يفرح الإنسان بشبابه وهو في مقتبل العمر ويتصرف أحيانا وكأنه سيعيش الدهر كله. ولايدري أن الحياة أقصر مما يظن. وعندما يتقدم به العمر ويقترب الأجل يفيق من غفلته. ويحاسب نفسه ويسترجع مافات.. تاريخ ممتد من الانكسار والانتصار. ومن النجاح والفشل. ومن الرجاء واليأس.. ثم لايبقي أمامه الا المحصلة النهائية. ويتساءل: هل هو راض فعلا عن كل ما أقدم عليه من تصرفات؟! لقد استعرضت قصة فتاة مصرية تسمي "نهي حشاد" قالوا إنها "عالمة فيزياء" هربت إلي إسرائيل وانضمت إلي حركة هناك تسمي"حركة أمناء إسرائيل" وأصبحت عضوا حيويا في هذه الحركة المتطرفة التي تهدف إلي هيمنة إسرائيل علي المنطقة. قصة نهي حشاد كما نشرتها صحيفة "الأهرام" أنها تخرجت في قسم الفيزياء بكلية العلوم جامعة بني سويف عام 1987 وعينت معيدة بالكلية. لكنها لم تحصل علي درجة الماجستير الا بعد 13 سنة أي في عام 2001 ولم تحصل علي درجة الدكتوراه حتي هربت إلي إسرائيل في شهر مايو 2011 وانقطعت عن الجامعة التي قررت فصلها لتغيبها لمدة 51 يوما متصلة. تقول صحيفة "الأهرام" نقلا عن مصادر أمنية ان نهي حشاد نشأت في أسرة مفككة لانفصال الأبوين. وكان والدها محمود عوض حشاد يعمل نائبا لمدير المعهد العالي للتخطيط قبل خروجه للمعاش. وأن علاقتها به كانت سيئة. يبدو من سرد قصة نهي حشاد أنها تعرضت لمعاملة سيئة في مسيرتها العلمية بجامعة بني سويف. وأن الجامعة حرمتها من الحصول علي درجة الدكتوراه. وأضاعت الرسالة التي اعدتها عن "الأمان النووي" الأمر الذي جعلها تقاضي الجامعة وتحصل علي حكم لصالحها. وتقول نهي حشاد مدافعة عن نفسها: إن رسالتها في الأمان النووي كانت للدفاع عن مصر بالتعاون مع روسيا.. مضيفة: سوف افضح الخائن الذي باع المشروع.. لأن من باعه شخصيات معروفة.. لقد منعوني من الدراسة في الخارج وضيعوا كل شغلي بالداخل وحرمت من كافة المنح المقدمة لي من المركز الدولي للأبحاث النووية!! قد تكون هذه الاتهامات التي وجهتها نهي حشاد لجامعة بني سويف صحيحة.. وقد يكون الاضطهاد الذي تعرضت له وأدي الي عرقلة انطلاقها العلمي سببا في اصابتها بانكسار نفسي شديد الي جانب الانكسار العائلي وبالتالي ادي الي فقدها الثقة في كل شئ يتصل بحياتها سواء من ناحية اسرتها أو من ناحية الجامعة. لكن.. هل كل ذلك يبرر انحرافها الوطني واللجوء إلي إسرائيل والتواصل مع الحاخام الإسرائيلي المتطرف هاليل فايس الذي يرأس حركة أمناء الهيكل التي تبحث عن هيكل سليمان تحت المسجد الأقصي؟! لقد قام هذا الحاخام بتقديم شخصية اسرائيلية جديدة لنهي حشاد عبر الانترنت قبل ان تهرب الي إسرائيلي يدعي رافائي لابينوفيتش الذي عرض عليها الحضور إلي إسرائيل. فحصلت علي تأشيرة للسفر إلي الأردن. ومنها سافرت إلي إسرائيل عبر المنفذ البري!! والآن.. تعيش نهي حشاد في إسرائيل واصبحت باحثة في مجال الطاقة النووية بجامعة بار إيلان واعلنت دعمها لفكرة حدود الدولة العبرية من النيل إلي الفرات!! قصة نهي حشاد تجعلنا نتساءل عن مصداقية البحث العلمي في جامعاتنا.. وكيف يتعامل أساتذة الجامعات مع الطلاب الباحثين الدارسين للماجستير والدكتوراه؟! والمعروف والشائع أن الاساتذة يتعاملون معهم بكل وضاعة ودناءة حتي أنهم يتخذونهم "خداما" في بيوتهم!! ومن يأبي منهم هذه المعاملة المهينة لايمكن أن يحصل علي الدرجة العلمية. من هنا نقول: إنه يجب فتح تحقيق في قضية نهي حشاد.. لا من أجل نهي التي أصبحت لاتستحق الشفقة ولا التعاطف معها.. وانما من أجل المستقبل والنهضة العلمية التي ننشدها لمصر بعد الثورة. أما نهي.. فإن وصمة "الخيانة" سوف تطاردها طوال حياتها.. فكم من شباب وشابات لاقوا عنتا شديداً في مصر.. لكن الوطنية والانتماء إلي هذا البلد كانا سياجا متينا لهم ضد الانحراف والخيانة. ونهي هذه لن تدرك عاقبة تصرفها المشين الا حين تتقدم بها السن وتفتقد حنان الأهل والأقارب ودفء الوطن.. وعندئذ ستموت وحيدة بحسرتها.