الرئيس السيسى يتحدث مع قيادات الأحزاب خلال اجتماعه الأخير معهم قائمة عمرو موسي، قائمة الجنزوري، قائمة الوفد المصري، قائمة صحوة مصر، قائمة في حب مصر، كلها كانت مبادرات لتشكيل تحالفات للدخول في قائمة انتخابية موحدة، وجميعها كان الفشل عنواناً لها، بسبب تغليب المشاركين فيها لمصالحهم الشخصية، وهي السمة السائدة التي تسيطر علي الأغلبية العظمي من ممارسي العمل السياسي الآن. عاد الرئيس عبد الفتاح السيسي ليكرر من جديد الدعوة إلي تشكيل قائمة موحدة تضم كافة الأحزاب والقوي السياسية، رغم تعذر تحقيق الهدف منذ شهور مضت، مع تأكيداته علي إجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الجاري. صعوبة تحقيق الفكرة تأتي نتيجة اختلاف الأيديولوجيات الحزبية، وعدم توافقها مع أسس العملية الانتخابية، هذه الدعوة التي وجهها الرئيس هدفها أن يكون هناك برلمان متوازن له أغلبية واضحة من خلال التحالفات، فمع كل اجتماع يعقده الرئيس السيسي مع رؤساء الأحزاب لحثهم علي التوحد قبل الانتخابات تسارع الأحزاب إلي إعلان مبادرات لتشكيل قوائم انتخابية موحدة، لكن كل تلك المبادرات تنتهي بالفشل مرة تلو الأخري. وأظهرت هذه المحاولات ضعف الأحزاب وحضورها في الشارع في ظل محاولات بعضها لاستغلال شعبية الرئيس في المعركة الانتخابية، كما أثارت جدلاً في شأن العلاقة المستقبلية بين السلطة التنفيذية والبرلمان المقبل الذي يمنحه الدستور سلطات في تشكيل الحكومة، إضافة إلي سلطتي الرقابة والتشريع. وفي تصريح جديد من نوعه أكد الرئيس السيسي، في اجتماع عقده مع رؤساء أحزاب الأربعاء (الماضي) أنه سيدعم تشكيل قوائم انتخابية موحدة لخوض الانتخابات التشريعية، مشيرًا إلي أهمية التكاتف الوطني في المرحلة المقبلة، لانتخاب مجلس نواب قادر علي الاضطلاع بمهمتي الرقابة والتشريع علي الوجه الأكمل، آخذاً بعين الاعتبار أن دقة المرحلة الراهنة تستلزم أن تنحي الأحزاب السياسية خلافاتها جانباً وأن تعلي المصلحة الوطنية. وشدد علي أن الرئاسة تقف علي مسافات متساوية من جميع القوي السياسية من دون انحياز إلي طرف، لكنه أبدي استعداده التام لمساندة ودعم قائمة موحدة لكل الأحزاب والقوي السياسية التي ستشارك في الانتخابات التي ستجري قبل نهاية العام. وسارع عدد من الأحزاب خاصة الصغيرة إلي إعلان تأييدها لتصريح الرئيس السيسي بشأن إمكانية مساندة قائمة موحدة، وكان حزب المحافظين قد إصدار بيانا أعلن فيه استجابته لدعوة الرئيس السيسي التي طالب من خلالها بتدشين قائمة انتخابية تضم كل الأحزاب المصرية لتعبر عن نموذج أصيل للاصطفاف الوطني. ودعا حزب المحافظين في بيانه جميع الأحزاب إلي المشاركة في المبادرة الثانية لتدشين القائمة الوطنية الموحدة، سواء الأحزاب التي شاركت أو التي لم تشارك في المبادرة الأولي، من أجل أن تصطف الأحزاب اصطفافا وطنيا يعلي المصلحة العليا للوطن. أضاف الحزب، ندعو كل من بادروا إلي عمل قوائم وطنية مخلصة وإلي المشاركة معنا في هذا الدور الوطني العظيم تعظيما وإنجاحا لهذا الدور من جميع أبناء الوطن المخلصين، استنادا إلي نجاح مبادرة الأحزاب السياسية في الخروج بالمشروع الموحد لقوانين الانتخابات، وتأكيداً علي دور الجمعية العمومية للأحزاب التي تسعي إلي إعادة تأسيس الحياة الحزبية وفقاً لأسس دستورية وقانونية سلمية. وبادر حزب الحركة الوطنية بعد إعلان السيسي وقال إنه سيدعو الأحزاب إلي اجتماع عاجل لدراسة الاستجابة إلي دعوة السيسي بتوحد الأحزاب وتدشين قائمة انتخابية موحدة. وأشار إلي أن تحالف الجبهة المصرية الذي يقوده الحزب يهمه في هذه المرحلة نجاح المبادرة وتوحيد الأحزاب في تحالف انتخابي يغلب المصلحة الوطنية. أما تحالف في حب مصر الذي ينظر إليه علي أنه مؤيد من قبل الدولة، ففتح الباب هو الآخر أمام زيادة المنخرطين فيه، مشيراً إلي أنه رغم أن قوائمه الانتخابية جاهزة، لكنه يرحب بانضمام مزيد من الأحزاب والشخصيات العامة. ويقول الدكتور عمرو هاشم ربيع، عضو لجنة إصلاح البنية التشريعية، إن الرئيس طرح فكرة القائمة الموحدة عندما سألته بعض الأحزاب خلال لقائهم به عن موعد الانتخابات، وأن موعد إجراء الانتخابات يعطله فقط تشكيل قائمة موحدة، وليس القوانين غير الدستورية التي تصدرها السلطة التنفيذية.. وأكد أن القائمة الموحدة تتنافي مع فكرة الحزبية والتنافسية والمشاركة السياسية في الانتخابات والاقتراع، وتحقيقها أمر صعب للغاية، فمن غير المعقول أن يجتمع أكثر من 102 حزب في قائمة موحدة تعبر عن كل الاتجاهات، وكان من الأفضل أن يتم تحديد الأحزاب المتفقة والمتقاربة في تحالف واحد.