كيوبيد ممنوع من دخول الأفراح.. والأفلام الإباحية تحطم قفص الزوجية آخر ما يمكن توقعه في مصر أن تكون لدينا عيادات للإرشاد الأسري، يتردد عليها الأزواج والزوجات والأبناء والآباء والمقبلون علي الزواج، يفتشون عن حلول تشرح لهم كيف يتعاملون مع بعضهم البعض، يتزوجون أم يتراجعون عن الفكرة، نوعية من النصائح والإرشادات كان يقوم بها الكبار وأصحاب الخبرة في الأسرة المصرية الذين تراجع دورهم بوضوح في السنوات الأخيرة وخاصة في المدن. الدكتورة رشا عطية مستشارة الصحه النفسيه والأرشادات الأسرية كان حديثها صادماً بالنسبة لي بعد أن أكدت أن كثيراً من الأسر المصرية الآن تحتاج أن يتعلموا كيف يعيشون مع بعضهم البعض ، وأن لا يكون السبب الوحيد هو الحياة من أجل الأولاد فقط ، فللرجل أحتياجات نفسية يجب أن تمنحها له الزوجه تبدأ بأن تثق به وتقدره وتشعره بأنه أكثر الرجال وسامة وتهتم بأنتقاء ملابسه وتحرص علي مجاملته بأن تبدي إعجابها بعطرة ، ويأتي الدور علي الرجل ليشعر زوجته بكل الأهتمام ويشاركها كل تفاصيل الحياة ويشعرها بانه مخلص لها ولحياتهما المشتركه ويقدر دائما جهدها في العناية بالمنزل والأولاد . والنصيحة التي نقدمها للمقبلين علي الزواج أن تتوافر لهما أربعة عناصر رئيسية وأن تتحقق بنسبة لا تقل عن 95 % ، أن يكون بينهما توافق أجتماعي وعائلي ، وأن لاتكون بينهما اختلافات حادة مثل أن تكون الزوجة من طبقة أجتماعية مرتفعة والزوج من طبقة شعبية مثلا والتوافق النفسي أمر شديد الأهمية كما شرح العالم (أريك بيرن) الذي قام بتقسيم هام جدا ، فقال أن هناك ثلاثة تصنيفات ونوعاً ثالثاً يأخذ فقط ، ولكي يحدث توافق نفسي ناجح في الزواج وحتي لايفشل لابد وأن يرتبط كل نوع مع النوع المناسب له ، فمن أعتاد علي العطاء ينجح أذا تزوج من النوع الذي اعتاد علي أن يأخذ فقط ، ومن كانت طباعه أن يأخذ ويعطي لابد أن يتزوج ممن يتشابه معه . أما النصيحة الثالثة فتتعلق بالتوافق العقلي والعلمي والاهتمامات المشتركة ، فلا ننصح أبدا أن يتزوج رجل متعلم ومثقف من فتاة جميلة وثرية ولا تتفق معه في العقل والثقافة أو العكس ، وقد يحدث أحيانا أن تخطئ تلك القاعدة بشرط واحد هو "الثقافة والمعرفة" مثل حالة تاجر ثري ولم يكمل تعليمه ولكنه مثقف جدا تزوج من فتاة تفوقه في التعليم وخدعته أثناء الخطوبة حتي يتم الزواج وبعدها كشفت عن وجهها وحولت حياته إلي جحيم ولم تكف عن معايرته بتعليمه البسيط رغم أنه يفوقها في الثقافة والمعرفة، أما العنصر الرابع فهو مرتبط بالتوافق الروحاني "التدين" وهي مشكلة كبيرة بين الأسر المصرية، فلا يمكن أن ينجح زواج بين طرف متدين ظاهريا بمعني أنه يؤدي الفرائض فقط بالتزام مقابل طرف مثقف دينيا. وتوضح الدكتورة رشا أن أكثر مشاكل التي تواجه الأزواج من خلال رصدها للحالات التي تقصد عيادتها هي مشكلة العلاقات الجنسية التي تزيد في المدن عنها في الريف، فالعلاقة الزوجية في الريف أنجح منها في المدن، أما المشاكل التي تواجه الأزواج وتصل إلي الطلاق هي الضعف الجنسي عند الرجال وحياء المرأة مع زوجها والشكوي الدائمة هي الأفلام الإباحية التي تسبب مشاكل نفسية بين الزوجين، فالرجل من فرط إدمانه لمشاهدة هذه الأفلام يحتاج إلي نموذج لما يراه وبالطبع يفتقده لدي زوجته فتتحول مشاعره إلي النفور منها والزوجة تعاني من عدم الإشباع الجنسي والنفور من زوجها وفي بعض الحالات الإهانة الشديدة. والأغرب تراجع الزواج عن حب بين المقبلين علي الزواج، فمعظم حالات الارتباط تتم بسبب الإمكانيات المادية المناسبة وقد تُكلل بقليل من الانجذاب، ولابد أن ندرك أن حالات الطلاق الآن في تزايد مستمر وخاصة الطلاق خلال السنة الأولي من الزواج، والحل لمنع هذا الطلاق هو الاختيار المناسب للشريك، ولأن حالات الطلاق وصلت 47 % نتذكر ما فعله رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد عام 1998 بعد وصول حالات الطلاق هناك إلي 23 % فأصدر قانوناً بألا يتم الزواج قبل الحصول علي دبلومة إرشاد زواج.