اكثر ما يميز الفنانة الجميلة عزة بهاء أن لها منهجا خاصا قائما علي صراحتها.. فهي لا تكترث كثيرا بأن تصنع من الكلمات صورة تخالف حقيقة ما تشعر به.. خاصة أنها تدور حول الشخصية التي تقدمها وتعانقها ثم تنقلها إلي الجمهور بإتقان شديد، وقد تميزت عزة بهاء في تقديم أدوار يشار إليها بالبنان حصلت من خلالها علي جوائز وإشادات نقدية كثيرة. والمثير أن جميع أدوارها حملت التنوع والتجديد، ولم تترك شخصية في مشوار الحياة إلا وسعت لتقديمها بخلاف أنها تميزت في أدائها بروح التفرد والشفافية حتي في أعمالها السينمائية والمسرحية القليلة.. ولكن الحقائق كشفت ميولها للمجازفة في اختياراتها منذ أن قدمها الزعيم عادل إمام في مسرحية الواد سيد الشغال.. ومن يومها تصعد سلم النجومية بخطوات هادئة بأعمال لا تعرف الاستسهال. وفي السطور التالية تتحدث الفنانة عزة بهاء بكل صراحة عن فترة غيابها عن الساحة والجديد بعد عودتها.. وبعدها عن السينما وعشقها للتنوع في أدوارها.. ولماذا لم تكرر التعاون مع الفنان نور الشريف والزعيم عادل إمام في أعمال جديدة وحكاية عشقها للسباحة ضد التيار وأشياء أخري. بعد فترة غيابك عن الساحة ما الذي جذبك في عملك الدرامي الجديد؟ فترة غيابي عن الساحة الفنية كانت تؤرقني كثيرا وبكل صراحة الذي جذبني لتقديم شخصيتي في المسلسل الجديد «تحالف ممنوع» والتي أعتبرها مفاجأة للمشاهد ونقلة في مشواري الفني هو النص والسيناريو والحوار للمؤلف محمد الباسوسي الذي قدم من قبل أعمالا كثيرة جيدة حققت نجاحات متميزة وكنت أنتظر عملا جديدا لأقدمه بخلاف موضوع المسلسل الذي يعالج قضايا اجتماعية تمس مجتمعنا يكون مع فريق عمل جيد يقوده المخرج المتميز محمد النجار وللعلم سيبقي الإبداع هو الرهان علي نجاح عملي الجديد بإذن الله. ولكن لوحظ أن نشاطك التليفزيوني جاء علي حساب السينما والمسرح؟ إنني أبحث عن النص الجيد الذي يقدمني بشكل جيد سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح وبمجرد عرض القصة الجيدة وتتوافر فيها العناصر التي أحبها في العمل لا أتردد في تقديمها خاصة عندما يكون المؤلف يمتلك القدرة الإبداعية وإمكانية العودة بالمشاهدين للأجواء ذات الملاحم الشعبية ونسيج المشاكل بين كل طبقات المجتمع وتجاربه الواقعية والمواجهات الصعبة داخل مجتمع الأسرة ومشاكل التعليم والزواج والطلاق والهجرة وضغوط الحياة. وهل تعتقدين بعد هروب نجوم السينما للتليفزيون أن الأخير يحرق نجومية الفنانة بالسينما؟ بالطبع لا.. فقد يعتبر العمل بالتليفزيون إضافة للفنان ولكن بشرط أن يكون الاختيار مناسبا.. ولا يغيب عنا هنا حجم النجاحات والتألق التي حققها النجوم علي سبيل المثال لا الحصر محمود عبدالعزيز في رأفت الهجان وجبل الحلال وعادل إمام في مسلسلات دموع في عيون وقحة والعراف وناجي عطاالله وقريبا أستاذ ورئيس قسم ونفس الشيء في كل أعمال الفنان نور الشريف ومنها عائلة الحاج متولي والعطار والسبع بنات والرحايا وخلف الله وعرفة البحر بخلاف نجاحات فاروق الفيشاوي في مسلسلات أهل الهوي وقاتل بلا أجر وميرفت أمين في كل أعمالها التليفزيونية ومنها أحزان مريم وطيارة ورق وقمر سبتمبر وإلهام شاهين أيضا وخصوصا مازلت آنسة وقصة الأمس وقضية معالي الوزيرة والبراري والحامول ومن النجوم الشابة كريم عبدالعزيز في مسلسل امرأة من زمن الحب والهروب وأحمد السقا في خطوط حمراء ومني زكي في آسيا ومسلسل عبدالحليم حافظ. ولكن ما حقيقة بعدك عن السينما؟ لست مبتعدة عن السينما وراضية عما قدمته من أفلام بمغامرات كابتن زيكو أمام إسعاد يونس وإخراج أحمد السبعاوي ويوم حار جدا مع المخرج محمد خان وقليل من الحب كثير من العنف مع رأفت الميهي وأتمني عودة السينما لمكانتها وتأخذ مكانا مرموقا عالميا وأتمني تكاتف الفنانين للارتقاء بصناعة السينما وعموما أنا لا أقدم سوي العمل الجيد حيث لا يهمني الانتشار بقدر سعيي لإضافة الشيء المتميز لرصيدي الفني وأنا مستعدة للسينما وأمامي ثلاثة سيناريوهات سأفاضل بينها بعد قراءتها. وما هي الأعمال التي تعتزين بها في مشوارك الفني؟ كل أعمالي لها مكانة في قلبي منذ بداية دخولي المجال الفني وأنا مازلت طالبة في معهد الفنون المسرحية حيث اشتركت في بطولة مسلسل مذكرات زوج مع النجم محمود ياسين والقديرة فردوس عبدالحميد وبعدها مسلسل في بيتنا رجل وخلاله تملكني الرعب خوفا من المقارنة الصعبة بالفنانة زبيدة ثروت التي قدمت نفس الشخصية في الفيلم السينمائي.. هذا بالإضافة للمسلسلات الجيدة ومنها الحفار هزمتني امرأة ياعزيزي كلنا لصوص هوانم جاردن سيتي بوابة الحلواني . وبالإضافة لقولي إن مسلسل الآنسة كاف محطة التحول في حياتي اعترف بأني مازلت استمتع باستنشاق رسمي بالريشة والكلمة وصدق الأداء في نمط شخصيات أدواري كلها وأعتقد أنها تركت في قلوب الجماهير بصمات من الحب والإعجاب لا حدود لها. هذا يعني تفضيلك للتنوع في أعمالك؟ - أعشق التنوع وتجديد أدواري وتقديمي للأدوار الرومانسية والأرستقراطية دليل علي ثقة المخرج في قدرتي علي تقديم هذه النوعية بحكم الشكل وطبيعتي الشخصية ونظرا لأن لكل عمل فني ظروفه أقبل الدور الذي أشعر بقربه مني وإن لم يستهوني أرفضه، ولذا أبحث عن الشخصيات المتنوعة في مشوار الحياة - بدليل تجسيدي لشخصية ابنة الباشا السلبية في قراراتها وفجأة تنضم لأحد التنظيمات وقدمت شخصية الفتاة الريفية التي تتعرض لقسوة زوجة أبيها فتضطر لقبول أول عريس يطرق بابها.. وقدمت الفلاحة الهادئة التي تحب مطربا في مسلسل ما وراء النهر ودور الشريرة في الليل وآخره والفتاة التي تحولها الظروف إلي شريرة في أوراق مصرية، ودور الست النكدية في نور الصباح وزوجة الضابط التي تتهم بقتل جارها ودور جولنار الجارية التركية في قاسم أمين ودور الزوجة الثانية في مسلسلي «الحفار» و«الرجل الآخر» وأؤكد أن تقديمي لكل هذه الأدوار مختلف في المشاعر والأحاسيس وطبيعة الأداء. قدمت أعمالا جيدة مع النجمين نور الشريف وعادل إمام، فلماذا لم تكرري التجربة معهما. - العمل معهما مكسب كبير لأي فنان أو فنانة - فهما فنانان رائعان لايعرفان أي أنانية بل يساعدان كل من يعمل معهما.. وبالنسبة لنور الشريف ساعدني في أشياء مثل طريقة الوقوف أمام الكاميرا - وكان يدلني علي مفاتيح الشخصية - وأضاف لي الكثير فنيا خلال وقوفي أمامه في مسلسل الرجل الآخر - وبالنسبة للزعيم عادل إمام أعترف أن القدر خدمني في أن أكون بديلة لإحدي الزميلات بسبب ظروف عندها وأعطاني فرصة عمري لقيامي بدورها في مسرحية الواد سيد الشغال ولكني تركت المسرحية فترة أدائي امتحان البكالوريوس في معهد الفنون المسرحية - ووقتها سافرت الفرقة لأمريكا وأعتقد أن الفنان الزعيم عادل إمام زعل مني ولكني لا أنسي فضله في جعل الممثل أمامه يرتفع بأدائه وإكسابه ثقة جماهيرية ونجومية مستمرة من مجرد التواجد معه في أعماله القوية والمتميزة - وقد يكون نسيني أو لست علي باله لغيابي فترة عن الوسط وكم أتمني أن أحظي بفرصة جديدة للعمل معه. هل من اختلاف بين شخصيتك الحقيقية وشخصيتك علي الشاشة؟ - أنا إنسانة عادية وسيدة منزل من الطراز الأول أعمل كل شيء بيدي وأهتم ببيتي في المقام الأول وبابني أدهم وفخورة لكونه يراني في صورة مشرفة في كل أعمالي ويعتبرني قدوة له في مسيرة حياته. وحول أمنياتها وأحلامها تقول عزة بهاء أحلم بالستر وراحة البال - وأتمني العثور علي نص جيد أعود به لخشبة المسرح لأني بصراحة أشتقت إليه وأعيد تقديم روائع من أفلام الراحلة فاتن حمامة والنجمة ميرفت أمين لأني أعتبرهما مثلي الأعلي في مشواري الفني وأتمني أيضا انتهاء موجة فن المقاولات التي حرمت علي دخول السينما.