسل سينافس الدراما التركية التي يذهب إليها المشاهد المصري.