اللواء أركان حرب أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميداني، قائداً للقيادة الموحدة لمنطقة شرق قناة السويس، وترقيته إلي رتبة الفريق، كان القرار الذي اتخذه المجلس الأعلي للقوات المسلحة، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلي للقوات المسلحة، وبحضور وزير الدفاع، ورئيس الأركان، وقادة الأفرع الرئيسية، وكبار قادة القوات المسلحة. المجلس في اجتماعه، شدد علي المضي قدما في تحقيق الأمن والاستقرار ودفع عجلة التنمية، ومواجهة الأعمال الإرهابية الخسيسة التي أكد أنها لن تثني القوات المسلحة عن واجبها المقدس في اقتلاع جذور الإرهاب. عدد من الخبراء العسكريين، أكدوا أن تعيين قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة برئاسة الفريق عسكر، يمنحه امتيازات لعمل مناورت بين الجيشين، علي أن يكون تابعا للقيادة العامة وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية، مما يُحسن من فرص القوات المسلحة في التصدي لعناصر الإرهاب الأسود التي تضرب سيناء. مصر لجأت لهذا القرار مرتين في حرب أكتوبر وفي الحدود الغربية مع ليبيا اللواء محسن النعماني، وكيل المخابرات العامة السابق، قال إن القرار الجمهوري الصادر بتولي الفريق أسامة عسكر، قيادة المنطقة الشرقية للقناة جاء نتيجة لما حدث مؤخرا خلال السنة والنصف التي خاضت فيها مصر حرباً ضد الإرهاب بشتي صوره، مشيراً إلي أن حكم الجماعة الإرهابية منح الإرهابيين الفرصة لاختراق الأمن القومي للبلاد في العديد من المجالات، لافتاً إلي أن القوات المسلحة حققت الكثير من المكتسبات في حربها الضروس ضد الإرهاب، وحدثت لمصر فترة من العزلة الدولية حتي اكتوت الدول الغربية بالعمليات الإرهابية فأصبحت تؤيد مصر في حربها ضد الإرهاب، وكان هذا يتطلب قيادة عسكرية علي أعلي مستوي من الكفاءة القتالية وسرعة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بما تحتاجه كل القوات بكافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية إلي سرعة توجيه ضرباتها للعدو لشل تحركاته مستقبلا. النعماني، أوضح ان القيادة السياسية لم تتأخر لأن المواجهة مع الإرهاب تمثل حربا وتمر بالعديد من المراحل المتنوعة ولابد من وجود هدف من خلال مواجهة التصعيد بالتصعيد والضغط علي العدو حتي تقضي عليه، لافتا إلي أن الإرهاب يوجه ضرباته في الخفاء وطبيعة الحرب لا تتطلب الاستسلام حتي تحقق الهدف الذي تسعي من أجله. وعن الجهات الممولة التي ساعدت الإرهابيين في عملية العريش الأخيرة، قال إن منفذي العملية مدربون علي أعلي مستوي خارجيا وليسوا هواة لأن القذائف التي استخدمت كانت دقيقة في التصويب نحو الهدف لإصابته، وأن يأخذ شكلا منحنيا في الهواء ثم يسقط ليصيب الهدف وتستخدم هذه القذائف ضد الأهداف المحصنة من الأجناب وطالب بزيادة المنطقة العازلة لأكثر من كيلومتر لاكتشاف أنفاق جديدة طولها يتعدي 1300متر تتخطي المنطقة العازلة. وأشار النعماني، إلي أن الأعمال الإرهابية ليست ضد القوات المسلحة فقط، وإنما ضد الدولة والانتصار الحقيقي بوحدة الصف ولحمة الشعب مع قواته المسلحة لدحره، وقال إن القرار يعطي الفريق عسكر امتيازات لمواجهة الإرهاب، وسيحد من وتيرة القضاء علي العمليات الإرهابية بمعني أن القوات المسلحة نقلت كل معركتها بالكامل من خلال قيادة جديدة بكل الأفرع الرئيسية إلي سيناء للقضاء نهائيا علي الإرهاب واقتلاعه من جذوره. من جانبه، أوضح اللواء أركان حرب علي حفظي، محافظ شمال سيناء الأسبق، أن قرار تكليف الفريق أسامة عسكر قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناه جاء بعد دراسة دقيقة من قبل القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة لاقتلاع جذور الإرهاب بسيناء نظرا لخبرة الفريق عسكر العسكرية وامتداد نطاق الجيش الثالث إلي وسط سيناء. وأشار حفظي، إلي أن قرار الرئيس الراحل عبدالناصر عندما قام بتعيين قائد للجبهة لا يمكن مقارنته بالوضع الحالي للبلاد لأن الظروف تختلف حيث إننا كنا قديما نعرف العدو ولكنه الآن يعيش بيننا، لافتا إلي أن القيادة الموحدة من الجيشين الثاني والثالث الميداني وكل القوات التي توجد شرق القناة من القوات المسلحة تكون تحت قيادة الفريق عسكر ويكون تابعا للفريق أول صدقي صبحي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي وذلك بالتعاون مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وطالب حفظي بضرورة تغيير التمركز للقوات من حيث منع الكمائن الثابتة واستبدالها بكمائن متحركة يصعب رصدها مع الاهتمام بالقبائل البدوية بشمال سيناء وعدم تركها عرضة للإهمال. بينما قال اللواء أركان حرب عبدالمنعم سعيد، رئيس هيئة العمليات الأسبق للقوات المسلحة، إنه من المعروف عسكريا أن سيناء تخضع للإشراف العسكري من قبل الجيشين الثاني والثالث، لأن الأخير يقوم علي تأمين المجري الملاحي لقناة السويس من الجنوب الممتد من محافظة الإسماعيلية حتي السويس من الضفة الشرقية لقناة السويس، وأشار إلي إنه يقع في نطاق تأمين الجيش الثالث القناة لمسافة 54 كيلو مترا مع الجيش الثاني وكل الطرقات شمالا وجنوبا حتي جبل الحلال والحسنة لمنع تسلل العناصر الإرهابية لمحافظة جنوبسيناء. وأوضح سعيد، أن نطاق الجيش الثالث يبدأ من الكيلو 61 منتصف طريق مصر السويس وينتهي مع الحدود الدولية من رأس محمد بمسافة 400 كيلو متر، فضلا عن الجزء الأوسط في محافظة شمال سيناء المناطق الصناعية والاقتصادية "الحسنة والزعفرانة ورأس غارب"، وكانت مسئولية تأمينها تقع تحت قيادة الجيش الثالث الميداني عقب ثورتي يناير ويونية ونفق الشهيد أحمد حمدي وسانت كاترين وبلاعيم وأبورديس. رحب اللواء أركان حرب حمدي بخيت، الخبير العسكري والاستراتيجي، بقرار الرئيس السيسي بتولي الفريق عسكر مسئولية قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق قناة السويس لأنه عسكري ذو كفاءه عالية فضلا عن قدرته السيطرة علي المنافذ عبر سيناء بالكامل ومن خلال المجري الملاحي لقناة السويس بنظام سيطرة موحد، مشيرا إلي أن ذلك يذلل كل الصعوبات التي تواجه الجيشين الثاني والثالث الميداني وتصبح القيادة موحدة لتحقيق الهدف والسيطرة علي كل الاتجاهات بقدرتها وإمكانياتها مع تركيز الجهود بصورة أكبر لتوجيه ضربات أكثر حسما وقوة ضد هذه العناصر نظرا لوجود قدرات لوجيستية وقيادية واحدة تستطيع السيطرة علي كل الاتجاهات وتفرض سيطرة القوات المسلحة والدولة. وحول مدي إمكانية اتباع القيادة الموحدة إلي الجيشين أوضح بخيت أن القيادة الموحدة لن تتبع الجيشين الثاني أو الثالث وإنما تتبع القيادة العامة للقوات المسلحة مباشرة ولا تؤثر علي عمل الجيشين، لافتا إلي أنه يحق لعسكر نقل قوات من الجيشين الثالث إلي الثاني والعكس والبدء في عمل مناورات حربية مشتركة بين الجيشين والتنسيق بينهما.