تنطلق في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، أعمال القمة الأفريقية في دورتها الرابعة والعشرين علي مدي يومي 30 و31 يناير الجاري، وهي القمة التي يرأس الوفد المصري بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تعقد تحت عنوان: «عام 2015 عام تمكين المرأة والنهوض بها نحو أجندة 2063 لأفريقيس» .. وتعد قمة أديس أبابا هي ثانية القمم الأفريقية التي تحضرها مصر بعد عودتها لممارسة أنشطتها بالاتحاد الأفريقي حيث يشارك فيها الوفد المصري برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي بفاعلية من خلال عدد من الملفات الدولية والأفريقية الهامة المطروحة علي جدول الأعمال مثل مسألة توسيع مجلس الأمن وحالة السلم والأمن في أفريقيا وإدارة المياه ومجابهة الإرهاب وقضايا تغير المناخ ومكافحة تفشي فيروس إيبولا وبحث مصادر التمويل البديلة للاتحاد الأفريقي. ويتواكب انعقاد القمة الأفريقية في دورتها الرابعة والعشرين الاحتفال بالذكري الخامسة لعقد المرأة الأفريقية كما يتزامن مع إطلاق قمة مالابو في عام 2014 لأجندة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا للخمسين عاما المقبلة. وقد بدأت الاجتماعات التحضيرية للقمة علي مستوي المندوبين الدائمين علي مدي يومي 23،24 من يناير الجاري، وهي الاجتماعات التي يعقبها اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحادالأفريقي لترتيب جدول الأعمال المقترح علي رؤساء دول وحكومات 54 دولة أفريقية تشارك في اجتماعات القمة علي مدي يومي 30 و31 من يناير الجاري. وأوضح السفير محمد إدريس سفير مصر لدي أديس أبابا أن مصر سوف تتقدم خلال القمة بمبادرة لدعم جهود الوساطة في تسوية المنازعات الأفريقية. وقال السفير محمد إدريس الذي مثل مصر في الاجتماعات التحضيرية للقمة المقبلة إن الهدف من هذه المبادرة هو تعظيم الدبلوماسية الوقائية في التعامل مع النزاعات للتعامل مع أي صراع في بداياته قبل أن يستفحل ويتحول إلي صراعات دامية وأن هذه الآلية ستكون بمثابة كيان جديد تابع للاتحاد الأفريقي مشيرا إلي أن آلية تمويله والعمل فيه ستكون محل بحث خلال الاجتماعات التمهيدية وخلال مؤتمر القمة التي يرأس وفد مصر فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي. ومن المتوقع أن تتركز كلمة الرئيس أمام رؤساء وحكومات الدول الأفريقية بالتأكيد علي دعم مصر لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا وحل النزاعات الأفريقية بالطرق السلمية ومن هنا كانت هذه المبادرة المصرية المطروحة من قبل الوفد المصري. وسوف يستعرض الرئيس السيسي الدور الهام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في دعم دول القارة السمراء كما أنه من المتوقع أن تركز كلمة مصر أمام القمة علي أهمية تضافر الجهود لمواجهة الإرهاب الذي أضحي ظاهرة عالمية لاتقتصر علي القارة الأفريقية والعالم العربي فقط بل والدليل القاطع علي ذلك ما تعرضت له كل من فرنسا وأستراليا وغيرهما من الدول من حوادث إرهابية بما يستدعي إيجاد استراتيجية دولية لمكافحة الإرهاب في كافة الدول دون استثناء. وسوف تؤكد مصر خلال القمة دعمها لدول القارة الأفريقية في مكافحة الأوبئة وعلي رأسها مرض الإيبولا. وتعرض مصر خلال القمة رغبتها في استضافة أحد مقرات مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار في مرحلة مابعد فض المنازعات كما ستتقدم مصر بمرشح لعضوية لجنة القانون الدولي بالاتحاد، وسوف يتم عرض ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن عن إقليم شمال أفريقيا لعام 2016 - 2017. من الجدير بالذكر أنه في إطار الحملة التي تقوم بها وزارة الخارجية في الفترة الحالية التي يتم من خلالها الترويج لعضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن عن إقليم شمال أفريقيا حيث أعدت الوزارة كتيبا هاما يتضمن إنجازات مصر علي صعيد الأممالمتحدة ومنظماتها الدولية ودورها البارز في بعثات حفظ السلام لاسيما في القارة السمراء يتضح من خلال هذه الحملة وجود تأييد أفريقي وعربي ودولي لهذه العضوية وبالتالي فمن المتوقع أن يعلن قادة وزعماء القارة السمراء من خلال قمة أديس أبابا تأييدهم لترشح مصر للعضوية الدائمة في مجلس الأمن عن شمال أفريقيا علي مدي عام 2016 - 2017. وبوادر هذا التأييد قد اتضحت من خلال إعلان أكثر من دولة أفريقية علي مدي اللقاءات الثنائية تأييدها لترشح مصر لعضوية مجلس الأمن وآخرهم ما أكد عليه سكرتير عام وزارة الخارجية الكونغولية خلال لقائه مع السفير المصري في الكونغو برازفيل بأن بلاده تدعم بصفة كاملة مصر في سعيها للترشح للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن منوها أنه يمكن لمصر الاعتماد التام علي مساندة بلاده لهذا الأمر.. مما لاشك فيه أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سوف ينتهز فرصة انعقاد القمة الأفريقية في أديس أبابا لعقد اجتماعات علي هامش القمة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية في إطار سعي مصر الدائم لتوطين دعائم دورها الأفريقي علي مستوي تعزيز علاقات التعاون الثنائية في كافة المجالات. ويتوقع أن يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يرأس الوفد المصري في أعمال القمة مع رئيس وزراء أثيوبيا لبحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وقضايا القارة الأفريقية ومن ثم تطورات الأوضاع بالنسبة لمف مياه النيل حيث أخذت المباحثات المصرية السودانية الأثيوبية بهذا الشأن دفعة قوية بعد لقاء السيسي مع رئيس وزراء أثيوبيا علي هامش قمة مالابو عاصمة غينيا الاستوائية. انعقاد مثل هذا اللقاء علي هامش أعمال قمة أديس أبابا سوف يساعد علي الإسراع من وتيرة الدراسات التي تجري حاليا بشأن سد النهضة حتي يتم إقامته بما لا يضر احتياجات مصر المائية. ومن المعروف أن الموقف المصري الذي يؤكده الرئيس السيسي في كافة المناسبات هو تأييد حق أثيوبيا في التنمية مع عدم الإضرار بحقوق مصر المائية المكفولة لها بموجب الاتفاقيات القانونية الدولية والأمل ينعقد علي أن يؤدي اللقاء المرتقب بين زعيمي الدولتين إلي انفراجة جديدة علي صعيد المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة الأثيوبي. وبعد.. فقد أكدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي «نكوسوزنا زوما» في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماعات التمهيدية للقمة علي أن قمة أديس أبابا تنعقد في ظل مناخ جديد بالقارة السمراء حيث إن الأمور بدأت تتغير بها منذ عشر سنوات عندما بدأت جهود تعزيز تحقيق التقدم والرقي من خلال أنشطة الاتحاد الأفريقي لإرساء الديمقراطية والأمن والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون وذلك مع ارتفاع معدلات النمو بها بقيمة تناهز خمسة بالمائة سنويا. إن القارة الأفريقية وعلي حد قول رئيسة المفوضية لم تعد قارة مخيبة للآمال كما كان ينظر إليها في الماضي ومن ثم فعلي جميع الدول الأفريقية التكاتف سويا للنهوض بها لأنه لم يعد هناك مجال لفقدان المزيد من الفرص.