شتان بين من مات دفاعاً عن وطنه، وبين من باع بلده. شتان بين سميرة موسي، تلك العالمة الجليلة في مجال الذرة التي اغتيلت في كاليفورنيا، وبين نهي الحشاد الباحثة النووية في جامعة بني سويف والتي قررت أن تعلن تأييدها للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية مقابل منحها حق العيش في الدولة العبرية. لمن لا يعرف نهي الحشاد فهي كانت معيدة في كلية العلوم جامعة بني سويف منذ عام 1988 ثم حصلت علي درجة الماجيستير وتم ترقيتها لمدرس مساعد عام 2000، تبنت حشاد وجهات نظر غريبة أثناء دراستها في الجامعة وأهمها عن إسرائيل وأحقيتها في أرض فلسطينوسيناء أيضا، وكانت مشكلتها الأكبر هي إصابتها بمرض سرطان الثدي وكانت تريد السفر إلي إسرائيل للعلاج هناك، ولكن علمت السلطات المصرية بذلك ومنعتها ولذلك حاولت السفر عن طريق الأردن وادعت انها تعرضت للتعذيب والضرب مما تسبب لها في أزمة نفسية بالإضافة إلي إدعائها أيضا بأن أبحاثها أهملت من قبل الجامعة. كان أول اتصال لها مع الحاخام الإسرائيلي "هالل فيس" وله نشاط سياسي وديني متطرف حيث إنه قام بتأسيس شعبة أساتذة الجامعة للدفاع عن إسرائيل سياسيا واقتصاديا ورئيسا لحركة أمناء الهيكل، بزعم البحث عن هيكل سليمان تحت المسجد الأقصي، وكان فيس أول المؤسسين للاستيطان الإسرائيلي في المنطقة الغربية من الضفة الغربية، وأقام مستوطنة تسمي "الكانا" منذ عام1972 وحتي الآن. وقام الحاخام هالل فيس بتقديم شخص جديد لها علي أنه صديق مقرب له ويدعي رافائي لابينوفيتش ونشأت بينهما صداقة قوية، واستمرت الاتصالات بينهما عبر البريد الإلكتروني، حتي بدأ رافائي في عرض فكرة حضورها إلي إسرائيل، وبالفعل بدأت نهي ورفائي الترتيب لرحلة الهروب من مصر إلي إسرائيل، في الوقت الذي ساعدتها فيه حركة أمناء إسرائيل في إجراء اتصالات هاتفية مع بعض أساتذة جامعة بار إيلان في إسرائيل، وبعد الترتيب لرحلة الهروب غادرت نهي الحشاد مصر في شهر مايو 2011 حيث إنها استغلت الوضع الأمني غير المستقر في مصر إبان ثورة 25 يناير وهربت إلي إسرائيل عبر المنفذ البري، وكان في استقبالها هناك صديقها المقرب رافائي لابينوفيتش الذي وفر لها السكن في مستوطنة موشاف كفار بوفال في منطقة النقب الإسرائيلي، وانضمت الحشاد إلي حركة أمناء إسرائيل لإحياء المشروع الصهيوني لدولة إسرائيل من النيل إلي الفرات. وفي حديثها مع جريدة "يسرائيل هيوم" قالت نهي الحشاد إنها تبلغ من العمر الآن 51 عاما وأنها ولدت ونشأت في القاهرة من أسرة مسلمة وعندما كانت طفلة درست في مدرسة خاصة في المملكة العربية السعودية، حيث إنها درست القرآن والدراسات الإسلامية علي مستوي عال كما أنها تدعي أن والدتها من سلسال مباشر من الحسين بن علي، حفيد النبي محمد([). وأوضحت الحشاد سبب تفكيرها في الخروج من مصر عندما قامت بعمل أطروحة فيزياء في الجزيئات النووية وانتهت بالفشل لأن النتائج لا تتطابق مع الصيغة الفيزيائية المعروفة". ثم عرضت نهي أطروحتها علي البروفيسور الإسرائيلي يغئال شالوم هورويتز من جامعة بن غوريون عبر البريد الإلكتروني وكتبت له رسالة اعتقادا منها أن هناك اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل ولا يوجد أي عوائق في هذا الاتصال وأضافت أيضا أنها لم تكن تتوقع أن يقوم البروفيسور بالرد عليها ولكنه دعاها أيضا لحضور مؤتمر لعلماء الفيزياء في القدس وشعرت وقتها بسعادة غامرة والمضي قدما للخروج من مصر إلي إسرائيل ولكن الخطوة كانت ساذجة ومنعتها السلطات المصرية وادعت نهي أنهم قاموا بضربها وتعذيبها، كما أضافت أيضا قائلة هذا رد فعل طبيعي بالنسبة للشارع المصري الذي يقتنع بأن إسرائيل ترسل أسماك القرش قبالة سواحل مصر للتجسس. واستطردت نهي الحشاد حديثها قائلة إن دراستها في المملكة العربية السعودية للقرآن وحفظها له بشكل جيد جعلها تحدد حقوق اليهود في أرض إسرائيل بشكل واضح وأن وطن اليهود من النيل إلي الفرات ولذلك تم اتهامها بأنها تدعم الصهيونية موضحة ذلك قائلة إنه لكي تكون صهيونيا هو أن تخبر اليهود بأن أرض إسرائيل ملك لشعب إسرائيل فإذا كان القرآن قال ذلك فهل القرآن صهيوني؟! وأضافت أيضا أنها ذهبت إلي الأزهر للاطلاع علي مزيد من المعلومات، وبحثت عن كتب التفسير الأصلية للقرآن، واتضح أنها كانت علي حق، وأن إسرائيل هي حقا ملك لليهود، وذهبت لرؤية كبار علماء الأزهر، وسألت أحد الشيوخ "هل صحيح أن أرض إسرائيل ملك اليهود" وعندها صمت الشيخ، منعت بعد ذلك دخول مكتبة الأزهر أو إجراء أية أبحاث. واستكملت حديثها قائلة إن القرآن ينص علي أن أرض إسرائيل ملك لشعب موسي والمشايخ يعرفون ذلك، ولكنهم ينكرون حقوق اليهود لتولي الأرض وكان هذا الإثبات أول جريمة صدرت ضدي. وادعت أن المدعي العام سألها قائلا: لها اعترفي إنكِ من أصول يهودية فقالت له وهل اليهودية جريمة فرد عليها بالتأكيد جريمة فاليهودي جاسوس وهو أصل كل الشرور. وقالت أيضا أنه تم ضربها بعصا خشبية علي رأسها وغابت عن الوعي لفترة وعلي حد قولها صرحت أنها اعتقلت 5 مرات من قبل المخابرات المصرية. وقالت أيضا إنه تم أخذها من قبل الشرطة إلي مقبرة يهودية وتم سكب النفط علي جسمها وأضافت أنها تأكدت أن النضال الفلسطيني هو نتاج من الكراهية المصرية فعرفات خدم في الجيش المصري وهو الذي أنشأ منظمة التحرير الفلسطينية بمساعدة عبد الناصر. واستكملت حديثها قائلة أيضا إن مصر منذ مرحلة الطفولة تبث جبلاً من الكراهية التي لا يمكن تخيلها في كل مكان ضد إسرائيل علي أنها هي العدو الوحيد للعرب ويتم التحريض ضد اليهود بشكل يومي علي شاشات التلفاز والسينما بالرغم من أن النبي محمد تزوج صفية، وهي امرأة يهودية. وقالت نهي أيضا إنه في عام 2005 علي ساحل سيناء التقت ببعض الإسرائيليين وكان منهم ضابط احتياطي في جيش الدفاع الإسرائيلي من الذين قاتلوا في حرب يوم الغفران 1973 أعطته رسالة في زجاجة وبها بريدها الإلكتروني، مغلفة تحتوي علي نصوص واقتباسات ووثائق من القرآن نسخت باللغة الإنجليزية علي مناديل ورقية وقالت له إنه إذا تم تفتيشه يلقيها في الماء علي الفور، وبالفعل وصلت المناديل الورقية إلي إسرائيل ل إستي تيروش وتواصلت معه لمدة 6 سنوات عبر البريد الإلكتروني والهاتف المحمول وفي ذلك الوقت كانت تستقبل من السياح الإسرائيليين كتبا عبرية وتعليمية وأقراصا مدمجة. واستكملت نهي حديثها قائلة وعندما هب ربيع الحرية عام 2011 شعرت بالخروج الحقيقي من مصر فعندما بدأ انهيار نظام مبارك، أدركت أن فرصتي قد جاءت لمغادرة مصر، فقدمت طلبا لتلقي العلاج بالأردن خاصة أنني أعاني من شلل في ظهري والقدم وتحطيم في الفك، وطلبت السفر لإجراء عملية جراحية، وبالفعل سافرت إلي إسرائيل. أما عن حياة الحشاد وأعمالها ونشاطاتها في هذه الفترة فقالت: اليوم أجمع الأموال لترجمة الكتاب الأول "عباس" والثاني "بداية ونهاية الصهيونية "وأضافت أيضا أنها منذ عام أعلنت عن تركها للإسلام واعتناق اليهودية. كما أنها قررت تغيير اسمها الأخير "الحشاد" وتود الاستمرار في مهنتها كفيزيائية، ولكن هناك أشياء أكثر أهمية مثل "إنشاء مركز نهي للسلام في الشرق الأوسط" ويتم بناؤه الآن والعمل فيه من أجل إسرائيل، جنبا إلي جنب مع المستشرق البروفيسور رافائيل والدكتور مردخاي كيدار، والعالم اليهودي البروفيسور هيلل فيس و شعار المعهد هو "السلام هو ثقافة - أي اتفاق" بالإضافة إلي أنها عملت قليلا في "مراقبة وسائل الإعلام الفلسطينية" التي ترصد التحريض ضد إسرائيل من السلطة الفلسطينية، والشبكة باللغتين العربية والعبرية . وفي النهاية تقول نهي الحشاد إن السلام الحقيقي سوف يتحقق عندما نفهم الإسلام بشكل صحيح وأنه لا فائدة من عملية السلام إلا إذا تم الاعتراف بأحقية إسرائيل في الأرض ولابد من تعديل الصيغة الخاطئة فالجميع يقول إن إسرائيل هي التي تحتل و المفتاح الأول للسلام هو أن إسرائيل لا تحتل بل تجلس علي أراضيها، وبالتالي تحتاج إلي حل الصراع، وطالما يتم تعريف إسرائيل كدولة محتلة، لا يوجد سلام. كل من يسأل لماذا لا يزال الصراع دون حل، فهو يتجاهل الجذور الدينية له، دعونا نضع الوثائق علي الطاولة ونبدأ في قراءتها من البداية وأدعو للعرب أن يتعلموا ويفهموا دينهم بشكل صحيح، وقالت أيضا إنها تعتبر إسرائيل جوهرة أو قطعة من الماس وأنها محظوظة لأنها تعيش هناك الآن.