يبدو أن مجلس إدارة الزمالك يتبع سياسة عقيمة تؤدي إلي «تطفيش» وهروب المدربين، فهو مصمم علي التدخل في شئون الجهاز الفني وفرض سيطرته علي الفريق وهو ما يرفضه أي مدرب يحترم نفسه ومهنته، ونتيجة لهذا فهناك بوادر أزمة ينتظر تفجيرها عقب توقيع عقد المدرب الجديد، حيث سيجد أن هناك أمراً واقعاً يفرض عليه دون رغبته مما يهدد بإفشال مهمته ويرحل هو الآخر مُسرعاً. شيء لايصدقه عقل، حيث ظهرت بوادر أزمة بين مجلس إدارة الزمالك والمدرب البرتغالي خورفان فييرا رغم عدم التعاقد الرسمي بينهما، فقد اشترط الاستعانة بالجهاز الفني الذي عمل معه من قبل وهم أسامة نبيه مدربا عاما وأحمد حسن مديرا للكرة وأيمن طاهر مدرب حراس مرمي وحمادة أنور مديرا إداريا، وهذا يعني الإطاحة بإسماعيل يوسف مدير الكرة ومحمد صلاح المدرب العام في جهاز الهارب باتشيكو، وهذا ما يرفضه مجلس الإدارة حيث يعتبر الاثنين عينيه داخل الجهاز وينقلان له كل صغيرة وكبيرة في الفريق. ومن أول شروط فييرا عدم التدخل في شئون الفريق لأن هذا كفيل برحيله هو الآخر، فأي مدرب محترم يأبي علي نفسه أن يكون «شخشيخة» في يد أي أحد حتي ولو كان مجلس الإدارة، وأعلن أن هروب مواطنه باتشكيو كان بسبب التدخل السافر من قبل المجلس في شئونه الخاصة بالفريق لدرجة أن المجلس في الآونة الأخيرة كان يتدخل لتشكيل الفريق خلال المباريات.. وقد حذر فييرا من حدوث هذا معه، وقد وافق المجلس علي شروطه وهو ما فعله من قبل مع باتشيكو.. ولكن هناك اختلاف علي الراتب الشهري، فالمجلس يعرض عليه نفس راتبه السابق عندما كان يدرب الزمالك وقدره 522 ألف جنيه، بينما هو يطالب ب 003 ألف جنيه. أما الصدام الثاني والمتوقع حدوثه بعد توقيعه العقد أنه سيجد نفسه أمام أمر واقع فرضه المجلس دون إرادته، وهو قيام الأخير بوضع قائمة اللاعبين الأفريقية والتي سيخوض بها الزمالك بطولة الأندية الأفريقية أبطال الكأس، والغريب موافقة محمد صلاح الذي تولي الإدارة الفنية بعد رحيل باتشيكو وإسماعيل يوسف مدير الكرة، وإن كان هذا متوقعا من قبل نظرا لعلاقتهما بالمجلس كما ذكرنا من قبل. وقد تم اختيار 52 لاعبا لهذه القائمة واستبعاد أربعة لاعبين هم رضا العزب وياسر إبراهيم وبازوكا ومحمد عبدالمجيد، وهذا يعني أن من يتولي تدريب الزمالك سيكون أمامه فرصة بضم 5 لاعبين جدد للفريق، كما أنه سيكون مجبراً علي اللعب بالمجموعة التي اختارها المجلس ومعروف أن نصفهم لم يكن باتشيكو مقتنعا بهم، لأنه قام بتدريب الفريق بعد أن قام المجلس بشراء جيش اللاعبين الموجودين بالفريق الآن واكتشف أن هناك 8 لاعبين لا يصلحون للعب في الزمالك وهم حمادة طلبة وصالح مرسي ومصطفي فتحي وعبدالله شيبة ومعروف يوسف ويوسف أوباما وأحمد علي بالإضافة إلي الحارس جنش والذي سيكون هناك صعوبة لإشراكه لوجود اثنين آخرين يتوليان حراسة المرمي وهما قد وقع عليهما الاختيار من قبل مجلس الإدارة لضمهما إلي القائمة الأفريقية، أي أن المدرب الجديد لن يكون لديه سوي 71 لاعبا يخوض بهم المباريات إلا إذا أعاد اكتشاف أحد من بين الثمانية الذين خرجوا من حسابات باتشيكو ولم يكن يستعين بأحدهم إلا إذا أجبرته الظروف علي ذلك والمتمثلة في الإصابات والإنذارات التي تؤدي إلي الإيقاف، وبالإضافة إلي ملف المدير الفني الجديد هناك ملفان آخران يشغلان تفكير وبال مجلس الإدارة، وهما الخاصان بمحمد إبراهيم وعمر جابر. الأول وضع المجلس يده علي قلبه خوفا من اختطاف الأهلي له.. لذلك سارع بالاتفاق مع اللاعب علي التوقيع لمدة 4 سنوات تبدأ من الموسم الجديد مقابل 2 مليون جنيه سنويا.. علي أن يضاف للعقد مدة ال6 شهور الباقية مع فترة الانتقالات الصيفية والتي ينضم فيها اللاعب رسميا للزمالك علي أن يعار خلال مدة الشهور الستة لأحد الأندية المصرية حتي لايفقد اللاعب مستواه الفني والبدني ولكن الزمالك اشترط أن تكون هذه الأندية لا تنافسه علي قمة بطولة الدوري، وتوصل الزمالك لاتفاق مع نادي ماريتمو البرتغالي الذي يلعب له إبراهيم لإنهاء هذه الصفقة.