أكد الناطق الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، أن القوات المسلحة المصرية نفذت ضربة جوية واحدة غداة نشر فيديو ذبح تنظيم "داعش" ل21 قبطياً، ونفي المسماري في حوار أجرته معه "آخر ساعة" هاتفياً من القاهرة صحة ما تردد عن قيام المقاتلات المصرية بعمليات إنزال بري، لافتاً إلي أن أول رد ل"داعش" علي العملية المصرية تم صباح الجمعة الماضية بعملية انتحارية في مدينة "القبة" أسفرت عن مقتل نحو 50 مدنياً بينهم ستة مصريين. وإلي تفاصيل الحوار. التنسيق مع مصر مستمر .. والقائد العام للقوات الليبية في القاهرة قريباً ما صحة ما تردد عن قيام تنظيم "داعش" بالرد علي الضربة الجوية المصرية بعمليات انتقامية في مناطق ليبية مختلفة؟ - تنظيم "داعش" منذ الضربة التي وجهتها المقاتلات المصرية، لم ينفذ أي عملية سوي ما حدث ظهر يوم الجمعة الماضية، التي كانت عملية قوية في مدينة واحدة هي "القبة" التي تقع في شمال شرق ليبيا، وتحديداً في المنتصف بين مدينتي "درنة" و"البيضاء"، وأسفرت عن مقتل نحو 50 مدنيا بينهم ستة مصريين، بخلاف عشرات المصابين، حيث استهدف التنظيم الإرهابي محطة وقود قرب منزل رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، وكان المدنيون يصطفون في طابور طويل للتزود بالوقود، وأن العملية تمت باستخدام ثلاث سيارات مفخخة قادها انتحاريون، الأولي استهدفت تفجير المحطة، والثانية تم تفجيرها بجوار المحطة والثالثة استهدفت المواطنين الذي حاولوا إسعاف المصابين. ماذا بشأن تواصل التنيسق مع الجانب المصري بشأن الضربات الجوية؟ - التنسيق مازال قائماً مع القوات المسلحة المصرية، ولكن توقفت الضربات من الجانب المصري انتظاراً لقرار أممي لتشكيل تحالف دولي لضرب "داعش ليبيا"، لكن هذا الأمر لم ينجح، وبناء عليه لا نعرف هل سوف تستمر مصر في توجيه الضربات أم أنها كانت مجرد ضربة انتقامية واحدة قامت بها وانتهي الأمر. نحن ننتظر الآن نتائج الزيارة المرتقبة خلال أيام التي سيقوم بها القائد العام للقوات الليبية إلي مصر لاستيضاح هذا الأمر. قيل أيضاً إن القوات المصرية قامت بعمليات إنزال نفذت عملية برية ضد "داعش" وأسرت العشرات من عناصر التنظيم. ما صحة ذلك؟ - كما سبق أن قلت.. الجانب المصري لم ينفذ سوي ضربة واحدة ضد معاقل "داعش" في مدينة "درنة" حتي الآن، ولا صحة لتنفيذ عملية إنزال لقوات برية علي الأرض، فما نُشر في هذا السياق علي مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي عار تماماً عن الصحة. اتجاه مجلس الأمن وكذا ما أكده الرئيس الأمريكي باراك أوباما من تأييد الحل السياسي ورفض التدخل العسكري، هل يؤشر إلي توقف التنسيق مع الجانب المصري؟ - كلمة الرئيس الأمريكي أوباما جاءت في وقت حساس للغاية، بالتزامن مع انعقاد جلسة في مجلس الأمن بخصوص مناقشة الوضع في ليبيا، وأعتقد أن الهدف كان واضحاً من أجل التغطية علي هذه الجلسة، إذن أمريكا هي الداعم للإرهاب في ليبيا ومازالت تستهدف النيل من أمن هذا البلد، لكن في كل الأحوال فإن التنسيق مع دول الجوار سيكون قوياً، وبخاصة مع مصر ومع من يشعر بتهديدات أمنية تأتي من ليبيا. وماذا عن قراءتكم لموقف قطر تحديداً؟ - قطر هي الداعم للإرهاب في ليبيا منذ العام 2011، من خلال دعمها بشكل قوي لجماعة "الإخوان" كما تدعم قادة الميليشيات الإرهابية المسلحة، وبخاصة القيادي الإخواني علي الصلابي الذي يقف وراء العمليات الإرهابية التي تشهدها ليبيا، وهو متواجد في قطر، إلي جانب دور قناة "الجزيرة" القطرية في دعم الإرهاب وإشاعة الفوضي ونشر الأكاذيب في إطار حرب إعلامية، وهو ما لم يعد يخفي علي أحد. سبق أن حذرت من تسريب أسلحة من ليبيا إلي دول أوروبية.. هل مازال هذا الأمر قائماً؟ - هذا بالفعل ما سبق أن قلته في تصريحات إعلامية، حيث يتم تهريب السلاح إلي دول الجوار عموماً ويتم ذلك عن طريق البر وكذلك عبر البحر المتوسط من ليبيا إلي بلدان أوروبية، وهذه الأسلحة دخلت خلال العامين الماضيين وخلال سيطرة الإخوان علي الحكم في ليبيا. بماذا تُقدر كميات السلاح الذي تم تهريبه خارج حدود ليبيا بهذه الطريقة؟ - لا أحد يستطيع تحديد رقم دقيق في هذا السياق، لكن ما يمكن تأكيده أن مخازن السلاح لدي الجيش الليبي حتي شهر يناير 2011 كانت تحتوي علي حوالي 21 مليون قطعة سلاح، جميعها تم السطو عليها وأصبحت هذه المخازن خاوية تماماً الآن، وهذا يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلي تهريبها إلي الخارج أو تخزينها لدي الميليشيات الإرهابية المسلحة داخل ليبيا، وعلي رأسها بقايا تنظيم "القاعدة" وكذا تنظيم "داعش" والعديد من الميلشيات. الدول الأفريقية ذات الحدود المشتركة مع ليبيا هل يمكن أن يكون لها دور في دعم الإرهاب لديكم؟ - دول الجوار عموماً ليس لها دور في دعم الإرهاب داخل ليبيا، لكنها في الوقت ذاته قصرت في حماية الحدود، ما سهل عمليات الدخول والخروج من وإلي ليبيا، وهذا من شأنه أن يهدد أمن ليبيا وأمن هذه الدول من خلال الهجرة غير الشرعية وتهريب الأسلحة والمخدرات، وبالتالي فإن هذه الدول وغيرها من الدول الأوروبية أيضاً هي عرضة للاكتواء بنار الإرهاب، وهنا أوضح أن تركيا تقوم بدور خطير يتلخص في نقل السلاح والقيادات الإرهابية من ليبيا إلي تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، كما أن عمليات نقل العناصر الإرهابية المدربة إلي "داعش سوريا والعراق" تمت من خلال تركيا بشكل كامل. وهل تصل عناصر إرهابية مدربة من تنظيم "داعش" في سوريا والعراق إلي ليبيا؟ - نحن الآن نتوقع هذا الاتجاه العكسي، بأن يتم بالفعل نقل هذه العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم "داعش" من سوريا والعراق إلي ليبيا، وذلك بسبب التضييق علي التنظيم في المنطقة وتوجيه ضربات متلاحقة له هناك، وبالتالي هذا يشكل خطراً أمنياً علي ليبيا ودول الجوار، بما يؤكد أهمية التنسيق مع الجانب المصري في هذه المرحلة ليس فقط علي الجانب الأمني والعسكري ولكن علي المستويات كافة بما فيها المستوي السياسي والديني والإعلامي ، لأن أمن مصر من أمن ليبيا والعكس صحيح. تضاربت الأرقام المتعلقة بحصيلة العملية الجوية المصرية.. فهلا أفدتنا بالأرقام الصحيحة؟ - حسب ما لدينا من معلومات من مصادرنا الخاصة فإن عدد من قُتلوا من تنظيم "داعش" جراء الضربة الجوية المصرية 63 إرهابياً، بينهم 21 أجنبياً يتضمنون مصريين وتونسيين ويمنيين، وهذا الرقم هو الأقرب إلي الواقع بحسب ما أفادتنا مصادر تابعة لنا والتي تعتبر "عيونا لنا" في مدينة "درنة"، حيث قام التنظيم الإرهابي بدفن قتلاه في مدافن خاصة داخل مدينة "درنة". هل لديك رسالة توجهها عبر "آخرساعة"؟ - رسالتي أوجهها لوسائل الإعلام المصري التي أدعوها إلي لعب دور إيجابي في هذه المرحلة الحساسة، وبخاصة أن هناك ليبيين متواجدين في مصر تعرضوا خلال الأيام الماضية للضرب والإهانة من جانب المصريين، في أعقاب نشر فيديو ذبح الأقباط علي يد "داعش"، وما أود أن أقوله هنا هو ضرورة مراعاة ظروف هؤلاء الليبيين المتواجدين علي الأراضي المصرية الذين بطبيعة الحال هم فارين من جحيم الإرهاب المستعر في بلدهم، وغالبيتهم ضباط جيش وأمن داخلي سابقين، انتقلوا إلي مصر هرباً من "داعش" أو لتلقي العلاج، ولا ذنب لهم مطلقاً فيما تعرض له أشقاؤهم المصريون في ليبيا، كما أن مثل هذه الأفعال يمكن أن تؤدي إلي ردود فعل سيئة من استهداف للمصريين المتواجدين في المناطق الآمنة في ليبيا، وهذا ما نخشاه أيضاً.