تشكو الكثير من الأمهات من النشاط الزائد لدي أطفالهن، ويعتقدن أن "الطفل الشقي" قد يكون مؤشراً لصعوبة في التعامل معه في مراحله العمرية اللاحقة، لكن خبراء العلاقات الأسرية لديهم تفسيرات علمية لأسباب هذه "الشقاوة"، ويقدمون حزمة نصائح مهمة لأي أم لتسهيل مهمة تعاملها مع طفلها وتهذيب سلوكه. تقول مدربة التنمية البشرية وخبيرة العلاقات الأسرية شيماء إسماعيل ل "هي": يجب أن نوضح في البداية أن ثمة فارق بين النشاط العادي لأي طفل والنشاط الزائد، فاللعب والحركة مطلبان طبيعيان وعنصران أساسيان من عناصر النمو الجسماني والنفسي والعقلي والاجتماعي للطفل، لكن ينبغي أن يكونا في الحدود الطبيعية وإلا تحولا إلي مرض، هو ما يطلق عليه اسم "فرط النشاط"، كما أن هناك ما يُسمي ب"النشاط المرضي" وفيه يكون الطفل مصاباً بمرض معين يسبب له الحركة الكثيرة. ولمعرفة الفارق بين النشاط الطبيعي والزائد والمرضي، تقول شيماء إن النشاط الطبيعي العادي أمر مُحبب للأهل وإيجابي يعرفون من خلاله أن الطفل يتمتع بصحة جسمانية جيدة، وكذا صحة نفسية سوية، لأنه يكون اجتماعي و"شقي" بعض الشيء، ويحب التعامل والانسجام مع الآخرين ويتميز بقدرته علي تكوين صداقات والاندماج في اللعب مع من هم في مثل عمره. أما الطفل كثير الحركة فتكون لديه مشكلة أخري هي قلة الانتباه، بسبب كثرة الحركة الجسمانية التي تفوق الحد الطبيعي المعقول، ونتيجة لذلك يكون قليل التركيز وشارد الذهن وغير قادر علي الاستذكار أو الحفظ ويجد صعوبة في الاستجابة للطلبات البسيطة المكلف بها مثل حل الواجبات المدرسية أو ترتيب غرفته أو الحفاظ علي ألعابه، وهو أيضاً لا يكف عن الثرثرة، ويقاطع الآخرين أثناء حديثهم من دون سبب أو هدف، وكذلك يكون غير قادر علي بناء علاقات أو صداقات مع الآخرين ولا يستطيع الجلوس في مكان واحد بسبب انشغال نظره الدائم هنا وهناك، وفي ممارسته للعب لا يستغرق وقتاً بل يلعب بطريقة مزعجة وينتقل سريعاً من عمل إلي آخر. ولعلاج هذا الطفل وسهولة التعمل معه تطرح شيماء أربع نصائح مهمة للأهل، وهي ضرورة أن يعمل الأهل علي احتواء الطفل والاهتمام به عبر استغلال طاقته الجسمانية والعقلية بطريقة تربوية من خلال اختيار ألعاب تتميز بالفك والتركيب، كما يمكن تدريبه علي التركيز والجلوس الهادئ من خلال تقديم بعض الألعاب الشاقة له، حتي يرتبط بالجلوس أكثر، لكن لا يجب أن نقدم له أشياءً تحتاج إلي الكتابة أو مجهود ذهني كبير، حتي لا يمل واحذروا أن يكون رد فعلكم عنيفاً علي الأعمال السيئة التي يُقدِم عليها الطفل حتي لا يكررها إشباعاً لطاقاته العدوانية. تتابع: بالنسبة إلي النشاط المرضي، فإن ما يدفع الطفل إلي الحركة الزائدة من دون إرادة أو تحكم سببه بعض المتاعب التي تهاجم جسمه أو عقله، مثل الأنيميا المزمنة أو الوراثية أو ضعف الغدة الدرقية أو نقص نسبة السكر في الدم أو ضعف السمع أو البصر أو وجود إصابة في المخ تعرض لها أثناء التكوين أو أثناء الولادة أو بعدها، بسبب الوقوع علي الرأس أو تعرضه للضرب المُبرِّح علي الرأس.. كل هذا من شأنه أن يسبب نشاطاً زائداً وعنفاً أيضاً، ومن هنا يجب علينا جميعاً الحافظ علي أطفالنا من المخاطر التي تواجههم أثناء حياتهم حتي يكونوا أصحاء يلعبون ويمرحون من دون مشاكل صحية أو عقلية أو نفسية. ضرورة استغلال طاقته وتدريبه علي الجلوس الهادئ شيماء إسماعيل: «كثير الحركة» يعاني شرود الذهن وصعوبة التعلم